المثقفون المزيفون وخطرهم على السودان
ادم بركة دفع الله
من أكبر الإشكاليات التي نواجهها نحن كسودانيين هي ادعاء بعض الأشخاص أنهم علماء ، وأن آرائهم تستند إلى خلفياتهم العلمية ، بينما في الحقيقة يجيرون تلك الآراء لصالح جهاتهم الاجتماعية والقبلية تحت غطاء العلم والحقيقة العلمية.
النماذج على ذلك عديدة ، مثل د. محمد جلال هاشم ، إبراهيم محمد علي ، وحيدر إبراهيم علي. ولكن الأكثر استغلالاً لعقول البسطاء هو حسين أبو صالح ، الذي يظهر كخبير استراتيجي ليقدم نصائح تخدم خلفيته الجهوية المرتبطة بالمؤسسة العسكرية ، ويصورها لنا كمؤسسة محايدة تخلو من العيوب.
أبو صالح يبرئ المؤسسة العسكرية من الدور التخريبي الذي لعبته ، ومن الحرب الجارية ، ومن الانتهاكات التاريخية التي ارتكبتها منذ تأسيسها ضد الشعوب السودانية ، والتي أدت إلى تقسيم البلاد إلى دولتين. يتجاهل كل هذه الحقائق عمدًا .
وامثال هؤلاء “الخبراء” غالباً ما ينتمون إلى فئات اجتماعية معينة ، ويسعون إلى الحفاظ على امتيازاتهم.
رغم أن السودانيين قد توافقت آراؤهم على أن الجيش السوداني يمثل واحدة من أكبر المهددات للتماسك الوطني ، وأن إصلاحه ضرورة ملحة.
وهذا المطلب برز بوضوح في كل مفاوضات الثورات السودانية، بدءًا من اتفاقية أديس أبابا عام 1972م ، وصولاً إلى الاتفاق الإطاري الأخير. جميع هذه الاتفاقيات تضمنت الدعوة إلى هيكلة وإصلاح المؤسسة العسكرية لكن الحكومات المتعاقبة تهربت من هذا الإصلاح ، ما أدى إلى استمرار الحروب والتخريب ، وصولاً إلى الحرب الحالية.
لذلك، فإن استقرار السودان وإعادة تأسيسه على أسس سليمة يتطلبان بالضرورة إصلاح هيكلة المؤسسة العسكرية ، التي تمثل العقبة الكبرى أمام تقدم البلد. بعد ذلك ، يجب أن يأتي دور المستقلين من جميع جهات السودان لتولي الترتيبات الانتقالية ، بما في ذلك تحقيق العدالة ، والعدالة الانتقالية ، ومحاسبة كل من ارتكب جرائم باسم الجيش ، مع إبعاده عن أي دور سياسي في المستقبل.
وكما يجب محاسبة اؤلئك الذين ضلوا و عملواعلى تضليل الشعب .
مثل ظاهرة “الخبراء الاستراتيجيين” على رأسهم ابوصالح الذين يحاولون تجميل صورة المؤسسة العسكرية ، وتبرير انتهاكاتها التاريخية .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة