بخيتة الجبوري امرأة من الزمن الجميل
أحمد بطران عبد القادر
عندما نتنسم عبق الماضي المجيد في تاريخنا الحديث نجد ان التاريخ سطر صفحات مشرقة لمبدعين كثيرين من بلادي في مجالات مختلفة رجالا كرام ونساء باسلات قدموا عصارة جهدهم و فكرهم ومعارفهم فاضحوا معالم واعلام في عوالمنا ولعل الاستاذة بخيتة الجبوري من تلكم الشخصيات التي اثرت وجداننا وعطرت سماء الوطن في فضاءاته الإبداعية بكل ما هو جميل ومشرق بخيتة الجبوري تعد امرأة من الزمن الجميل الذي تعلق وجداننا به حتي صارت الذكريات الجميلة من محفزات النهضة والتفوق نشأت الاستاذة بخيتة في بيئة ثقافية غنية متعددة المواهب وقد نالت حظا وافرا من العلم والتعلم والمعرفة وقدمت خلاله للأجيال القادمة الإبداع والتميز في أبهى صوره ناضلت من أجل حقوق المرأة والقضايا الاجتماعية واسست بيوت الشباب وكانت احدي ركائز النهضة واعلام المعرفة حيث كانت هذه المراكز مسارح للوعي والاستنارة وبث قيم الجمال ومنابر للثقافة والتثقف والانتاجي المعرفي .
وتعتبر الاستاذة بخيتة الجبوري من جيل الرائدات وهي من ابرز الشخصيات الوطنية الإعلامية السودانية ولها لمسات مؤثرة وعميقة في تطوير العمل الإعلامي بالمبدع والمبتكر من خلال عملها بالإذاعة السودانية ثم ولجت عالم الصحافة وعملت مراسلة لجريدة الأيام ورئيسة تحرير مجلة السودان الجديد وقد تنقلت في حياة مهنية حافلة الإبداع والانجاز شاركت الي جانب عملها الاذاعي والتلفزيوني في العديد من المؤتمرات والندوات الإعلامية في داخل البلاد وخارجها وقد حصلت علي العديد من الجوائز والشهادات التقديرية للتميز في مجال الإعلام والعلاقات العامة والمجال الإنساني وهي شخصية وطنية راقية ومتحضرة ذات قدرات فائقة مكنتها من التفوق ونيل رضا الجماهير واعجابها وحبها واعزاز الزملاء والزميلات في مجالات العمل والدراسة ومنتديات الإبداع وجلسات الحوار لتصبح إحدى الشخصيات المؤثرة التي تفيض حيوية وجمال ونشاط وثقة جعلت حضورها طاغي في كل محافل الإبداع والابتكار للجديد .
رفدت الحياة السودانية بإبداعاتها المتنوعة والمتعددة عبر مسيرة عملها المهني وتدرجها الوظيفي في المؤسسات الاعلامية الوطنية ومن خلال الفعاليات المختلفة لأن زوجها مناضل معروف وقيادي بارز بحزب الامة القومي ومن المقربين للسيد الإمام الصادق المهدي كان له ولأسرته دور كبير وفضل عظيم في تشكيل وعي السودانيين بأهمية الحكم المدني فناضلوا من اجل الديمقراطية والحقوق المدنية في محطات مهمة ونادرة في تاريخنا المعاصر .
والاستاذة بخيتة تنحدر من اسرة سودانية عريقة كريمة ومشهورة بالإبداع في كل المجالات التي طرقتها في السياسية والاقتصاد والثقافية والفنون والتربية ولها رصيد نضالي معلوم واسهامات واسعة في ترسيخ ثقافة الديمقراطية والحكم الرشيد والاستاذة بخيتة الجبوري هي حرم الراحل المقيم الدكتور بكري عديل القيادي الأنصاري المعروف الذي تقلد العديد من المناصب القيادية علي مستوي الحزب والدولة وقدم هو وحزبه وأسرته جهدهم مع الآخرين لسودان الغد سودان العدل والحرية والجمال سودان الدولة المدنية الديمقراطية وقد دفعوا اثمان باهظة في رحلة نضالهم عبر الحزب والتحالفات السياسية الوطنية من اعتقال وهجرة لديار الغربة بحثا عن التغيير وانتصار لثورة الشعب السوداني التي تفجرت في اكتوبر وتعمقت في جذرر المجتمع وكمنت في وجدان دواخله كمون النار في العود .
قمنا بزيادة خاطفة لهذه الاسرة الكريمة الجميلة في بيتهم العامر بالمحبة والعرفان في قاهرة المعز المدينة المدينة الكبيرة عاصمة التحديات والصمود والبسالات التي اضحت بسعة صدرها اكبر حاضنة يؤمها اللاجئين السودانيين وغيرهم ليعيشوا بسلام ومحبة وسط اخوتهم المصريين الذين يتألمون لما الت اليه الأحوال في بلادنا بفعل الحرب اللعينة كتألمنا وزيادة استقبلتنا الاستاذة بخيتة رغم الوجع وطول مكوث المرض في جسمها النحيل بحفاوة بالغة الترحاب والسرور تزين جبينها ابتسامة نبيلة معهودة علي كل وجوه السودانيين رغم الحال البجرح الا كلنا في الحارة نصرخ يا وطن عز الشدائد
كان طول اقامت المرض قد نال منها ما نال ولكنه لم ياخذ الصبر والقدرة علي التواصل والابتسام ولكن كان لسان كأنه يقول:
يا الله هوى
تعب اللسان
من الشكية
وفي الحكي
مسجون براي
محشور براي
والمدن
مستني ريد ما عارفو مين
مستني ريد ما أظن يجي
كان في مهندس هذه الزيارة الرجل الإنسان د. عصام الكدرو وبرفقتنا الأستاذة سلافة يعقوب الناشطة في مجال العمل الإنساني عبر مبادرة الغرس الطيب لدعم اللاجئين السودانيين بمصر وقد ارسل الدكتور عصام رسالة مناشدة للسفير ولكل الوسط السوداني بالقاهرة ان اهتموا بمبدعي بلادي تحت لافتة الوفاء لاهل العطاء فكثيرين هم من مضوا ولم نحظي بلحظة وداعهم وهم كانوا شموعا انارت لنا الطريق وجملت حياتنا بالمبتكر الجديد .
نامل ان تستجيب سفارة السودان وترد جزء من جميل هذه القامة الوطنية وقد تواصل سعادة السفير مع الدكتور عصام شاكرا لهذه اللفتة البارعة ووعد بخير نامل ان نري هذا الخير في اعجل ما تيسر فالاستاذة جديرة بالتكريم والاحتفاء فهي من جيل العطاء ومن رواد النهضة في بلادي وهي ام رؤوم لكثير من مبدعات بلادي الباسلات .
خرجت من دارها ولكن ظلت صورتها وكلماتها عالقة بذهني ومسيطرة علي تفكيري ومتملكة لمجمل مشاعري لصبرها علي عذابات السنين وجور الزمان وظللت اردد كلمات القامة الوطنية الأستاذ العبقري هاشم صديق الرجل المعلم الإنسان الذي يعجز البيان في ان يخط سطور تستوفيه حقه علينا وعلي وطنا المجيد .
صورتك معاي
ألقاها في كل المطارات
والمسارح والأغاني
وفي القطارات البتلهث
ديمه زي نبض الثواني
في العمارات في الفنادق
وفي المنافي وفي الخنادق
إلى أن يقول فيها :
دايماً حداي
دايماً معاي
منقوشة في طوب الجسور
موجودة في خطو الشهور
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة