الوطن للجميع !!!؟
د. الفاتح خضر رحمة
زال مد التيه يلقف خطى العجز ويحجب الضباب رؤى الطشاش في زمن تغييب الحقائق وتغبيش الباطل لنور الحق وما بين الانتظار والترقب المر هاهي سنوات الغفار تمضي وعجلة الأسى تدور وتطحن حتى بصيص الامل المنهك من طول الوقوف على محطات البؤس وليل طويل مترع بالخوف ومشحون بالفواجع بطيء الخطى يجثم على كل دروب المخارج ولا عزاء للبوساء في وطن تشابكت خطوط الأمر فيه مابين خضوب ومحن وكوارث واحن وطريق خواء يمتد من طول وعرض وكل ما خلف الصورة أن متاهة الضياع وحمق وعين حسد عطبت كل حواس الوطن الجسد وابتلاء نخر بسوس على العظم ولم يعد من شئ غير الاسف .
أن العبر والدروس لم تضع على خارطة العقول موعظة والتاريخ لم يستدعى لحظة لتكون العبرة والدرس المستفاد أننا أمة تغفل عن دراسة التاريخ والوعظ تمضي بحماقاتها لتستعيد نفس المواقف والأحداث وبغباء فلا نقف لنقراء ولا لنستبصر ما خلف الحدث من مشاهد ظلت تتكرر منذ فجر الاستقلال وحتى تاريخ اللحظة وبلا وعى .
أن الوطن مبتلى بلاء عميق متجذر أوقف خطى التقدم فيه ولم يبسط للعدالة طريق وللسلام موضع ولم يعش انسانه حقبة استقرار لا سياسي ولا اجتماعي ولا رفاهية بل عشوائية وحروب مدمرة ومكايدات سياسية مابين يسار ملظى ويمين متطرف وطائفية سجمة أثرت في كل قرار وجعلت من الوطن جحيم ومن انسانه مشرد ولاجيء ، واصبح الفضاء السياسي قذارة وسباق كراهية ومواقف متطرفة كل اتجاه الآخر فانتهى السلم الاجتماعي وانتهكت الاعراف وأصبحت الكراهية هي المسيطرة على المواقف والفتن والحروب هي النار المشتعلة في كل ربوعه .
نحن نحتاج لوعى يبسط الحقوق ويرسي للعدالة موضع والإنسان كرامة وان يعمق من لحمة التضامن الاجتماعى ويزيل شوائب الكراهية والبغض وهذا ما لا يمكن تحقيقه في ظل الصراعات المريرة الماثلة والمواقف المتشجنه الحالية ما لم يضع الجميع الوطن اولا ويجلس الجميع على طاولة حوار جدى بحثا عن حل مرضى يتوافق عليه الجميع في كيف يحكم الوطن والتداول السلمي للسلطة والحقوق المتساوية في الوطن فلن يكون هناك وطن نتشاكس و نتصارع من اجله.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة