اخبار السودان

«الننة» لـ«التغيير»: بعد هدوء الأوضاع وعودة المحاكم سنسلم أنفسنا للعدالة 

نجحت التغيير في الوصول إلى أحمد الفاتح الننة المتهم رفقة آخرين بقتل عميد شرطة الاحتياطي المركزي في يناير من العام الماضي. وتحدث الننة عن الأحداث الأخيرة في سجن كوبر التي أدت لإطلاق سراح المساجين وسلط الضوء على اللحظات الأخيرة التي سبقت إعلان نبأ اغتيال العميد وسير جلسات المحاكم والأحداث التي تعرض لها في المعتقلات ومكاتب التحقيقات وغيرها من النقاط التي أجاب عنها في حوار مطول. 

التغيير: عبدالله برير

كيف كانت بدايات انخراطك في العمل الثوري قبل سقوط النظام البائد؟

 

في بدايات الثورة في 2018 تعرضت للاعتقال في ود مدني وسط السودان وتعرضت كغيري من الثوار للتعذيب، واستمر النضال حتى 6 أبريل الذي انتفضت فيه الخرطوم وقمنا بعمل مواز في مدني وتم اعتقالي مجددا في مباني أجهزة الأمن وتعرضت للضرب بالعصي والخراطيش والهراوات ورفضوا طلبي الاتصال بأهلي لأطمئنهم ولم أحصل على طعام إلا في اليوم التالي وتم إطلاق سراحي بعد يومين وتحدث معي أحد الضباط عن استحالة التغيير  واتهمني بالشيوعية والانتماء لتجمع المهنيين. وفي 11 أبريل سقط نظام البشير وواصلت درب النضال بعد ذلك ثم سافرت للخرطوم في 12 أبريل مباشرة وانضممت لاعتصام القيادة وتعرفت على الثوار.

ماذا حدث لك بعد سقوط البشير وحتى موعد وفاة العميد بريمة؟

بعد فض الاعتصام واظبت على المليونيات والمواكب الراتبة سواء في العاصمة أو في مدني وكانت الاجهزة الأمنية تترصدنا بالأسماء في مواكب السوق العربي وغيرها.

يوم وفاة العميد بريمة كنت في موكب موقف شروني في يناير 2022 والذي كان متجها للقصر الرئاسي، مع الكر والفر تعرضت للإصابة برصاص مطاطي على مستوى الرأس في موقف شروني الساعة الواحدة ظهرا وأخذوني للمشفى ولم استيقظ إلا المغرب. أخبروني بأن ضابطا برتبة عميد قد توفي ويتبع لقوات الاحتياطي المركزي، صديقي توباك استقبل مكالمة هاتفية حوالي الساعة الرابعة صباحا أخبروه أن أحد أصدقائه الثوار مصاب ويحتاج لإجراء عملية، وأصروا على حضوره و شككنا بالأمر ومع ذلك تحركنا لمستشفى رويال كير الثامنة صباحا، دخلت المشفى لنظافة الجرح الذي خلفه الرصاص المطاطي وعندما عدت علمت أن توباك تم اعتقاله بواسطة قوة من المباحث، بعد ساعة تقريبا قرأت في الوسائط بيانا قال انهم قبضوا على المتهم الأول توباك قاتل العميد.

 

كيف تم إلقاء القبض عليك؟ 

قررت العودة إلى مدينة ود مدني لإحضار بقية ملابسي واغراضي وطمأنة أسرتي ومن ثم العودة، فوجئت في البص المتوجه لمدني بأفراد من المباحث يتبعون للميناء البري في منطقة الصحافة وهم يحاولون إلقاء القبض علي بالقوة من داخل البص وحاولت المقاومة لكن عددهم فاق الـ13 شخصا و اقتادوني لقسم الصحافة واتصلوا بالمباحث الفيدرالية وهم يهللون الله أكبر قبضنا على قاتل العميد.

بريمة

إلى أين اقتادوك بعد ذلك؟

تم وضع الأصفاد على يدي وغطوا وجهي بقطعة قماش واقتادوني في عربة الي المباحث الفرعية في الخرطوم بحري ووجهوا إلى تهمة حرق أحد أقسام الشرطة في منطقة الصافية وأنكرت ذلك بشدة بالإضافة إلى اتهامي أنا وتوباك بمقتل العميد بريمة. ذهبوا بي بعد ذلك إلى مكتب التحقيقات في بحري وتعرضت للتعذيب والضرب المبرح هناك، وبعدها اقتادوني للشرطة الأمنية، اتهموني بتناول المخدرات والخرشة وتم فحصي في المعمل الجنائي ولم يثبت علي أي تعاط لأي ممنوعات ومن ثم تم ترحيلنا لسجن كوبر أنا وتوباك في انتظار فحص البصمات ووضعنا في الأصفاد.

آثار التعذيب

كيف كان الوضع في كوبر وكيف تمت معاملتكم؟

 

في سجن كوبر قيدنا بالأصفاد ووضعنا في حبس انفرادي لمدة أربعة أشهر حتى أصبنا بأمراض ودخلنا في إضراب مفتوح وفي النهاية رضخوا وفكوا أصفادنا، بعد ذلك قمنا بإضراب آخر فضمونا إلى المنتظرين في قضايا القتل العمد وبعد أسبوع أعادونا للزنازين بتعليمات من النيابة وبعد ذلك تم تحديد موعد لمقابلة القاضي، وبعد إعلان موعد المحاكمات تغيرت المعاملة السيئة المتمثلة في التعذيب بالكهرباء والدربكين والحرمان من الزيارات والتقييد بالجنازير وغيرها وتحسنت قليلا.

إلى أي اتجاه كان مسار جلسات المحكمة؟

 

المحكمة سارت بصورة طيبة في صالحنا وتقدم أهل المرحوم باستئناف للمحكمة العليا ضد خطوات التبرئة التي قام بها الدفاع وقبل ذلك أثبت تقرير القومسيون الطبي أننا تعرضنا للتعذيب أنا وتوباك وترهاقا مما يرجح إرغامنا على الاعتراف بالقيام بالجريمة. حاليا المحكمة توقفت في مرحلة الاستماع للشهود، وقبل ذلك أجبروني على تمثيل الجريمة مع أنني لم أعترف بها، حاولوا إقناعي بالاتصال بوالدي والذهاب لأهل القتيل لأخذ العفو وتخفيف العقوبة ولكنني رفضت.

 

صف لنا الأيام الأخيرة في سجن كوبر قبل خروجكم؟

 

في سجن كوبر في الأيام الأخيرة التي سبقت خروجنا ساءت الأوضاع مع انقطاع التيار الكهربائي وانعدام المياه وشح الطعام وحدث تبادل لإطلاق النار بين قوات السجن والدعم السريع وسقط بعض القتلى بالرصاص والعطش والجوع وظروف رمضان. بعدها قالت لنا شرطة السجن بأن نجهز أنفسنا للخروج، فُقدت  السيطرة على الأوضاع وهنالك مساجين مرضى لم يجدوا العلاج، وخرجنا جميعا وذهبت إلى منطقة شرق النيل ومنها إلى مدني.

 

ما هي الخطوة القادمة؟ 

 

بعد هدوء الأوضاع وعودة المحاكم سنسلم أنفسنا للعدالة في أقرب وقت، نحن لسنا هاربين بل خرجنا تنفيذا لتعليمات شرطة سجن كوبر شأننا شأن جميع المساجين الذين أطلق سراحهم، مستعدون لاستئناف الجلسات في المحكمة متى ما تحسنت الظروف وواثقون من براءتنا بإذن الله.

 

أحمد الفاتح

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *