اخبار السودان

بسبب إضراب المعلمين .. كيف يسد طلاب المدارس الحكومية فجوة العطلات الطويلة ؟

 

لقد ترك الإغلاق المستمر للمدارس الحكومية الكثير من الضغوطات النفسية والإحباط المعنوي لطلاب وطالبات المرحلة الثانوية.

التغيير فتح الرحمن حمودة

الطالبة «توسل» وهو اسم مستعار لطالبة تقطن أقصى مدينة أمدرمان وتدرس بالصف الثالث ثانوي ظلت تعاني اكادميا من النسيان فيما درسته من مقررات بسبب الإغلاق المستمر للمدارس الحكومية.

«توسل»  ذات الثامنة عشرة عاما قالت لـ «التغيير» إن ضيق الحال والظروف المادية لم يساعدها في الالتحاق إلى جانب رفيقاتها بالمدارس الخاصة والذين لم يتأثروا بالإغلاق.

و مضت قائلة: إن الإغلاق المستمر للمدارس ترك لديها  العديد من الضغوطات النفسية مما جعلها تشعر بالإحباط المتواصل من الجلوس للامتحانات المقرر انعقادها.

التقويم و التقييم

يذكر أن الثلاثاء الماضي صدر قرار من إدارة التعليم الخاص التابعة لوزارة التربية بالخرطوم ألزم مدارس التعليم بالمرحلة الابتدائية، المتوسطة، الثانوية إلى جانب الإنجليزية والأجنبية بالتقويم الدراسي للعام «20222023».

وجاء القرار بعد شهرين من الإضراب المطلبي للجنة المعلمين السودانيين   بداء في ديسمبر الماضي، و تطالب اللجنة  برفع نسبة الصرف والحد الداني لأجور المعلمين في موازنة العام الحالي حتى يتوافق الأجر مع متطلبات المعيشة في ظل التدهور الاقتصادي والتضخم المتصاعد.

وطوال العاميين الماضيين تخلفت المدارس الخاصة والأجنبية عن إضراب المدارس الحكومية الأمر الذي أثر على التقويم العام فيما طال هذا الاختلاف في تقويم مدارس بعض ولايات البلاد.

المدارس الخاصة

يقول الأستاذ خالد عبد الله إن المدارس الخاصة غير متأثرة بالقرار ولكنه سيكون تأثيره على طلاب السنة القادمة من بينهم الجالسون لامتحانات الشهادة الثانوية مشيرا إلى أن كل ما يجري من السلطات المعنية محاولات لتكسير إضراب لجنة المعلمين.

وقال عبد الله  لـ «التغيير» إنهم حتى اللحظة يعانون من مشاكل ما زالت موجودة بسبب وباء كورونا إلى جانب بعض الأحداث التي كانت قد مرت في فترات ماضية مضيفا أن كل ما يجري ينعكس على تحصيل طلاب المدارس الحكومية في السنة القادمة و صورة اقل مقارنة بالمدارس الخاصة .

بينما يرى أستاذ المرحلة الثانوية البدري العقاب أن هنالك إجحافا وظلما كبيرا لطلبة المدارس الحكومية مقارنة بطلبة المدارس الخاصة و طالب في حديثه لـ «التغيير» بتعويض فترة الإضراب من خلال إضافة السبت كيوم دراسي مع زيادة توقيت وعدد الحصص الدراسية إلى جانب تمديد الفترة الزمنية لامتحانات الشهادة السودانية لشهر إضافي.

فاقد الدراسة

و يذكر أن المدارس الخاصة لم تفقد  أياما دراسية عدا العطلة التي قد قدمت على الامتحانات عكس المدارس الحكومية التي توقفت عن الدراسة إلى ما يقارب الـ  «70 يوما» انعكست بصورة مباشرة على الطلاب من العام الدراسي في جانب تحصيل المقررات.

وكان قد طالبت لجنة المعلمين وزارة التربية والتعليم بضرورة تمديد العام الدراسي وتأجيل الامتحانات إلى حين إكمال طلاب المدارس الحكومية المقررات وحصولهم على أيام أخرى للمراجعة كتعويض لأيام الإغلاق.

و يقول الأستاذ حمودة الفاضل في حديثه لـ «التغيير» إن الوزارة كانت قد أخذت مواقف جميع المواد عبر الموجهين بنسب مئوية من خلالها يتضح لها أن هنالك مواد تحتاج إلى أيام أخرى.

ويرى أن المشكلة ليست في إكمال المقررات الدراسية بل في الطالب الذي قد لا يجد الزمن الكافي لمراجعة جميع الدروس التي يفترض أن تُدرس في «6» شهور تقلصت إلى شهر ونصف.

وتوقع حمودة تمديد العام الدراسي الحالي لجهة أن طلاب المدارس الحكومية ما زالوا بحاجة إلى مجهود مقارنة بطلاب المدارس الخاصة وهذا ما يجب التعامل معه بصورة وطنية بها نوعا من العدالة.

وكان قد تقدمت لجنة المعلمين بمبادرات لطلاب المدارس الحكومية في كل محليات ولايات الخرطوم بأن تكون هنالك حصص مجانية لهم تكون بمثابة تعويض الفارق في الأيام الدراسية التي سببها الإغلاق.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *