اخبار السودان

بتصاعد ضربات الجماعات المتشددة.. الساحل الأفريقي على حافة الفوضى

صعَّدت الجماعات المتشددة من هجماتها في ثالوث الساحل الأفريقي الذي تحكمه مجالس عسكرية منبثقة عن انقلابات، وهي: مالي، و، وبوركينا فاسو، في تطور يثير تساؤلات حول دلالات ذلك، وخيارات الجيوش الوطنية في مواجهة الفوضى الأمنية.

وكشف جيش النيجر، مساء الاثنين، عن مقتل 21 مدنيًا في بلدة تيرا المحاذية للحدود مع بوركينا فاسو ما يعكس تصاعدًا لأعمال العنف في هذا البلد الذي طرد القوات الفرنسية والأمريكية ولجأ إلى التحالف مع التي نشرت مدربين ومستشارين عسكريين لها هناك.

وجاء هذا الهجوم بعد أيام قليلة من استهداف جماعة مسلحة جنودًا نيجيريين ما أسفر عن مقتل أحدهم، وقبل أسابيع شهدت بوركينا فاسو هي الأخرى هجمات أودت بحياة المئات من قبل المتمردين وجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في تطورات تنذر بمستقبل قاتم لهذه الدول وشعوبها التي تواجه أزمات اقتصادية واجتماعية حادة.

وفي مالي، كثفت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي هجماتها شأنها شأن الانفصاليين الطوارق الذين بات عدوهم اللدود واحدًا وهو الجيش المالي وحلفاؤه الروس.

وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول إن “هذه الهجمات تمهد لفوضى أمنية عارمة على الأرجح بالنظر إلى محدودية قدرات الجيوش الوطنية على التصدي لها، وانشغالها بأزمات سياسية وغير ذلك”.

وتابع ديالو في تصريح لـ “إرم نيوز” أن “حلفاء الأنظمة المحلية أيضًا لديهم اهتمامات أخرى، فروسيا تحشد قوات لأوكرانيا في مسعى لتحقيق تقدم قبيل تولي مهامه في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي يزيد هذا المعطى من إضعاف وضع الجيوش الوطنية في مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وهناك ألوية تم بالفعل سحب جنودها على الأرض ونقلهم إلى أوكرانيا”.

وشدد على أن “كل هذه المعطيات تتزامن مع تطور آخر لا يقل أهمية هو الآخر، وهو تقدم جماعة بوكو حرام الإرهابية، وشنها هجمات قاسية ضد الجيش التشادي، وهو ما سيفاقم متاعب دول الساحل الأفريقي، لذلك أعتقد أن القادم أصعب لهذه الجيوش الوطنية”.

من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا “إن هناك مأزقًا بالفعل للجيوش الوطنية، وهو مأزق يتعاظم لعدة أسباب أهمها غياب معلومات استخبارية تجعلها تسبق الجماعات الإرهابية بخطوة ميدانيًا، وهذا راجع للانسحاب الغربي، ودخول الروس” وفق قوله.

وأكد كايتا لـ “إرم نيوز”، “أن روسيا لم ترسخ بعد أقدامها، ولا تستطيع مراقبة الجماعات المتشددة وأنشطتها عن كثب، وفي تقديري فإن الوضع قد يزداد سوءًا، خاصة أن هناك جماعات مسلحة ليست متشددة بالإمكان التفاوض معها، لكن الأنظمة المحلية في مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، تتخذ منها موقفًا مشددًا للغاية “.

ارم نيوز

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *