بالحرب يقولون : إلى الجحيم ثورة ديسمبر .. ونقول إلى حين
كبسولة :
ذكرى فائتة لإنقلاب البرهان .. نشرت
بتاريخ 26 / اكتوبر / 2021م
البرهان: بيانك إعلان لتسليمك السلطة
من خلف ظهر الثورة لفلولك الكيزانية
البرهان : قرارك حل لجنة إزالة التمكين هو الهدف من إنقلاب الفلول الكيزانية .
***
الذين ينسون أو يتناسون ، أن هذه الهاوية التي جرفنا إلى قاعها حتي أسفل سافليها ، حيث مستنقع الموت والدمار والخراب ، والتي يصورها البعض ، أن لمت مهووسي السلطة والجاه ، الذين يرسلون الشباب إلى محارق الحرب ، ومن خلفهم المستنفرين والدواعش والتي أسموها المقاومة الشعبية المزورة ، مسروقاً إسمها وليس رسمها ، من الأصل الثوري وليس العدمي كما هم ، وغيرها من محاضر يوميات ثورة ديسمبر المجيدة الباقية ومستمرة ، رغم الحرب الباغية.
هذه الشرذمة الإسلاموكوزية ، التى اتت من كل فج متآمر ، يصورها البعض أنها الفئة الناجية بل الواعدة ، التي ستشكل رأس الرمح في مستقبل السودان القادم ، القديم وليس الجديد كما حلم الثوار الأحرار ، وستلغي وتمسح غسلاً من عقول شباب السودان ، كل موروثه القديم ، الذي شكله طريق البحث الشاق بالدم والدموع . عن الحرية والعدالة والسلام والذي بدأت المطالبة بتطبيقها على واقع أرض السودان ، منذ إنفجار الثورة الرائدة في الواحد وعشرين من أكتوبر 1964م ، وتحول هذا الثالوث الذي يستهين به البعض باعتباره شعار هتاف حناجر ، لاجدوى منه ، وهل ياهؤلاء لإنجاز الثورة السلمية تريدونها بهتاف السلاح وليس الحناجر . فالشعار هو حادي ركب ثورة ديسمبر . وسيتصل ويتواصل حتي وإن طال السفر لثلاثينيات أخرى تحلمون بها . خسئيتم يامن تكرهون التغيير إلى الأجمل بالثورات ، وتحبذون التغيير بالسلاح إلى الأقبح .
وها أنتم اليوم تديرونها الآن لتكون حرب الجميع ضد الجميع ، وعلى طريقتكم المتشبعة بفكركم الضال بشعار عليّ وعلى أعدائيّ يا رب . ولكن .. هيهات .
حاولتم دفن الثورة وإجهاضها ودفنها في مهدها بداية بتكليف اللجنة الأمنية بشقيها الملتصقين ، توائم سيامية حتى الآن ، وذلك في 11 / أبريل 2018م ، والبستموها عار ثوب الزيف وليس ثوب زفاف الثورة ، وأطلقتموها بصفة الإنحياز ، وهي إنقلاب كامل الدسم بالعدة والعتاد والإعداد ، وأول آية إنحيازها كان كفراً ، حيث سارعت والحقتها ، بإنقلابها الدموي الثاني بفض الإعتصام في 3/ يونيو / 2019م ، الى أن جاء إنقلابها الثالث في 25 اكتوبر 2021م . الإنتحاري الذي أدى اليه ، ومهد له ، هوان وضعف الحكومة التي كلفتها الثورة بقيادة دولتها ، ولكن سلمتها طائعة مختارة ، إلي الفريق الجديد من شيعة النظام البائد ، فقد أنجزته في الوقت الخطأ ، والثورة في تمام نضجها وكمالها ، الحركة الإسلاموية ومواليها داخل الجيش ومن تربى وترعرع تحت كنفها طبقة مصالح طفيلية ، وحركات مسلحة خانت أهلها وقبائلها ومن ثم شعبها ، وتصدر إنقلابهم ذلك الموهوم بحلم أبيه لوراثة حكم السودان ، بإعلان بيان إنقلاب 25 اكتوبر ، الذي افشلته الثورة في مهده ، وفرملت خطاه ، ولم يستطع التحرك وشلت يداه حتى يوم الناس هذا ، ولم يتمكن بالدماء ، أن يشكل حكومة تستره وتغطي عوراته ، غير حكومة الأمر الواقع ، وحتى هذه سلمت زمام أمرها إلى قرارات اللايفاتية ، التى تقوم بإعلانها نيابة عن الحركة الإسلامية بقيادة على كرتي والسفيرة سناء ومن خفى وأختفى .
ولم يكن هناك غير البدء في التخطيط للإنقلاب الرابع ، لإنهاء الثورة السودانية ، التي غرزت جذورها تنشد في باطن الأرض قمحاً ووعداً وتمني ، ولخلافات الإطاري مقطوع الطاري الذي ولد جزافاً وحراماً ، ولم يكن متاحاً للحركة الإسلاموية تجربة الإنقلاب التقليدي ، ففكرت ودبرت ، وأشعلت حربها في 15 /ابريل / 2023م ، من وراء ظهر الجيش ، الذي كان غافلاً عما يدبر في الخفاء لبلده ووطنه ، لمشغولياته الجمة إستثمارية . أما التوأم السيامي الآخر الجنجوكوز ، فقد كانت يده على الزناد ، أذا تأخر الأول عن إخراج الطلقة الأولى من خزنته ، فسوف يبتدرها هو ، ليكون سباقاً لتحقيق حلمه بالسلطة والجاه أيضاً ، كما الآخر لتحقيق حلم أبيه يتمطى ويحلم ، فلم تكن الحرب إلا سباقاً على السلطة ، من يصل الأول ، يتهنأ بجاهها ويقطف ثمارها ، وإلى الجحيم ثورة ديسمبر وشعب السودان يقولون .. وتقول الثورة وشعب السودان إلي حين .
المصدر: صحيفة الراكوبة