انتقادات لوزارة الصحة بعد تزايد انتشار حمى الضنك في السودان
أثار تسرب وباء حمى الضنك لـ”8″ ولايات سودانية موجة من الانتقادات لأداء وزارة الصحة الاتحادية بعد أن كان المرض محصورا في ولاية واحدة فقط بساحل البحر الأحمر والآن حمى الضنك موجودة في: (شمال كردفان، غرب كردفان، شمال دارفور، جنوب دارفور، غرب دارفور، البحر الأحمر، النيل الأبيض وكسلا).
التغيير:الفاضل إبراهيم
وتعرف حمى الضنك بأنها مرض يُنقل بالبعوض وينتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم وتتسبب حمى الضنك الخفيفة في الإصابة بحمى شديدة وظهور أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا يمكن أن يؤدي أحد أشكال حمى الضنك الشديدة والمعروف باسم حمى الضنك النزفية إلى نزيف وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم مما يسبب (صدمة) ثم الوفاة.
وبحسب تقارير تحصلت عليها التغيير، فإن عدد الوفيات في الخرطوم تجاوز “10” حالات فيما وصل عدد الوفيات بكافة الولايات (40) حالة.
فيما تقدر عدد الإصابات في الخرطوم ب”1400″ حيث أقرت السلطات الصحية بالعاصمة بوجود “1344 ” حالة إصابة مؤكدة بحمي الضنك و2482 حالة اشتباه مع نهاية شهر مارس 2023.
الأبيض ذكريات مؤلمة مع الحمى
واجتاحت حمى الضنك شهر نوفمبر من العام الماضي 2022 مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان ووصل عدد الإصابات إلى “800”حالة مؤكدة وآلاف من حالات الاشتباه والإصابات حيث توفي عدد كبير من المواطنين جراء الوباء.
وضع خطير بالعاصمة
ووصف مصدر صحي مطلع “للتغيير” الوضع الحالي في الخرطوم بالخطير، منوها إلى أن الحالات المعلن عنها في ولايات الخرطوم تجاوزت “1000” حالة معظمها في محليات أمدرمان.
وانتقد المصدر طريقة تعامل وزارة الصحة والفريق الممسك بملف حمى الضنك والوبائيات بالوزارة مع الوباء.
وقال إن وجود حمى الضنك بمنطقة ساحل البحر الأحمر أمر أصبح طبيعي لجهة أن المرض أصبح مستوطن في المنطقة، مشيراً إلى أن الوزارة كانت مسيطرة عليه تماما وحالت دون انتشار العدوى لبقية الولايات لكن أن يصل الأمر للعاصمة الخرطوم ومنها لشمال كردفان ودارفور هذا أمر في غاية الخطورة وله تاثيره الأمني والاقتصادي والاجتماعي اذا ماتزايدات الحالات.
وقال صراحة المجموعة التي تدير ملف حمى الضنك فشلت والآن انتشر بشكل أفقي من بورتسودان شرقا إلى أقصى الغرب.
واكد المصدر “أن الخطورة تكمن في أن المرض عندما يدخل لمنطقة صعب أن يخرج منها حيث تعمل الباعوض على الاستيطان بدفن البويضات الحاملة للفايروس في الارض وبالتالي يستوطن المرض وتصبح مكافحته أمر صعب جدا.
ووصف المصدر الصحي تحرك التيم الممسك بالملف بالوزارة الاتحادية بالبطئ جدا، وقال: بمجرد أن وصل الوباء للخرطوم كنا نتوقع أن تكون ردة الفعل اكبر لكن التعامل كان سئ جدا ولا يوازي خطورة المرض الذي يسبب حمى ونزف يؤدي للموت احيانا خاصة وانه فايروس و الفيروسات ليس لها علاج ويؤدي المرض إلى إتلاف الصفائح الدموية التي تتناقص لاقل من “100” الف صفيحة وبالتالي يحتاج المريض لنقل صفائح.
وحذر المصدر من احتمالية تزايد انتشار الوباء في العاصمة المكتظة بالسكان خلال فترة فصل الصيف والخريف، مشيرا إلى أن المرض يعتبر جديد علي سكان الخرطوم الامر الذي يتطلب توعية اكبر وهذا غير موجود لافتا إلى ان سكان الولايات صاحبت التاريخ مع المرض كالبحر الأحمر تكونت لديهم مناعة عكس سكان الخرطوم.
منظمة الصحة العالمية تكشف عن أرقام الإصابات
من جانبها، اعلنت منظمة الصحة العالمية، أن حمى الضنك أصابت مواطنين في “83” منطقة بـ12 ” ولاية سودانية، واشارت المنظمة إلى أن الحالات المؤكدة التي تم الإبلاغ عنها وصلت 6,501 حالة، فيما بلغت الحالات المشتبهة 1,612 حالة .
وقالت المنظمة في تقرير نشر مؤخرا : إن إجمالي الحالات المبلغ عنها في ولاية شمال كردفان بلغت 1448 حالة تليها شمال دارفور 1367 حالة ، مشيرا إلى أن 22 من الحالات تتراوح أعمار المصابين ما بين 10 19 سنة مع تمثيل جميع الفئات العمرية للمصابين .
وأضاف التقرير أن عدد العينات الإيجابية بلغ 1612 عينة بمعدل 51% من 3162 عينة تم تجميعها للاختبار من ولايات، جاءت ولاية شمال دارفور 927 عينة، والخرطوم 222 ، كسلا 192 ، القضارف 106، غرب كردفان 87 ، البحر الأحمر 87، شمال كردفان 63، النيل الأبيض 49، غرب دارفور 33، شرق دارفور 27، و12 من جنوب دارفور.
تبريرات وزارة الصحة
وكان وزير الصحة بالسلطة الانقلابية، هيثم محمد إبراهيم ارجع في تصريحات صحفية انتشار المرض في غالب الولايات لتوقف العمليات الروتينية المرتبطة بالمكافحة خلال السنوات الثلاث الأخيرة نتيجة للظروف الاقتصادية والأوضاع السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد مؤكدا أن المكافحة تعد المحور الأساس في محاربة البعوض الناقل.
من جانبه طالب مدير إدارة الطب الوبائي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم عبد الله بخيت المواطنين بعدم الخوف والهلع مناشداً إياهم بتجفيف المياه في مصادرها، وكذلك الأواني المستخدمة في حفظ المياه وقال البخيت: “إن استخدام الناموسية لا يقي من البعوض المسبب لحمى الضنك لجهة أنها تنشط نهارا.
استقرار الأوضاع ببورتسودان وكسلا
واوضح المدير العام لقطاع الصحة بولاية البحر الاحمر د. إبراهيم ملك الناصر “للتغيير” ان الولاية تعتبر أولى المناطق التي استوطن فيها مرض حمي الضنك الذي يتواجد دائما في سواحل البحار .
وقال ناصر أن الوضع حاليا مطمئن ولاتوجد اصابات كبيرة بل حالات تعد علي اصابع اليد واضاف لكن رغم ذلك نحن نضع خطة لاسواء الاحتمالات لذلك طالبنا وزارة الصحة بسد نقص بعض المعينات .
واكد ملك ناصر سعيهم لفحص حمى الضنك النزفية باعتبار معمل البحر الأحمر من المعامل المميزة والمتقدمة على مستوى المعامل السودانية، كما أمن على ضرورة زيادة نسبة التحصين باستحداث طرق بديلة لزيادة التغطية .
وكانت وزارة الصحة الاتحادية أعلنت في العام 2019 ولاية كسلا شرقي البلاد، منطقة موبوءة بأمراض حمى الضنك والشيكونقونيا وحمى الوادي المتصدع والكوليرا و الاسهالات المائية غير أن مدير عام إدارة الصحة علي آدم اكد للتغيير” استقرار الاوضاع حاليا بالولاية وقال لم تسجل إصابات كبيرة كما لاتوجد أوبئة خلال الفترة الحالية .
وأوضح آدم أن معظم الحالات خلال العام السابق ٢٠٢٢ كانت في، ريفي كسلا، وغرب كسلا مشيرا إلى ان بداية العام ل٢٠٢٣ شهدت تسجيل حالات في منطقة مكلي محلية ريفي اروما
واكد ان اتيام الطوارئ تقوم بعملها الروتيني في مكافحة النواقل والرش وصحة البيئة التوعية.
وبحسب على آدم تم تدريب للكوادر ومراقبة أماكن الخطر.
المصدر: صحيفة التغيير