التقي البشير الماحي

ولع الإسلاميون بحشر الناس في فسطاطين استغلالًا للجهل الذي استثمروا فيه منذ نشأة تنظيمهم. فمنذ استيلائهم على السلطة قسموا الناس إلى فريقين من ليس معهم فهو كافر متمرّد عميل. أما هم أصحاب الحق الإلهي والتكليف الرباني.

وفي ظلّ هذا الزعم كانوا يصورون أن كل فعل لهم يحمل غاية “ربانية” فقتلوا وسرقوا باسم الدين والدين منهم براء.

اليوم يعودون بالمنهج البالي نفسه ذلك المنهج الذي كان خصمًا على الإسلام ذاته، إذ شوّه غاياته ومقاصده التي من أجلها تنزّل الوحي على رسولنا الكريم ليتمّم مكارم الأخلاق. فكان حصاد حكمهم حشفًا وسوء كيل وكما جاء في الإنجيل أيضا بثمارهم تعرفونهم.

يزايد القوم اليوم، ويسعون لحشر الناس حشرًا في مفاضلة زائفة بينهم وبين مليشيا كانت من صُنع أيديهم مليشيا قال فيها الناس ما قالوا وكانوا هم المدافعين عنها في المنابر يصوّرونها للناس أنها العاصم والمنقذ.

لقد أدرك الناس خطرها على أمنهم القومي ومستقبلهم، ولم يكن ذلك ذكاءً أو اطلاعًا على الغيب، بل وعيًا صادقا عندما هتف الشباب “ما في مليشيا بتحكم دولة”.

لم يكن أيضا غباءً منهم ولا ذكاءً من غيرهم، لكنّ هذا الأمر لا يعني أولئك القوم، فهي كانت يدهم الباطشة وسلاحهم الذي به يحكمون كالأخ الأكبر الذي يأمر فيُطاع.

ولما تبدّل الحال أشعلوا حربهم اللعينة في سبيل العودة مرة أخرى بعد أن بدّلوا تحالفاتهم القديمة، فأضحى أعداء الأمس أصدقاء اليوم.

ويمضون اليوم بالغايات نفسها التي جُبلوا عليها استثماراً في الحرب والقتل وسفك الدماء واستغلال للجهل الذي غذّوه هذه المرة بمرارات صنعها أخوهم الأصغر على حساب آلاف الضحايا من المدنيين والعزّل من أبناء هذا الشعب المسالم الذي صنع ثورة أراد بها أن يحيا فكان جزاؤه القتل عقابًا على ذلك.

ولكن هيهات فغدًا يخرج وملء حناجره هتافه المحبّب

“العسكر للثكنات.. والجنجويد ينحل”..

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.