في تصعيد خطير لأزمة النزوح في السودان، كشفت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، الأحد، أن أكثر من مليون شخص فروا من مدينة الفاشر ومحيطها بولاية شمال دارفور.
الخرطوم ــ التغيير
يأتي هذا الارتفاع الصادم في الأرقام نتيجة للهجمات المتواصلة التي تشنها قوات الدعم السريع، في محاولتها الحثيثة للسيطرة على المدينة الاستراتيجية. و يمثل هذا العدد الكبير أكثر من 10% من إجمالي النازحين داخليًا في عموم السودان.
وأفاد بيان صادر عن المنظمة، بأن 1,014,748 شخصًا جرى تهجيرهم من محلية الفاشر وحدها. وأشارت المنظمة إلى أن 718,998 شخصًا من هؤلاء فروا تحديدًا من مدينة الفاشر ومخيم زمزم، بما يعادل 155,602 أسرة.
وكشفت الهجرة الدولية عن أن 99% من سكان مخيم زمزم، الذي يقع على بُعد 12 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر ويضم 498,955 شخصًا، نزحوا بشكل كامل. من هؤلاء، فر 436,685 فردًا إلى 26 موقعًا مختلفًا ضمن أربع ولايات.
و أوضحت المنظمة أن 75% من نازحي مخيم زمزم اتجهوا إلى طويلة، وهي منطقة تقع تحت سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، بينما لجأ 10% منهم إلى الفاشر، فيما عبر البقية الحدود إلى تشاد. تجدر الإشارة إلى أن قوات الدعم السريع كانت قد هاجمت مخيم زمزم في 11 أبريل الماضي، وسيطرت عليه بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة مع الجيش وحلفائه.
منذ اندلاع النزاع في السودان بتاريخ 15 أبريل 2023، لجأ نحو 1.1 مليون سوداني إلى تشاد، وهو ما يشكل 27% من إجمالي الفارين من الحرب والعنف عبر الحدود.
وثّقت منظمة الهجرة 117 حادثًا تسبب في النزوح أو حفزه في شمال دارفور منذ بداية الصراع، 85% منها كانت نتيجة لهجمات أو اشتباكات مسلحة، في حين أن البقية كانت بسبب مخاطر طبيعية كالفيضانات والحرائق.
وتقدّر المنظمة وجود 1,974,958 نازحًا داخليًا في شمال دارفور، ما يمثل 20% من إجمالي النازحين على مستوى البلاد. يقيم 46% من هؤلاء في مراكز إيواء، بينما يستضيف 29% منهم عائلات، ويتوزع البقية على المدارس والمرافق العامة والملاجئ المؤقتة والمساكن المستأجرة.
وتوقعت الهجرة الدولية استمرار موجات النزوح، خاصة من الفاشر إلى مناطق مثل طويلة، مليط، وكتم، كما رجّحت استمرار حركة النقل عبر الحدود إلى تشاد، لا سيما مع تكرار نزوح الأسر. وتُعد ولاية شمال دارفور هي الأكثر تضررًا من النزاع، في ظل استمرار هجمات الدعم السريع على معظم مناطقها، بما في ذلك القرى التي لا يوجد بها أي وجود عسكري.
المصدر: صحيفة التغيير