سهيل أحمد الأرباب
انقسام حزب المؤتمر السودان كان متوقعا وعلى اسس عرقية وجغرافية ..وسيمتد ذلك الى كل الاحزاب وقد اصبح امر تقسيم السودان واقع فرضته الحرب….وتطوراتها….لايمكن تجاوزه ومسؤل من ذلك المؤتمر الوطنى الذى اشعلها والبرهان وقيادات الجيش…الذين رهنوا الجيش لارادة الحزب..وقد افشل قادة المؤتمر الوطنى حصار الحرب وايقافها ببدايتها قبل ان تستفحل بمؤتمر جدة…وافشلوا ايضا بعدها اتفاق المنامة لايقاف الحرب بين الجيش والدعم السريع وتوقيع نائبى الجيشين على تفاصيل وبنود الاتفاق وبشهود دوليين…وقد كشف قادة المؤتمر الوطنى بذلك ارادتهم بتطويلها واستثمار عذاباتها فى تطويع وترويض ارادة الشعب السودانى كما تروض الاسود بالسيرك والعودة على دعايتها ابطالا مخلصين وهو مايمكنهم من استرداد دولة الانقاذ مرة اخرى وسلطتهم المطلقة ونجاتهم من المثول امام القضاء…وقد كان امامهم خيار اغتيال حميدتى واخيه عبدالرحيم ان كانوا يروا بالدعم السريع خطرا وهو الاسهل وهم راصدين كل تحركاتهما والاقل كلفة ولكنهم يعلمون ان هذا الخيار لن يحقق اهدافهم بالعودة وللسلطة ولايحقق اهداف حليفتهم المخابرات المصرية وان كان ينهى تهديد الجنجويد وتمردهم ويفكك قوات الدعم السريعكما كان البشير والمؤتمر الوطنى مسؤلون بانفصال الجنوم بعدم التزامهم بتنفيذ اتفاقية الجنوب وسحب اختصاصات وزارات الجنوبيين من مهامها وتركهم يقراؤن الصحب بمكاتبهم..والاستمرار بالدعايات العنصرية على ذات روافعهم الاعلامية الان …ومشاركة اتباعهم و حواضنهم الشعبية..وسيتسببون باستمرارهم بكوارث اخرى وبانفصال شرق السودان المتوقع و سمحوا بان تتدرب باريتريا وهى ٥ مايشيات وهم يعلمون اطماع اريتريا بكسلا وبجاورها بترديد انها جزء من اراضيهم التى سلبها الانجليز وضموها للسودان.وقد قال اسياس افورقى بلقاء اعلامى ان اجمل مدن اريتريا هى كسلا وتتولى هذه المليشيات الان تامين جزء كبير من شرق السودان…وعندما خرج منتسبيها بمسيرات بكسلا كانوا يحملون اعلام اريتريا عالية فوق ناقلاتهم وهم كالزغاوة مذدوجى الولاء من ابناء قبيلة البنى ومقسمون ما بين السودان واريتريا.
المصدر: صحيفة الراكوبة