اخبار السودان

المستشفيات في غزة “أرض معركة”، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟

المستشفيات في غزة “أرض معركة”، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، فلسطينيون خرجوا من مستشفى كمال عدوان شمال غزة بعد أن داهمت القوات الإسرائيلية المستشفى، 28 ديسمبر/ كانون أول 2024

طالب مدير منظمة الصحة العالمية بإنهاء “الهجمات على المستشفيات” في غزة، وقال تيدروس أدهانوم إن المستشفيات في غزة أصبحت مرة أخرى “أرض معركة” وإن النظام الصحي يقبع تحت “تهديد شديد”.

وتأتي مطالبات أدهانوم بعد اقتحام وإخلاء مستشفى كمال عدوان من قبل الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي، وهو آخر المنشآت الصحية الكبيرة العاملة في شمالي قطاع غزة، إضافة إلى ضربات تعرّض لها مستشفيان في مدينة غزة يوم الأحد.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن اثنين من هذه المواقع تستخدمها حماس كـ “مراكز قيادة”، وهو ما نفته الحركة مراراً.

وضم مدير منظمة الصحة العالمية صوته إلى أصوات جماعات حقوقية، تطالب بالإفراج الفوري عن مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، الذي اعتقلته القوات الإسرائيلية خلال اقتحام المستشفى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مستشفى كمال عدوان شكّل “معقلاً” لحركة حماس، وإن قواته قتلت 20 ممن وصفتهم بـ “الإرهابيين” واعتقلت 240 آخرين خلال إغارتها على المستشفى.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الدكتور أبو صفية كان ضمن الذي اعتقلتهم للاستجواب، وأنه يشتبه بكونه “ناشطاً في حماس”.

ولم يقدم الجيش الإسرائيلي أدلة على هذه المزاعم التي نفتها حركة حماس.

صورة لمدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة الدكتور حسام أبو صفية أثناء إشرافه على علاج أحد المصابين.

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة، الدكتور حسام أبو صفية اعتُقل خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع

زوجة الدكتور حسام أبو صفية: لا أعرف شيئا عن زوجي أو مكان اعتقاله

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

ولاقى اعتقال الدكتور حسام أبو صفية، ردود فعل واسعة من مجموعات حقوقية ومنظمات صحية حول العالم.

وقالت زوجة أبو صفية، في حديث مع بي بي سي، إنها لا تعرف حتى الآن شيئا عن زوجها أو مكان اعتقاله، إلى جانب عدد من أفراد الطاقم الطبي و”المرضى الرجال” في المستشفى الذين “لا تعرف أسماءهم”، وطالبت بالإفراج عنهم.

وفي روايتها للأحداث التي وقعت في المستشفى خلال اقتحامه، قالت أبو صفية لبي بي سي، إن الجيش الإسرائيلي طلب من زوجها الخروج من المستشفى قبيل اقتحامه، لكن زوجها اقترح أن يتم “إخلاء المستشفى بالتدريج”، بحيث يتم إجلاء المرضى، ثم الطاقم الطبي، وأخيراً مدير المستشفى.

وأضافت أبو صفية أن الجيش الإسرائيلي اقتحم المستشفى “فجأة”، وأخبر الموجودين فيه بضرورة إخلائه، ثم أخرج النساء منه، وأخبروهن أن الرجال في المستشفى وأفراد الطاقم الطبي سيلتحقون بهن في المستشفى الإندونيسي شمال القطاع في وقت لاحق.

وأكملت زوجة الدكتور حسام أبو صفية سردها للأحداث وقالت إن النساء وصلن ليلاً إلى المستشفى الإندونيسي، لكن الرجال الذين كانوا في مستشفى كمال عدوان، لم يصلوا، حيث “تم اقتيادهم للتحقيق”.

وأضافت أبو صفية أن عدداً من الأطباء وأفراد الطاقم الطبي أُفرج عنهم في وقت لاحق، ووصلوا المستشفى الإندونيسي، لكن لم يكن من بينهم زوجها مدير المستشفى، وأشخاص آخرون. وعند سؤالها عنهم، قيل لها إنهم “ما زالوا في التحقيق”.

وفي ردها على سؤال بشأن ظروف اعتقال زوجها، قالت أبو صفية إنها لا تعرف شيئاً عن ذلك، لكن الأطباء الذين أُفرج عنهم لاحقاً أخبروها أنهم “تعرضوا للضرب والتعذيب” والتحقيق لوقت طويل.

وفي وصفها للمشهد داخل مستشفى كمال عدوان وفي محيطه لحظة اقتحامه، قالت أبو صفية إن القصف في محيط المستشفى كان “شديداً”، وإن أقساماً في المستشفى تعرضت للحرق، مثل قسم الصيانة وقسم الأرشيف وساحة المستشفى وغرفة العمليات، ما تسبب بـ “حالات اختناق بين الموجودين داخله”، كما دخلت الشظايا إلى الغرف.

وقالت أبو صفية إن عدداً من المنازل حول المستشفى تعرضت للقصف، وسُمعت نداءات استغاثة من العالقين تحت الأنقاض، دون أن تتمكن طواقم المستشفى من إسعافهم.

وأضافت أبو صفية أن زوجها “لم تكن له علاقة بما يحدث في محيط المستشفى”، وأنه كان يكرس وقته “للمستشفى فقط، ويقدم المساعدة للمرضى والمصابين”.

وبدا القلق واضحاً على نبرة أبو صفية خلال المقابلة، كما برزت لكنتها غير العربية، وهو ما فسرته بالقول إنها “أجنبية، من كازاخستان، وتزوجت من الدكتور حسام أبو صفية سنة 1996 خلال دراسته هناك”.

نازحون لبي بي سي: “أين سنذهب؟”

صورة لأحد مباني المستشفى الأهلي، المعروف أيضاً بالمعمداني، وسط مدينة غزة، ويظهر على المبنى آثار دمار بسبب قذيفة مدفعية.

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، يعبّر النازحون في محيط مستشفيات مدينة غزة عن خشيتهم من الاضطرار للنزوح مجدداً بسبب العمليات العسكرية

في سياق متصل، قُتل 7 فلسطينيين على الأقل إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي وسط مدينة غزة، وفق ما قال جهاز الدفاع المدني في القطاع.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني إن المستشفى أصبح الآن غير صالح للعمل، “ما يترك الآلاف معرضين للخطر”.

وفي حديث مع بي بي سي، قالت إسراء الصفدي، وهي إحدى القاطنات في محيط مستشفى الوفاء، إن محيط المستشفى مليء بخيام النازحين.

وأضافت أنها حين سمعت عن قصف أحد الطوابق في المستشفى، تيقنت بسقوط ضحايا من القاطنين في الخيام في محيطه، بسبب “الشظايا التي تطايرت”.

ووصفت الصفدي الأوضاع في مدينة غزة، وقالت إن المدينة أصبحت مليئة بالنازحين من مناطق الشمال، مثل بيت حانون وجباليا وتل الزعتر، وإن ما يحدث “مرعب جداً” وسكّان المدينة “متعبون” وخائفون مما يمكن أن يحصل مستقبلاً.

وأضافت الصفدي أنه وفي “كل مرة يتم فيها قصف أو اجتياح مستشفى، يكون ذلك مؤشراً لهم على بدء عملية عسكرية”.

وقال أحد النازحين الموجودين قرب مستشفى الوفاء، إنه نزح من شمال غزة 8 مرات منذ بدء الحرب، وإن “الخوف” يحيط بهم. وأضاف أنه يعيش داخل خيمة، وأن القذائف سقطت في محيط الخيام في مرات سابقة.

وأشار خلال حديثه مع بي بي سي إلى أن الجيش الإسرائيلي “أغلق شمالي قطاع غزة”، وأن النازحين يخشون دخول الجيش لمدينة غزة، وإجبارهم على النزوح إلى جنوب القطاع، ما يعني أنه “لن يبقى لهم وطن أو أي شيء”.

وعبّر كذلك أحد النازحين الموجودين قرب المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة لبي بي سي، عن خشيته من دخول الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة ومحاصرتها، لأن ذلك يعني أنه لن يعود “للنازحين مكان ليذهبوا إليه بعد ذلك”.

وأضاف أنه نزح أكثر من مرة فيما سبق، لكن ذلك كان “بلا فائدة، وأن الخيام لم تعد متوفرة، والمدارس والمستشفيات تتعرض للقصف. وتكرر على لسانه السؤال: “أين سنذهب؟”.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *