اخبار السودان

امتحانات الشهادة السودانية وتحديات الطلاب

هلال وظلال

عبد المنعم هلال

 

ـ بعد أكثر من عامين لآخر امتحانات والتي أجريت في يونيو 2022م بدأت بالأمس امتحانات الشهادة السودانية وهي أهم مرحلة للطلاب وتعد امتحانات الشهادة السودانية محطة مفصلية في حياة الطلاب السودانيين إذ تحدد مصيرهم الأكاديمي وتفتح أمامهم أبواب المستقبل ومع ذلك تأتي هذه المرحلة في ظل ظروف استثنائية خاصة في ظل الحرب التي ألقت بظلالها على جميع مناحي الحياة بما في ذلك التعليم.

ـ تحديات كبيرة تواجه الذين يجلسون لامتحانات الشهادة السودانية هذا العام إذ يعاني الطلاب من ضغوط نفسية كبيرة نتيجة انعدام الاستقرار الأمني والاقتصادي وتبعات النزوح واللجوء مما أثر بشكل مباشر على استعداداتهم فقد حُرم الكثيرون من البيئة التعليمية المناسبة بسبب تدمير المدارس أو تحولها إلى ملاجئ للنازحين إضافة إلى الآثار النفسية جراء فقد الأهل والأصدقاء من ضحايا الحرب والبعد عن الديار وغيرها من الآثار السلبية التي خلفتها الحرب.

ـ مع نزوح الملايين من السودانيين واللجوء إلى دول الجوار بسبب الحرب ظهرت تحديات جديدة في تنظيم امتحانات الشهادة السودانية وقد أنشأت وزارة التربية والتعليم مراكز امتحانات في بعض الدول تشمل تأمين المواد الامتحانية ونقلها بأمان إلى مراكز الامتحانات مع ضمان سرية الامتحانات إضافة إلى افتقار بعض المراكز إلى بيئة دراسية مريحة بسبب الاكتظاظ وعدم توفر خدمات كافية.

ـ الحالة النفسية للطلاب اللاجئين في الحضيض إذ يعاني هؤلاء الطلاب من تأثيرات نفسية بسبب صدمة النزوح مما يؤثر على تركيزهم وأدائهم.

ـ من بين أكبر المآسي أن هناك عدداً كبيراً من الطلاب لم يتمكنوا من الجلوس للامتحانات نتيجة للنزوح أو الحصار في مناطق النزاع وهؤلاء الطلاب يواجهون مصيراً مجهولاً وضياع الفرصة عليهم وقد يؤدي هذا الغياب إلى تأخرهم عاماً دراسياً كاملاً آخر وهو ما يؤثر على مستقبلهم الأكاديمي والمهني ونتمنى أن تكون هناك خطط بديلة وواضحة لإعادة استيعاب هؤلاء الطلاب أو تنظيم امتحانات استثنائية لهم.

ـ إجراء الامتحانات في بعض مناطق السودان يمثل تحدياً أمنياً كبيراً ولضمان سلامة الطلاب يتطلب ذلك تنسيقاً كبيراً مع الجهات الأمنية لضمان وصول الطلاب إلى المراكز بأمان كما يجب منع تسرب الامتحانات أو تعرض المراكز للسرقة أو الاعتداءات المسلحة.

ـ ضرورة الدعم النفسي فيحتاج الطلاب لدعم نفسي لتخفيف التوتر الناتج عن الظروف المحيطة.

ـ بعد انتهاء الامتحانات وظهور النتائج يواجه الطلاب تحديات جديدة فمع تعطل الجامعات السودانية وإغلاق أبوابها بسبب الحرب بات من الصعب على الطلاب اختيار مؤسسات تعليمية محلية وسوف يبحث العديد من الطلاب عن فرص للدراسة في الخارج مما يضيف عبئاً مادياً على الأسر السودانية.

ـ استمرار إغلاق الجامعات بالسودان يهدد بانقطاع العملية التعليمية لسنوات ما قد يؤدي إلى فقدان البلاد جيلاً كاملاً من الشباب المؤهل أكاديمياً.

ـ مع تضرر البنية التحتية للجامعات وصعوبة إعادة تشغيلها يتم البحث عن بدائل فيلجأ الطلاب إلى التعليم عبر الإنترنت لكن ضعف البنية التحتية التقنية يمثل عائقاً كبيراً.

ـ تمثل امتحانات الشهادة السودانية في ظل الحرب تحدياً وطنياً يتطلب تضافر الجهود من الحكومة والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية ورغم التحديات الجسيمة فإن استثمار السودان في شبابه المتعلم هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة وإعادة بناء الدولة ويجب ألا تترك أجيال المستقبل رهينة للصراعات بل ينبغي أن تكون أولوية في أي خطة للنهوض بالبلاد.

الأمنيات لطلابنا بالنجاح والتفوق وتجاوز الصعاب والعقبات فمهما كانت التحديات جسيمة يبقى الأمل مشعلاً ينير طريق الطموح والإصرار مفتاحاً لتحقيق الأحلام وبناء مستقبل أفضل.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *