كشف تقرير حقوقي حديث عن تعرض النساء في السودان لانتهاكات واسعة خلال الفترة من 15 أبريل 2023 وحتى أبريل 2024 في ظل الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

التغيير _ كمبالا

ويوثق التقرير الصادر عن الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية «YCON» وحملة «آمنات» أشكالاً متعددة من العنف القائم على النوع الاجتماعي بما في ذلك الاغتصاب الفردي والجماعي، والتحرش الجنسي، والابتزاز، والإكراه الجنسي خاصة في مناطق النزوح.

وأشار التقرير إلى أن العنف الجنسي اتخذ طابعاً ممنهجاً وارتكب في بعض الحالات أثناء سعي النساء للحصول على الغذاء أو التنقل بين المناطق، ما يربط بين غياب الأمن الغذائي واستخدام الجسد كساحة للصراع. وأفادت الشهادات أن بعض الانتهاكات ترافقت مع عنف لفظي مهين يحمل طابعا عنصرياً أو جندرياً.

وعلى الصعيد الاقتصادي أوضح التقرير أن الحرب تسببت في فقدان آلاف النساء لوظائفهن في القطاعين الحكومي والخاص وتوقف مصادر دخلهن في السوق غير الرسمي مثل بيع الشاي والخياطة والزراعة، ولفت إلى أن الغالبية الساحقة من النساء النازحات لم تتلق أي دعم حكومي أو دولي ملموس.

كما تطرق التقرير إلى أشكال من العنف النفسي والمعنوي تمثلت في الوصم الاجتماعي والشعور بالعزلة وانعدام الأمان خاصة داخل مراكز الإيواء التي وصفت بأنها غير آمنة وتفتقر للخصوصية مما أدى إلى تفاقم حالات الاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة.

ورغم هذه التحديات أبرز التقرير مبادرات نسائية ذاتية قاومت ظروف الحرب عبر تقديم الدعم النفسي وتوثيق الانتهاكات وتأسيس مشاريع صغيرة بديلة .

وفي ختام التقرير دعت الشبكة الشبابية و حملة آمنات المنظمات الدولية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية النساء وتقديم الدعم القانوني والنفسي وتفعيل آليات العدالة والمساءلة عن الجرائم المرتكبة بحقهن خلال النزاع.

و تعمل الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية «YCON» كمنصة مستقلة تجمع منظمات شبابية ولجان مقاومة وكيانات مدنية سودانية تعنى برصد وتوثيق الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في السودان من منظور شبابي.

وتهدف الشبكة إلى تعزيز الشفافية وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان والدعوة إلى السلام والعدالة والتحول الديمقراطي من خلال توحيد جهود الشباب وتمكينهم من مناصرة قضاياهم الحيوية.

في المقابل تعد حملة «آمنات» مبادرة نسوية نشطة في سياق الحرب السودانية تركز على تسليط الضوء على الانتهاكات التي تتعرض لها النساء وتعمل على تمكين أصوات الناجيات والمدافعات عن حقوق الإنسان.

وتسعى الحملة إلى توفير مساحة آمنة لسرد التجارب الشخصية، ومناصرة قضايا النساء في أوضاع النزاع واللجوء بما في ذلك تقديم الدعم النفسي والتوثيقي والمجتمعي.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.