المرشد الأعلى الإيراني يأمر بالتحقيق في احتمال “إهمال” وراء انفجار ميناء شهيد رجائي الذي خلف 40 قتيلاً

صدر الصورة، EPA
دعا المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، السلطات إلى إجراء تحقيق شامل في أسباب الانفجار الذي وقع في أكبر ميناء تجاري في البلاد، والذي أودى بحياة 40 شخصاً على الأقل، فيما لا تزال الأسباب غير معروفة حتى الآن.
وجاءت توجيهاته بعد أن زار الرئيس مسعود بزشكيان موقع الانفجار في ميناء الشهيد رجائي بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي، حيث لا يزال الحريق مشتعلًا حتى يوم الأحد بعد أكثر من 24 ساعة من وقوع الانفجار.
وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بارتفاع حصيلة القتلى جراء الانفجار الضخم الذي وقع في أكبر ميناء تجاري في البلاد، إلى 40 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 1200.
وقال محمد عاشوري، المسؤول في محافظة هرمزغان، للتلفزيون الرسمي: “حتى الآن، لقي 40 شخصاً حتفهم نتيجة الإصابات الناجمة عن الانفجار”.
وأفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، إحدى وكالات الأنباء الرئيسية في البلاد، نقلاً عن القضاء المحلي، بأن عدد المصابين بلغ 1242.
تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة نهاية
وفي رسالة نُشرت على موقعه الرسمي في 27 أبريل/نيسان، صرّح خامنئي بأنه “ينبغي على مسؤولي الأمن والقضاء إجراء تحقيق شامل، وتحديد أي إهمال أو مخالفة متعمدة، ومقاضاة المسؤولين وفقاً للقانون”.
كما أعلنت الحكومة يوم 28 أبريل/نيسان يوم حداد عام، وثلاثة أيام حداد في محافظة هرمزكان اعتباراً من الأحد، فيما قدّم المرشد الأعلى الإيراني تعازيه لأسر الضحايا، وشكر مَن تطوّعوا للتبرع بالدم للمصابين.
ووقع الانفجار الذي سُمع دويه على بعد عشرات الكيلومترات، السبت، قرابة الظهر بالتوقيت المحلي (8:30 بتوقيت غرينتش) على رصيف ميناء الشهيد رجائي، حيث تمر 85 في المئة من البضائع الإيرانية.
صدر الصورة، Reuters
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
ويقع الميناء على مسافة نحو 23 كيلومترا غرب بندر عباس، بمحافظة هرمزكان الجنوبية، وعلى مضيق هرمز الذي يمر عبره خُمس إنتاج النفط العالمي.
وأوردت وكالة “إرنا” الرسمية أنه “أكبر وأكثر موانئ الحاويات في إيران تطوراً، ويضم 12 رصيف حاويات و30 رافعة وأنواع التجهيزات المتطورة، ويؤدي دوراً محورياً في الاقتصاد البحري للبلاد”.
ومع انتشار الدخان الخانق وتلوث الهواء في جميع أنحاء المنطقة، أمرت السلطات جميع المدارس والمكاتب في بندر عباس، عاصمة محافظة هرمزكان المجاورة، بإغلاق أبوابها، للسماح للسلطات بالتركيز على جهود الطوارئ، وفقاً للتلفزيون الرسمي.
وحثت وزارة الصحة السكان على تجنب الخروج “حتى إشعار آخر” وارتداء الكمامات الواقية.
عند وصوله إلى بندر عباس، أعرب الرئيس مسعود بزشكيان عن تعاطفه مع ضحايا الانفجار، وتقديره لفرق الاستجابة الأولية، مضيفاً: “لقد جئنا لنشهد بأنفسنا ما إذا كان هناك أي شيء أو أي مشكلة يمكن للحكومة متابعتها”.
وأشار بزشكيان إلى أنه “أصدر أوامر بالتحقيق في أسباب الحادث”، ووّجه وزير الداخلية للتوجه إلى الموقع.
وأعلنت السفارة الروسية أن موسكو سترسل عدة “طائرات تحمل متخصصين” للمساعدة في إخماد الحريق.
صدر الصورة، EPAEFE/REX/Shutterstock
“ليست شحنات عسكرية”
صدر الصورة، EPA
وصرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع رضا طلائي نيك للتلفزيون الرسمي بأنه “لم تكن هناك أي شحنات مستوردة أو مُصدّرة للوقود العسكري أو للاستخدام العسكري في المنطقة”.
وكان الإعلام الرسمي قد نقل عن هيئة الجمارك في الجمهورية الإسلامية أن “الانفجار وقع على الأرجح بسبب تخزين مواد خطرة ومواد كيميائية في منطقة الميناء”.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن شخص على صلة بالحرس الثوري الإسلامي الإيراني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، قوله إن ما انفجر كان بيركلورات الصوديوم، وهي مادة تدخل في تركيبة الوقود الصلب للصواريخ.
وأظهرت لقطات مصورة تم تداولها عبر الإنترنت، أشخاصاً كانوا يتجمعون بالقرب من نقطة الانفجار قبل أن يفروا بسرعة من منطقة الرصيف.
وقال شهود عيان إن الانفجار حدث بعد أن امتد حريق صغير على الرصيف إلى حاويات مفتوحة تحتوي على “مواد قابلة للاشتعال”، ومن المحتمل أن تكون مواد كيميائية.
وأكد أحد شهود العيان لوسائل الإعلام المحلية: “انتشر الحريق بسرعة وتسبب في انفجار”.
وقال مسؤول في إدارة الأزمات، وفقاً لما نقلته بي بي سي الفارسية، إن “مصدر الحادث كان انفجار عدة حاويات مخزنة في منطقة رصيف ميناء شهيد رجائي”.
صدر الصورة، Reuters
وأظهرت لقطات مصوّرة عدداً من الجرحى ممددين على الأرض في الشارع، في حين أفادت تقارير بوجود أفراد محاصرين تحت أنقاض جدران منهارة. وسُمع دوي الانفجار على مسافة 50 كيلومترا من موقع الميناء.
كما أفادت السلطات الرسمية بأن الفرق المختصة سارعت لإجلاء المصابين ونقلهم إلى مستشفيات قريبة.
وصرح رئيس الهلال الأحمر، بيرحسين كوليفاند، بأن بعض المصابين نُقلوا جواً لتلقي العلاج في العاصمة طهران.
وعرضت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية يوم الأحد صورة لطائرة مروحية تُلقي المياه على منطقة الكارثة، فيما أظهرت صور أخرى رجال إطفاء يعملون بين حاويات شحن منقلبة ومتفحمة، ويحملون جثة أحد الضحايا.
صدر الصورة، Mohammad Rasoul Moradi/EPAEFE/REX/Shutterstock
وأغلقت السلطات الطرق المؤدية إلى الموقع، واقتصرت اللقطات من المنطقة على وسائل الإعلام الإيرانية.
ونقلت وكالة مهر للأنباء عن المتحدث باسم منظمة الطوارئ الوطنية، بابك يكتابرست، قوله إنه عقب الانفجار في رصيف الميناء، أرسلت أربع حافلات إسعاف و15 سيارة إسعاف إلى موقع الحادث، وتم توجيه أمر بإقلاع مروحية تابعة لخدمات الطوارئ الجوية في لارستان.
وفي صباح الأحد، قال مراسل التلفزيون الرسمي من الميناء “تمت السيطرة على الحريق لكن لم يخمد بعد”، فيما كان دخان كثيف أسود يتصاعد من ورائه.
صدر الصورة، Getty Images
المصدر: صحيفة الراكوبة