الموسيقار أسامة بابكر.. رحيل أشهر عازف «بيكلو» في السودان
حاول الموسيقار الراحل أسامة بابكر وضع آلة (البيكلو) في مقام الصولو لتؤدي الآلة دوراً موسيقياً رئيسياً بحتاً وليس مصاحباً.
التغيير: عبد الله برير
غيّب الموت الموسيقار السوداني أسامة بابكر التوم أحد أشهر عازفي آلة “البيكلو” في العالم، بعد معاناة مع مرض القلب.
ورحل أسامة الذي ارتبط اسمه بآلته المحببة تاركاً وراءه روائع من المؤلفات الموسيقية العديدة والبوماً كاملاً من المقطوعات بعنوان (شئ في الخاطر)، وقد شارك بالعزف مع عدد من الفرق الفنية لكبار المطربين السودانيين أبرزهم الراحلين محمد الأمين وصلاح بن البادية.
معزوفات رائعة
ألف الراحل معزوفات رائعة على شاكلة (ربيع الحب، جولة في الحي القديم، صباح العيد وغيرها)، ويعد ألبوم (شئ في الخاطر) هو الأول في تاريخ الموسيقى السودانية الذي يرتكز على آلة البيكلو.
حاول الراحل وضع آلة (البيكلو) في مقام الصولو على أن تكون بقية الآلات الموسيقية في المقام الثانوي لتؤدي الآلة دوراً موسيقياً رئيسياً بحتاً وليس مصاحباً.
ساهم الفقيد في العمل الإنساني وشارك في حملات علاج المبدعين الموسيقيين من خلال حفلات خيرية داخل وخارج السودان، وصدح بآلته في مختلف المسارح والمتاحف ونادي الضباط ومعارض الزهور والمتاحف وغيرها.
يقول الراحل أسامة في لقاءات تلفزيونية سابقة: “الفنان صاحب رسالة يحمل في دواخله الحب لكل الأطراف”. وكان من المؤمنين بوحدة السودان عند انفصال الجنوب ومن أقوله “إن الثقافة والفنون هي التي توحد الشعوب والعالم، الموسيقى لغة عالمية”.
يعتبر الراحل أسامة من النادرين في العالم الذين يعزفون آلة البيكلو ويصفها بالآلة الصعبة صغيرة الحجم وصعبة التحكم والتي تحتاج إلى دراسة لمدة خمس سنوات ثم ممارسة وهي آلة نفخ خشبية.
أسامة بابكر هو معلم تربية موسيقية وأكاديمي عاش في دولة الإمارات 13 عاماً ليدرس هذه المادة، ويقول عن الآلة “هي مظلومة وتوضع في الخلف في الأوركسترا بأصوات ولكنها تضيف إلى الجملة الموسيقية بريقاً ورونقاً”.
نشر المحبة
ومن مبادئ الراحل أسامة بيكلو نشر المحبة والحب بين الناس، طاف حول العالم حاملاً آلته وأحلامه، ذهب إلى أستراليا وأوروبا، وقوبل أداؤه بدهشة كبيرة كون هذه الآلة أخذت دوراً أساسياً.
بيكلو كان يؤمن بأن الموسيقى السودانية مقصرة في إيصال صوتها إلى العالم، ويعتقد أن الفنان هو الذي يجب أن يبحث عن الإعلام، ونادى الراحل مراراً وتكراراً بإدخال التربية الموسيقية في المناهج الدراسية في السودان.
وبرحيل “أسامة بيكلو” انطوت صفحة أحد أبرز الموسيقيين السودانيين الذين أثروا الساحة بالكثير من الإبداع، وقد نعاه زملاؤه الموسيقيين والفنانين والمثقفين والجمهور معددين مآثره وخصاله الكريمة، متحسرين على رحيل أحد عمالقة عازفي آلة البيكلو في العالم.
المصدر: صحيفة التغيير