بادية الزُرق : ميناوي وجبرين يبتلعا طُعم شبّيحة بورتسودان
محمود الدقم
ان تكون موجودا في ساحات القتال لربع قرن وتدعي انك تفهم في السياسة ، ولديك اجهزة استخبارات عسكرية مليشياوية داخلية ومن ثم تقع في فخ غير محكم ، وتحطم اسنانك العليا والسفلي مرارا وتكرار ، دون ان تعي الدرس فالنصيحة التي ينبغي ان تبذل لك من اقرب المقربين والمحبين لك هي ان تتوجه الي اقرب استشاري امراض عقلية ونفسية بحثا عن ادوية لصحتك العقيلة.
لذلك قلنا ان الاخونج سواء كانوا في بورتسودان او عطبرة او شندي ، يدركون تمام الادراك بان لا قبل لهم بقوات الدعم السريع وان هزائم جيشهم وملايشاته سارت بها الركبان واستعجبت واستضحكت منها كل جيوش دول العرب والعجم ، لذلك كان لازما علي جيش كرتي سناء البرهان وضع خطة فرق تسد ، وكان لابد من مغفل نافع ينقل لهم المعارك من الشمال النيلي الي قلب دارفور الامر لم ياخذ كثير عناء من استخبارات الاخونج ، فالمغفل النافع مناوي موجود ونقل لهم ما ارادو اي انتقلت المعارك من نهر النيل الي دافور وبذا يكون الاخونج النيليين ضربو حفنة عصافير بطوبة واحده ، استنزاف الدعم السريع في معارك طويلة الامد ، ضرب حواضن الدعم السريع بقية خروج قوات الدعم السريع من الشمال النيلي ، فصل الغرب لاحقا واقامة نظام كنفدرالي مع مصر لو اضطروا الي ذلك سبيلا.
لكن هذا السيناريو لم يتحقق لهم ، فلا الدعم السريع خرج من الشمال النيلي ولا من الجزيرة ، ولا المشتركة بالجزيرة او الفاشر استطاعت تحقيق نصر للاخونج ، بل جيش البرهان هو من نزف حتي النخاع.
ووسط الانقسامات الداخلية التي ضربت الاخونج تيار اسطنبول وتيار عطبرة ، ومجيء ترامب ، كان لابد من المغفل النافع ان يشن حربا علي منطقة الزرق ارضاء للكفيل المحلي ، فهي بادية تجمع نسيج اجتماعي بين القبائل الرعوية والمزارعية وكانت غزوة منطقة الزرق حيث استباحت قوات المشتركة المهزومة في الفاشر استباحت كل شيء من قتل للاطفال والنساء وحرق للسوق الكبير والمشفي وتدمير مصادر المياة ونهب وسرقة وقتل حتي الحمير ، كانت كارثة انسانية يتحمل مسؤوليتها امام الجنائية الدولية من قام بها وخطط لها وبارك وهلل وزغرد من غير استثناء.
مقتلة الزرق كانت لها اهداف محددة سعي من خطط ورسم لمجراياتها ان لابد وان تتحقق وهي ضرب النسيج الاجتماعي وفتح جبهة اقتتال عرقي عرقي بين مكونات دارفور، وتوريط مناوي والفكي جبرين في مجزرة الزرق ، ومستقبلا اذا حدث اي تحقيق من الجنائية الدولية فان بورتسودان ستجدها فرصة للتخلص من الثنائ الغبي جبريل وميناوي ، وايضا التغطية علي الهزائم المتكررة للجهاديين والمستحمرين سواء كان في الجزيرة او في العاصمة المثلثة ، وتبقي اهم نقطة وهي جعل الدعم السريع يتورط في قتل القبائل ذات الاصول الافريقية التي تشكل مليشيات المشتركة انطلاقا من الانتقام لما حدث في الزرق.
لذلك علي قيادات الدعم السريع وضروري جدا جدا عدم الانجرار والوقوع في فخ الانتقام ، علي القيادات ضبط النفس ولاقصي درجة وعدم الانجرار في الثارات وقتل المدنيين العزل بحجة الانتقام والتشفي ، لان هذا بالضبط ما يريده شيطان الاخونج البورتسوداني ففي نهاية المطاف شيطان الاخونج لا يعنيهم المشتركة او الفلنقة في شيء طال الزمن او قصر سوف يتخلصون منهم لكن اكثر ما يهم شبيحة الاخونج النيليين هو ان يرو دارفور كتلة من اللهب الممتد الي عناء السماء تحرق بعضها بعضا فلا تعطوهم هذه الفرصة ابدا .. ابدا .. ابدا .. والا فان جحيما سوف ينفتح ولن يقضي علي دارفور فحسب بل سوف يقضي علي الجميع بلا فرز.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة