

القال راسو موجعو بربطولو كراعو؟
التقي البشير الماحي
في رائعة العبادي ريا وطه والتي كان مسرحها أرض البطانة وقد صاغها شعرا في مقطع منها يقول فيه “القال راسو موجعو بربطولو كراعو” تذكرت هذه العبارة وأنا أستمع للسيد البرهان وهو يدعو إلى تغيير العلم والعودة إلى علم الاستقلال والسودان يومذاك أرضه مليون ميل مربع انشطر منها جزء عزيز . قبل تغيير العلم هل يعلم السيد البرهان أن العلم في نفسه عبارة عن قطعة أو خرقة لا قيمة لها وهو كورقة النقود قيمتها فيما تجلبه لك فالعلم قيمته ورمزيته تكمن في قيمة الوطن وترابه وحتى من اختار ألوانه عمل على أن تمثل تنوع أراضيه من غابات وصحارى ومياه ونسق من ذلك ألوانه الأزرق والاصفر والاخضر .
كم من سوداني استبدل علم بلاده بعلم دولة أخرى بعد أن أدى قسم الولاء لدولته الجديدة التي قصدها لاجئا وظل قلبه معلقا بحب هذا الوطن العلم كما ذكرنا لا قيمة له وهو غير مبرئ للذمة إذا لم تحافظ على رمزيته التي يمثلها لم تحافظ على صحاريه ولا على غاباته ولا مياهه التي تعرض اليوم من أجل إقامة القواعد الأجنبية محافظة على سلطة زائلة لم لم تجعل المحافظة على دماء إنسانه التي أريقت غاية في حروب هدفها وغايتها السلطة .
العلم سوف يصبح مجرد خرقة بالية قبضت الكاميرا يوما المخلوع يقذف به بعيدا بعد أن أكمل خطابه وكان يتوشح به رياء
لا يمكن لمن أراد إصلاحا أن يبدأ به فالإصلاح الحقيقي يبدأ بذهابكم أنتم جنرالات الدم ومعكم مليشياتكم التي صنعتموها بالأمس وتلك التي تحارب معكم اليوم
الإصلاح الحقيقي يكون بالعودة للمسار المدني الديمقراطي وهو وحده الذي يمكن أن يقوم بالمثابرة والحراك المستمر فالديمقراطيات العريقة سهرت عليها جموع الشعوب بالنضال المتواصل والتقويم المستمر وهي وسيلة تتطور بتطور المجتمع وهو أمر نشاهده حتى اليوم في أمريكا وعملهم الدؤوب من أجل الحد من تأثير وسائل التواصل على الناخب وهو من الأوضاع المستجدة
قبل اليوم كان الشارع في حراك مستمر ولم تتوقف مواكبه من أجل إكمال المشروع ولكن تجمعتم عليه مجتمعين تجمع الأكلة على قصعتها الشعب يومذاك لم يكن قلة واجهكم بصدور عارية لا تخشى الموت فقتلتم أبناءه وادعيتم زورا بوجود طرف ثالث والجميع يعلم أن القاتل واحد لا دين له دماء هذا الشعب خضتم فيها سلما وحربا.
المصدر: صحيفة التغيير
