حسن اسحق
أمنا العظيمة الكنداكة حفيدة الثوري بن جبال النوبة السلطان عجبنا، الذي انتفض ضد المستعمر الباغي، في فيديو قصير وجدا انتشارا واسعا علي الاسافير، ألقت حجرها في تلك البركة الآسنة التي تفوح منها روائح العنصرية والتقليل من شأن الاخرين، لا لشئ إلا أنهم سود البشرة في بلادهم السودان.
تتكلم بألم وحرقة عن تهديم وتكسير منازلهم بدون اي وجه حق، وان ظنوا أن مساندتهم لزيف معركة الكرامة قد يقربهم إلى ذوي الامتيازات الاستعمارية، لكن هيهات، وجدوا أنفسهم في العراء، وشبابهم وابنائهم يقاتلون في الصفوف الأمامية لدحر عدو صنعته الدولة نفسها.
قالت الكنداكة أن من جاءوا لتشريدهم، قالوا لهم ” سوف نطرد العبيد ونلاحقهم حتي كاودا المحصنة”، لا لشئ إلا أنهم غير مقبولون من صانعي السياسات المشوهة في بلادي، والنظرة الدونية أن هذه الفئة مجرد خدم وعبيد منازل، يتم استخدامهم وقت ما يريدون، ويطردوا متى ما قرر صانع الكباب ذلك.
طرحت سؤال بسيط وموضوعي، شارع الستين، وسوبا، والثورة مربع ستة، واللؤلؤة، كل هذه المناطق كانت حاضنة أو حضنت قوات الدعم السريع، لماذا السلطات في ولاية الخرطوم لم تقم بتكسير كل هذه المناطق؟, وأجابت بنفسها، أن هذه المناطق بها عرب.
أوضحت الكنداكة أنها ليست منطلقة من وازع قبلي، لكن اقول لكي، أن السلطات في ولاية الخرطوم وكل أجهزتها منطلقة من وازع قبلي، وعنصري، لذلك اتخذت قرارات بشأن تشريدكم، رغم ما ذكرتيه أن كل شبابكم في الصفوف الأمامية.
مؤكدة أنهم سودانيون، وسوف يظلوا سودانيون رغم انف العنصريين في السلطة، ورفض سياسة الدولة العنصرية التي اتبعت سياسة ” دق العبد بالعبد” وهذه من الأقوال الشائعة في المجتمع السوداني، وعندما يحاول أي شخص مناقشتها بجدية، يأتي اليك فرد في وعيه الباطني يحمل هذه المصطلحات، ويقول لك، أنت تعاني من عقدة نفسية، كيف ذلك؟ من أنتجها يريد التهرب من المسؤولية الأخلاقية لهذا الجرم المشين، بإلصاق تهمة مضادة، لتشتيت الإنتباه.
وقالت إن ما يطلق عليهم مصطلح العبيد، لديهم روح وطنية وشعبية، لذلك هم في الخطوط الامامية، بعد تحرير الخرطوم، حسب قولها، وإعادة الفرحة إليها، تم وصف الابطال والوطنيون بالعبيد.
وجهت رسالة الى المقاتلين في الصفوف الأمامية برفض السياسة العنصرية لدولة ما بعد الاستعمار، ورفض تلك العبودية المختارة، ويجب القتال من أجل تحقيق الذات الحرة.
عوائد ما بعد الانتصار المزعوم
حتى لو حرر هؤلاء الجنود القدس سوف يتم تكسير منازلهم
تحت ذرائع العشوائية
جندي مصدوم من قرار حكومة ولاية الخرطوم بإزالة قرية الخيرات بمحلية شرق النيل
ابناء منطقة الخيرات كما يقولون بأنفسهم أنهم في الخطوط الأمامية مع المؤسسة العسكرية
هم لم يتوقعوا أن تصل الأمور إلى هذا الامور، حسب اعتقادهم أن مساندتهم للجيش تجعلهم في مأمن.
المئات من أبناء الكنابي في ولاية الجزيرة قاتلوا بجانب المؤسسة هذه التي بها نبت عنصري لا يخفي علي أحد
ماذا كانت النتيجة الحتمية لأبناء هذه المناطق في ولاية الجزيرة، تم اعتقالهم وقتلهم، وهناك خطط ممنهجة لإجبارهم علي النزوح القسري، تحت دواعي التعاون مع الدعم السريع.
أسئلة مشروعة، من أسس هذه القوات وإعطائها الصفة الدستورية، وفقا للقانون، ألا يجب أن يحاسب علي ذلك؟
ما يحدث في الخيرات وما يدور في كنابي الجزيرة، ما هو إلا حكم القوي الضعيف، ينطبق المثل، الحيطة القصيرة يسهل تسلقها.
و هذا هو التفكير الحقيقي للمتسلطين علي زمام الأمور في السودان، حتي لو حرر سكان قرية الخيرات القدس، بعد استراحة المحارب، سوف يتم قتلهم وتهجيرهم تحت مسميات مختلفة، هذا مناطق عشوائية ومتعاونين، وحواضن اجتماعية.
كل هذه الإفرازات ما هي إلا بداية لتشظي يضرب منظومة حكم الأقلية العنصرية، مهما طال الصراع والتمسك بالكرسي، الا أن انكساره حتمي وسقوطه حتمي، هذه الشلة تفتقد إلى الحكمة والبصيرة.
المصدر: صحيفة الراكوبة