اخبار السودان

اليوم العالمي لحقوق الانسان : الصمت لا يبرئ الجراح

مصعب عبدالماجد محمد علي

 

يطلّ علينا اليوم العالمي لحقوق الإنسان وبلادنا تعيش إحدى أسوأ فصول انتهاكات حقوق الإنسان في تاريخها الحديث ، إن لم يكن تاريخ القارة باسرها. فقد أُزهقت أرواح الآلاف من المدنيين ، وشُرّد الملايين من ديارهم نتيجة الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها مليشيات الدعم السريع ، إلى جانب انتهاكات المليشيات المرتبطة بالجيش.

ورغم الجهود التي بذلها مجلس حقوق الإنسان بإنشاء بعثة مستقلة لتقصي الحقائق في السودان في أكتوبر من العام المنصرم ، إلا أن هذه البعثة لا تزال بحاجة إلى تعزيز إمكانياتها وبذل مزيد من الجهود لتتمكن من تغطية المناطق الواسعة داخل السودان التي عجزت عن الوصول إليها خلال دورتها الأولى ، وكذلك بعض الدول التي رفضت حكوماتها التعاون مع البعثة مثل مصر وجنوب السودان واثيوبيا.

إن هذا اليوم يمثل فرصة للتأكيد على أهمية محاسبة الجناة الذين ارتكبوا هذه الانتهاكات ، وتعزيز الجهود الدولية لحماية حقوق الإنسان من خلال العمل على وقف الحرب، وإعلاء قيم الإنسانية والعيش الكريم.

من الضروري التأكيد على أهمية إجراء محاكمات عادلة وشفافة لكل من ارتكب انتهاكات ضد المدنيين ، مع التشديد على عدم التسامح مع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. يجب على بعثة تقصي الحقائق أن تعطي الأولوية على معالجة مزاعم الأنماط المستجدة من الانتهاكات في مناطق سيطرة الدعم السريع ، ولا سيما المزاعم المتعلقة بمصادرة الأراضي بطرق غير قانونية ، واجبار المدنيين على التنازل عن ممتلكاتهم مقابل مبالغ مالية.

كما ينبغي التأكيد على ضرورة تمكين البعثة من الوصول إلى مناطق سيطرة الجيش لإجراء تحقيقات عاجلة ومستقلة بشأن مزاعم الانتهاكات. علاوة على ذلك ، يجب تعزيز الجهود الدبلوماسية مع دول الجوار ، مثل مصر وجنوب السودان وإثيوبيا ، لضمان السماح للبعثة بإجراء مقابلات مع السودانيين في هذه الدول وجمع المعلومات حول الانتهاكات التي تعرضوا لها.

وفي هذا السياق ، نطالب مجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية وواضحة لضمان حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق داخل السودان دون عوائق. كما يجب الالتفات إلى أوضاع اللاجئين السودانيين في دول الجوار ، الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والمأوى ، لا سيما في تشاد وجنوب السودان وأوغندا ، والعمل على تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لهم بشكل عاجل.

هناك تقارير اممية تشير الى ان حوالي 25 مليون سوداني يعاني من الجوع ، وربما تزداد موجه النزوح اذا استمر القتال بين الأطراف ، مما يحتم على مجلس الامن الشروع الفوري لتحديد الية دولية لحماية المدنيين.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *