محمد الصادق

نصوص كثيرة في القرآن والسنة
تتحدث عن الطهارة والنظافة
ويكفي أنها شرط لدخول الصلاة
التي تتكرر خمس مرات يوميا
والغسل واجب مرة في الأسبوع علي الأقل ..

الرسالات السماوية تعتبر دين واحد
والعلاقة بينها تكاملية:
(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
والشرائع السماوية
إنما تتفاوت أحكامها
تبعاً لتفاوت الأزمنة
وتبعا لتطور الإنسان ورقيه
حسب الزمان والمكان .
ولما كانت رسالة الإسلام هي الخاتمة
كان لا بد أن تكون كاملة
تهتم بكل جوانب الحياة
ومن ذلك صحة الإنسان
لذلك اهتمت الشريعة الإسلامية
اهتماما شديدا
بأمر الطهارة والنظافة
علي عكس ما كانت عليه
جاهلية العرب
وما كانت عليه الديانات السائدة
من سماوية ووثنية
فقد كان فى العرب الجاهلية
كثيراً من مظاهر الوساخة والنجاسة
مما لا يخفى على أحد،
فقد كانوا يأكلون الميتة والدم

وكان من مظاهر التعبد عند المجوس
عدم الاغتسال بالماء
لأنه كان مقدسا عندهم؛
فقد كانوا يغتسلون ببول البقر
ويعتبرونه مباركا؛
وكانوا يتركون جثث الموتي
حتي تتعفن وتتحلل في أماكنها.
ومن مظاهر التعبد عند النصاري
عدم غسل الأيدي عند الأكل

أما اليهود ..
فقد كانوا لا يهتمون بالنظافة الشخصية
فكانوا لا يحلقون لحاهم وشواربهم
وكانوا يكدسون الأوساخ داخل منازلهم
ولذلك وردت نصوص كثيرة
في عدم التشبه بهم.

… ولذلك جاء الإسلام
بنظافة الأجساد والثياب
من الأوساخ والقاذورات،
وبنظافة المساجد والاماكن،
و الطرقات والبيوت
وسائر جوانب الحياة
فشرع الوضوء والغسل:
الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر
واشترط للصلاة
خلو البدن والثوب من النجاسات
وحضّ على السواك
وأمر بإتخاذ الزينة عند الصلوات
والتطيب لصلاة الجمعة والأعياد
وجاءت تعاليم الإسلام
تحث المسلم على نظافة البيئة،
ومحاربة التلوث وانتشار الأمراض ..
⏪ ولكي نختصر الموضوع ..
دعونا نستعرض
بعض نصوص القرآن والسنة
التي وردت في أمر النظافة:

■ { …ٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ
وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ}
■ {وثيابك فطهر}
■ {یَـٰبَنِیۤ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِینَتَكُم
ۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدࣲ}
■ {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ
فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ
وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ
وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}
● (النظافة من الإيمان)
● (الطهور شطر الايمان)
● (اتَّقوا المَلاعِنَ الثَّلاثَ:
البرازَ في المَوارِدِ،
وقارِعةِ الطَّريقِ، والظِّلِّ)
● (لولا أن أشق على أمتي
لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)
● (… أما أحدهما
فكان لا يستبرئ من بوله)
● ( … وأَوْكُوا الأسْقِيَةَ، وخَمِّرُوا الطَّعامَ والشَّرابََ ولو بعُودٍ يَعْرُضُهُ)
● (لا يبولَنَّ أحدكم في الماء الدائم
الذي لا يجري،
ثم يغتسل فيه)
● (لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم
وهو جنب)
● (… وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)
● (البزاق في المسجد خطيئة
وكفارتها دفنها)
● (حق على كل مسلم:
أن يغتسلَ في كل سبعة أيام)
● (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببابِ أَحَدِكُمْ
يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرّاتٍ،
هلْ يَبْقى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟))
● وقد افَتقَدَ النبي امرأةً سوداء
كانت تلتقط الخِرَق والعيدان من المسجد، فقالوا: ماتت، قال: (أفلا آذنتموني؟!)
● (إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ،
نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ،
كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ)
● نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكم، ولا تَشَبَّهُوا باليهودِ؛
تَجْمَعُ الْأَكْباءَ في دُورِها)
● (أَحْفُوا الشَّوارِبَ، وأَعْفُوا اللِّحى،
ولا تَشَبَّهُوا باليهودِ)

ولذلك فالحديث المتفق على ضعفه:
(النظافة من الإيمان):
تكون عبارته الصحيحة هي:
[النظافة من الإسلام] أو ما يفيد هذا المعني
لأن أمر النظافة مرتبط كما رأينا
بالإسلام كشريعة
لأنها هي التي جاءت بالنظافة
أما الإيمان فهو يتعلق بالإعتقاد.
ونفس الشيء
ينطبق على حديث: (الطهور شطر الإيمان)
خاصة وأنه محل خلاف
بين شيخي الحديث
وغالبا ما يكون الاختلال والالتباس الحاصل
بين لفظي “الإسلام” و”الإيمان”
قد نتج من تجويز رواية الحديث بالمعني
لقد كان ابن حنبل
آخر من برزوا في حقبة ازدهار الفقه
وأول من برزوا في حقبة ازدهار الحديث
إذ أنه يمكن القول
أن ازدهار علم الحديث
جاء عقب ازدهار علم الفقه !!
ولذلك لم يُستفد كثيرا
من تطور نقد السند
ولم يحدث تطور كبير
في نقد المتن
بالرغم من بروز علماء كبار في ذلك
أمثال ابن الجوزي وابن القيم:
يقول ابن القيم:
“لا يُقبل حديث يُخالف صريح المعقول،
وإن صح سنده”.
ويقول ابن الجوزي:
“إذا رأيت حديثًا يخالف المعقول
أو يناقض المشهور من السنة،
فاعلم أنه موضوع”.

من نظرة متفحصة ومتمعنة
في نصوص النظافة وفي مقاصدها
نستطيع أن نكتشف (النص الضائع):
(لا تصلُّوا في أعطانِ الإبلِ..
ولا في مرابض الغنم)
وعلي نفس المنوال ..
فإنّ 🔻 (((اللحية الكثة)))
تكون مظهرا
أبعد عن شريعة الإسلام
وأقرب إلي شريعة اليهود
ومظهر اليهود صوره القرآن
صورة واضحة
حينما نقل مشهد النبي موسي
وهو يأخذ بلحية أخيه هارون
ولذلك جاء الأمر بإزالة اللحية
معللا بعدم التشبه ب(شريعة) اليهود
وهذا ليس من باب المشاكسة أو المضاداة
كما يعتقد البعض،
وإنما لأن شريعتهم ..
لم تعد تصلح؛ ولذلك قال:
(وأَعْفُوا اللِّحى،
ولا تَشَبَّهُوا باليهودِ).
كذلك إزالة اللحية في شريعة الإسلام
يتضح جليا من حديث سنن الفطرة،
الذي رواه مسلم عن طريق عائشة
كما رواه ايضا عمار بن ياسر:
(عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ:
قَصُّ الشّارِبِ، وإعْفاءُ اللِّحْيَةِ، والسِّواكُ،
واسْتِنْشاقُ الماءِ، وقَصُّ الأظْفارِ،
وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبِطِ،
وحَلْقُ العانَةِ، وانْتِقاصُ الماءِ.
قالَ مُصْعَبٌ: ونَسِيتُ العاشِرَةَ
إلّا أنْ تَكُونَ المَضْمَضَةَ)
⬅ ⏪ويمكن تقسيم هذه السنن لقسمين:
⤵اولا:
١ المضمضة
٢ السواك
٣ استنثار الماء
٤ انتقاص الماء (الاستنجاء): (الإنتضاح)
٥ غسل البراجم:
وكل هذه أفعال تُؤدي
بالتنظيف بواسطة الماء وغيره

⤵ثم بقية سنن الفطرة:
٦ تقليم الأظافر
٧ نتف الابط
٨حلق العانة
٩’ الختان
١٠ حفّ الشارب وحلق اللحية:
وهذا القسم يشتمل علي (قص أو قطع)
من أجل النظافة
ولذلك لا يمكن أن يكون معني الاعفاء
هو الترك أو الارخاء أو الإكثار
كما التبس علي الناس
لقد جاء في لسان العرب ..
عن مادة (عفا):
“وأَصلُه المَحْوُ والطَّمْس ..
قَالَ ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ؛
مَحا اللهُ عنكَ،
مأْخوذ مِنْ قَوْلِهِمْ:
عفَت الرياحُ الآثارَ إِذا دَرَسَتْها ومَحَتْها…
وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍُ:
(سَلُوا اللهَ العَفْو وَالْعَافِيَةَ والمُعافاة)
فأَما العَفْوُ فَهُوَ مَا وصفْناه
مِنْ مَحْو اللَّهِ تَعَالَى ذُنوبَ عَبْدِهِ عَنْهُ،
وأَما الْعَافِيَةُ
فَهُوَ أَن يُعافيَهُ اللَّهُ تَعَالَى
مِنْ سُقْمٍ أَو بَلِيَّةٍ..”
وفي بيت الشعر المشهور:
(عَفتِ الدِّيارُ مَحَلّها فَمُقامُهَا
بمنىً تأبَّدَ غُوْلُهَا فرجامُهَا):
(عفت) بمعني: زالت وانمحت.
و (إعفاء) المسؤول من المنصب
لا يعني الإبقاء عليه،
وإنما يعني إزالته وإزاحته عنه؛
وتعافي من المرض: أي زال عنه المرض
فحديث إعفاء اللحية:
(حفّوا الشوارب وأعفوا اللحي)
يكون معناه:
إزاحة وإزالة اللحية؛
وأما ما ورد بالروايات الاخري:
(وفروا اللحي) فقد جاء في الضعيف،
لأن الروايات بلفظ (اعفوا)
جاءت في البخاري ومسلم والنسائي
ومعظم كتب السنة.

جاء في السنة:
(الدين النصيحة)
وجاء في القرآن:
{وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل..
ما كنا في أصحاب السعير}

□■□■□■
نذكّر بالدعاء علي الظالمين
فهو دعاء لا شك مستجاب
الذين أخرجوا الناس
من ديارهم بغير حق
وسفكوا دماءهم
وانتهكو أعراضهم
وأخذوا حقوقهم
وساموهم سوء العذاب

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.