بسبب الدعم السريع.. تفاقم معاناة المدنيين في مدينة الرهد بشمال كردفان
ما زالت مدينة الرهد الواقعة بولاية شمال كردفان وسط السودان تعيش في حالة من عدم الاستقرار الأمني إلى جانب تجارة السلاح بسبب السيطرة التي فرضتها قوات الدعم السريع عليها منذ أكثر من ستة اشهر ماضية
التغيير: الرهد
قالت مصادر لـ”التغيير” إن مدينة الرهد تشهد هشاشة أمنية ومخاوف وسط المواطنين على مدار الساعة بسبب عمليات السطو المسلح واستمرار انتهاكات الدعم السريع من جهة ومناصريها من سكان المنطقة من جهة أخرى.
وبات سكان الرهد يدفعون ثمنا باهظا بسبب سيطرة الدعم السريع عليها مع استمرار انتهاكاتها بحق المدنيين في ظل غياب الجيش السوداني الذي انهزم من قبل ذات القوات في معارك جبل كردفان والمحطة الغبشة في مايو الماضي.
وفي المقابل بدأت الرهد تشهد حركة نشطة في الإتجار بالأسلحة خصوصا داخل السوق الكبير للمدينة بحماية وإشراف قوات الدعم السريع وذلك بحسب إفادة شاهد عيان كان قد تحدث لـ “التغيير”.
وقال إن تجارة السلاح والمخدرات داخل المدينة توسعت بل وازدهرت إلى حد كبير عقب معارك 6 مايو الماضي التي هزمت فيها قوات الدعم السريع متحركي الأبيض وتندلتي التابعين للجيش السوداني.
وأضاف شاهد العيان بأن قوات الدعم السريع جلبت الكثير من الأسلحة والذخائر مثل “كلاشنكوف وجيم ثري” التي باتت تباع وتفرش داخل السوق الكبير للمدينة وأن أكثر المشتريين من مناصري تلك القوات.
ومع سوء الأوضاع الاقتصادية داخل المدينة ظل سكان المنطقة يبذلون كل ما في وسعهم من أجل البقاء بما تبقى من مقومات الحياة مع استمرار المواجهات العسكرية بين الأطراف المتقاتلة في مناطق كردفان ودارفور.
وقال مواطنون من سكان المنطقة لـ”التغيير” إن القدرة الشرائية تقلصت بسبب قلة فرص العمل للمواطنين الذين أصبح معظمهم لا يستطيع تغطية تكاليفهم المنزلية والأكثر معاناة هم الموظفون الذين اتجه جزء كبير منهم للعمل في مهن جديدة مثل بيع الخضر داخل الأحياء.
وأضافوا أن قوات الدعم السريع ظلت تعمل على نهب ناقلات البضائع واختطافها ويجعلون أصحابها أمام خيارين أم أن يدفعوا مالا لاسترجاعها أو تركها لتنهب في حالة عدم دفع المبلغ المطلوب.
ومنذ بداية الحرب في السودان وخصوصا مناطق كردفان نشط الكثير من الشباب في العمل الطوعي وغرف الطوارئ، ومدينة الرهد ليست بمعزل عن ذلك بل قامت الكثير من المبادرات الطوعية التي عملت على خدمة ومساعدة المواطنين داخل المدينة.
وقال أحد الشباب الناشطين فضل حجب اسمه لـ”التغيير” إنهم خلال الفترة القليلة الماضية حاولوا إنشاء غرفة طوارئ خاصة بالمدينة إلا أن قوات الدعم السريع اشترطت عليهم العمل تحت إشرافها المباشر حتى تجعلهم ينفذون عملها المدني داخل المنطقة ولكنهم رفضوا ذلك.
وفيما يخص عدد الضحايا من المدنيين داخل المنطقة ذكرت مصادر لـ”التغيير” أن عدد القتلى تجاوز “100 ” قتيلا منذ سيطرة الدعم السريع على المدينة وذكرت بأنها إحصائيات تقريبية ولا توجد حتى اللحظة أرقام دقيقة.
وأضافت أن عدد الاغتصابات وسط النساء والفتيات من سكان المدينة وصل نحو “10 ” حالات اغتصاب كانت قد سجلت داخل مستشفي المدينة موضحة أن معظم حالات الاغتصابات ما زالت الأسر تتخوف في الإفصاح عنها.
المصدر: صحيفة التغيير