اخبار السودان

الهيكلة وان طال السفر

محمود الدقم

محمود الدقم

نعم بارك الله فيك، البلد تحتاج الي هيكلة الان اكثر من اي وقت نفق ومضي، هيكلة في بنية الاحزاب، هيكلة في الاقتصاد في الجيش في الاجهزة الامنية هيكلة في التعليم والصحة وهيكلة في مصالحنا مع العدو قبل الصديق لو فرضنا جدلا ان لدينا اصدقاء تبقوا اصلا في زمن التيه هذا.

الهيكلة عزيزي المحترم تعني اعادة صياغة القديم وفق فلسفة ورؤية حديثة تتماشي مع روح القانون والعقل والمنطقية والتخلص من روث الماضي الذي ما زال ينشب اظارفرة في عنق الحاضر الذي نعيشه يوميا منذا العام 1956.

الهيكلة يا هذا الذي تعيش الرعب من كلمة هيكلة، تعني فيما تعني هندسة المعطيات الماثلة الان وتشكليها من جديد وفق رؤية تخصصية يقوم بها اهل الاختصاص كل في مجاله، اعادة هيكلة الاحزاب السياسية المنتشرة مثل البهاق عنق عجوز، هي مهمة المخلصين من ارباب هذه الاحزاب، وهيكلة الجيش هي اختصاص شرفاء الجيش المعاشيين الذين انفقوا حياتهم داخل هذه المؤسسة وهلمجرا.

سيغموند فرويد رائد ومؤسس علم النفس التحليلي في العصر الحديث، يري لعلاج المريض نفسيا او المجرم او الذي يعاني من تخمجات عقلية او نفسية او اجرامية، هو النظر في ماضي هذا الشخص، ولاسيما مرحلة الطفولة والمراهقة، ودراسة العوامل النفسية والاسرية والمجتمعية وقتذاك التي دفعته وقادته الي ما هو عليه الان.

ذات الشيء يا عباد الله، لوقف الحرب الان واعادة الاهالي الي بيوتهم لابد من الهيكلة لابد من الوقوف امام العناصر المختلفة التي اودت بنا الي هذا الجنون العارم، فوضي عارمة في شتي المناحي، وجيش منكوب مهزوم ما زال يقاتل بالرغم من خسارته لاكثر من مائة طائرة عسكرية مختلفة النوع والشكل والرائحة والمذاق، واحزاب مهترئة صدئة تراكضوا نحو القاهرة لبحث حلول للمعارك التي كانوه هم احد اطرافها، علما ان كل هؤلاء الهبنقيون اصلا مقيمين في بورتسودان وصرفت هذه الاحزاب الانشطارية في مؤتمرهم القاهري مبلغ مليون دولار كما قال العالم العلامة والبحر الفهامة وحجة ومحجة الزمان التوم هجو الذي تم ركله في الرف ولم يتمتع بايام المؤتمر القاهرية.

الهيكلة الان يا قوم فالمليشيات اصحبت بيدها الامر والنهي، في ظل ثبات عميق للاجهزة الامنية المختلفة التي تحولت الي دمي في متاحف التاريخ القريب.

لابد من انشاء مؤسسات دولة مستقلة متخصصة مهمتها ترتيب اوليات الهيكلة وابداء المقترحات والدراسات المختلفة وعمل الاحصائيات والبحوث المناسبة وجعل لغة الارقام هي التي تتكلم، كل هذا لو فرضنا جدلا بان السودان لن ينقسم الي دويلات كما يتمني كيزان ابو سلول وفلول ابي جهل الذين بداو بمغازلة دولة مجاورة ان تقوم بتطوين عشرين مليون من بني جلدتهم في شمال السودان تبا لهم، لابد من ان تتهيكلوا ايضا وبالقانون او المغادرة الي حيث بلاد الشتات هناك في صنعاء وعكاظ والكوفة وخراسان .

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *