اخبار السودان

المنطقة الآمنة!!  السودانية , اخبار السودان

صباح محمد الحسن

صباح محمد الحسن

طيف أول:
لاتتسع المساحات بين الغموض والحيرة لكنها قد تضيق عندما تسيطر الهواجس كلما عادت تناهيد الندم مكسورة
ولا شيء يقتل تردد الثواني سوى ساعة من محاولة لهزيمة الوطن!!

وتبحث القيادة العسكرية عن موطئ قدم يُمكّنها من المشاركة في مباحثات سويسرا دون الخروج بخسائر يدفعها قادة الجيش، الذين يعلمون أن الرصد العالمي للجرائم في السودان لن يغض الطرف عن ماتم ارتكابه من فظائع لطرفي الحرب ضد المدنيين
ويبدو أن المجتمع الدولي أهمل الازمة السودانية لأكثر من عام ليراقب ماتقوم به الأطراف المتصارعة من من جرائم في الميدان ومنحها الشعور بأن لارقابة وتنحى جانبا ولكنه ظل يحصي كل هذه الجرائم
الي أن جاء وقت (جرد الحساب) حيث يسعى الجيش الآن من اجل تمرير طلب خاص لإقناع الإدارة الإمريكية أن تجد له مخرجا واحدا للإفلات من العقاب ولا اعتراض للجيش على المباحثات ولكنه يخشى من أن تكون جنيف ( المصيدة) التي تنصبها أمريكا ومن بعدها تعمل على إحكام قبضتها في فرض عقوباتها والزج بهم في متاهة الحصار وتحميلهم المسئولية كاملة لماحدث من جرائم، هم والدعم السريع، قد لاتنحصر على الحاضر فقط لكن قد تكون مواجهة لفظائع الماضي التي ارتكبت بلا حرب اشد وقعا عليهم من جرائم الحاضر التي ارتكبت نتيجة حرب.
وردا على مطالبة الجيش الذي اضاع فرصة جدة وجاء اليوم يبحث عنها قالت امريكا، إنها تحترم رغبته في العودة الي جدة ولكنها تؤكد له بشدة على أن محادثات جنيف مبنية على ما جرى التوصل إليه في منبر جدة)
أي ان امريكا تكتم سخريتها بأن ليس هناك مهرب وان ليس ثمة فرق بين اتفاق جدة وجنيف لطالما أن الوساطة هي الراعي لجدة وجنيف
فما يحدث من كر وفر في ميادين التفاوض ماهو إلا تراكم تخوف اشبه بمرض الرهاب الإجتماعي الذي من اعراضه (قلق ماقبل المواعيد واللقاء)
ولكن بالرغم من امريكا قالت ذلك ليطمئن قلب القيادة العسكرية إلا أن القيادة لاتثق
وظل البرهان يبحث له عن ( ضامن)
لذلك قالت الحكومة السودانية انها سترسل وفداً إلى القاهرة يضم وزراء ودبلوماسين وضباط لمناقشة رؤيتها في إنفاذ “اتفاق جدة” بناء على طلب اجتماع من الحكومة الأميركية متمثلة في مبعوثها الخاص توم بيرييلو والحكومة المصرية) وهو في الحقيقة طلبها
كما أن الجديد في الأمر أن وفد الحكومة إنضم اليه ضباط وهو شرط الادارة الامريكية التي طالبت بتمثيل عسكري أعلى وليس حكومي وقد لاتقبل للمرة الثانية إن وجدت تمثيل أقل للجيش
وترى امريكا ان ليس لديها إعتراض أن تكون مصر هي( المنطقة الآمنة) لعقد اجتماعات مسبقة قبل ذهاب الوفد الي جنيف ، جاء ذلك من خلال تصريحاتها ( أن ليس لديها مانع في أن تلبي طلب الجيش و تلتقيه في مصر)
وقد يزور المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو القاهرة في زيارة خاطفة اثناء سير مفاوضات جنيف
وعبرت الوساطة عن ثقتها بأن تلعب جمهورية مصر العربية الدور الأكبر في التواصل مع قادة الجيش السوداني، وإقناعهم بالإلتحاق بالمفاوضات في أقرب وقت، ورحبوا بإستجابة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لقبول التفاوض وتستأنف جنيف محادثاتها اليوم الإثنين بعد أن توقفت ليوم واحد ( السبت)
وتحرص الادارة الأمريكية لتكثيف جهودها بالتعاون مع الدوليين والإقليميين لحث القوات المسلحة السودانية على إرسال وفدها إلى طاولة المفاوضات
او الإعلان رسميا عن عدد من الممثلين لها في جنيف حاليا
اما جمهورية مصر العربية لاشك انها ستثتمر في فرصة قدمتها لها القيادة العسكرية السودانية على طبق من ذهب بقصد او بدونه، فهي اللاعب الذي يجلس على دكة الإحتياطي منذ، بداية المباحثات بعد ان إلتحقت بركب الوساطة مؤخرا فهذه المهمة قد تدفع بها من مقعد المراقبين الي طاولة المشاركين، ولربما اراد البرهان أن (يهديها) هذا الدور لإعادة ثقتها في نفسها كلاعب اقليمي تقلصت ادواره بعدصعود المملكة العربية السعودية الي منصة الحل السلمي مع الولايات المتحدة الأمريكية كتفا بكتف
ولكن هل تمتلك مصر أكثر مما يجعلها تنصح البرهان الي المشاركة في التفاوض!! فالأمر الذي جعلها تغير مواقفها في التعاطي مع الازمة السودانية، قادر على ان يغير في قناعات قائد الجيش حتى جلوس وفده على الطاولة دون أن يمارس عملية الهروب من الأضواء
ولاتملك مصر أكثر من ذلك!!

طيف أخير :
في ظل مواجهة السودان لتفشي فيروس شلل الأطفال
تطلق اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس 2024 تستهدف الاطفال من (عمر يوم الي خمس سنوات).

نقلا ً عن صحيفة الجريدة

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *