اخبار السودان

بترول الجنوب .. هل دخل الحرب ام خرج؟

معمر حسن محمد نور

 

الاتفاقية او الصفقة الضخمة التي وقعتها الامارات مع دولة جنوب السودان ، اثارت اهتمام الكثير من المراقبين سيما وانه غريب ان تشتري دولة بترولية ، بترول دولة اخرى في الأبار.فماذا وراء هذه الصفقة!؟ .

الجانب.الاقتصادي بالنسبة للامارات لا يعنينا هنا.فدولة الامارات قوة اقتصادية عالمية تجعلها تستثمر في الولايات المتحدة تريليون ومائة مليار دولار حد ان وضعتها ادارة بايدن في وضع الشريك الاستراتيجي في الشرق الاوسط. عليه فإن الحسابات الاقتصادية ستكون محسوبة جيدا.لكن ما يعنينا هو اثر هذه الصفقة على الحرب الدائرة في بلادنا واي تأثيرات اخرى. ولنتناول اثر الصفقة على الدول الثلاث.

اولا/ الامارات وفق مراقبين قد انتقلت بالتأثير على السودان الى مربع جديد .. فقد دخلت من باب لا خفاء ولا مواربة فبه.فعداؤها لحركة الاخوان المسلمين عموما معلن وتحالفاتها في مصر وليبيا والسودان لا تخفيها.وهي حرب لا تصدر فيها ادانة من الامم المتحدة ولا عقوبات من مجلس الامن او أي دولة. عليه فإن ما اعلن من بنود الصفقة وشرائها حقوق مد انابيب وعمل مصفاة وحقوق بيع المشتقات يجعلها تمارس ضغطا سنبينه عند تناول اثر الحرب على كل دولة.

ثانيا/ دولة جنوب السودان.اكثر دولة تأثر ت اقتصاديا من حرب السودان لان اعتماد ميزانيتها شبه الكامل على البترول المنقول بواسطة خط الانابيب عبر السودان،يهدد دخلها القومي. وتدوول ان اتفاقا بينها والمتحاربين قد تم لحفظ مصالحها. وهو امر معتاد في الحروب مثل ايقاف اطلاق النار لخروج الرعايا الاجانب. وقد حاول سلفا كير طرح عمل خط صادر آخر عبر جيبوتي. فالحرب عمليا قد اثرت في اتفاقها مع السودان والاتفاق قد فك قيدها.فالناس تذكر عبارة البشير (اقفل البلف يا عوض) ويقول المراقبون ان رسوم عبور بترول الجنوب كانت الاعلى عالميا . عليه فان موقفها من الحرب لن يكون متأثرا بالخوف على مصالحها بل ربما مبنيا على الانتهاكات التي حدثت لرعاباها.

ثالثا /السودان : اول آثار هذه الصفقة ،هو حرمان الخزينة من مليار دولار من رسوم عبور النفط. هذا على مستوى الدولة.واذا اخذنا في الحسبان ان موقف الامارات مبني على اعتبار عدائها مع الاخوان المسلمين واعتبارها ان العاملين في قطاع البترول ممن يدينون لها بالولاء ، فإن الحرب ان توقفت اليوم ، سيفقد كل العاملين دخولهم الدولارية. وهو اثر عميق لم تكن لتستطيع احداثه لجنة ازالة التمكين.

اما اذا تحققت مخاوف الانفصال ، فأن بترول كردفان سيتم تكريره في المصفاة الاقرب ولو مؤقتا .

عليه فإن الصفقة ، قد تغير من موقف الجنوب من الحرب وتزيد تأثير الامارات على المالية والاسلاميين.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *