اخبار السودان

الغرور الهش !!

صباح محمد الحسن

 

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
كان 11 ابريل أمس الأول الجمعة ذكرى سقوط المخلوع في 2019، ثورة لازالت حديث الأرصفة التي أيقظت الشوارع
عندما سكنت مساحات الذاكرة وشرفت الخُطى، أنها مزيج حكاية وموقف وصمود
ولأنها ألحان لم تختتم بعد ، لذلك لها على المسرح عودة!!

ولاشك أن زيارات الفريق عبد الفتاح البرهان المفاجئة الي دول حليفة تؤكد أن القيادة العسكرية تقف الآن على حافة طريق، أما بقبولها للتعاون مع المجتمع الدولي للوصول الي حل سلمي للأزمة السودانية أو مواصلة عنادها الذي سيفاقم النتائج السلبية عليها، بسبب زيادة الضرر الإنساني على الشعب السوداني، ولكنها الآن تقف على عتبة قرار!!
فبعد أن قام عدد من المسئولين من عدة دول تسعى لتحقيق السلام ووقف الحرب في السودان، والتي تزامنت معها دعوة أمريكية سعودية للعودة للتفاوض، والتي لم تقر بها حكومة بورتسودان ولكنها لم تنفي الخبر!!
ويبدو أن الفريق البرهان يبحث الأزمة الآن مع مسئولين في دول أخرى تعد حليفة له، وذلك بعد ساعات من زيارة مبعوث سويسرا للقرن الإفريقي ، وزيارة مبعوث المانيا وايضاً زيارة المبعوث الخاص لبريطانيا
حيث بحث بعدها مباشرة البرهان مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي خلال زيارته له في جلسة مباحثات ثنائية، ثمَّن البرهان فيها مواقف إريتريا الداعمة للسودان للحفاظ على وحدته واستقراره، وأوضح أن زيارته لأسمرا تهدف إلى إطلاع القيادة الإريترية على مجريات وتطورات الأوضاع!!
وجدد الرئيس الارتري موقف بلاده الثابت والراسخ بالوقوف بجانب الشعب السوداني لتحقيق الأمن والإستقرار وقبلها بحث ايضا البرهان مع وفد مسئولين قطريين القضايا الآنية، وهو الآن بصدد إجراء مباحثات ثنائية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة ذات القضايا
وبالرغم من أن انصاره عزوا زياراته بأنها تصب في تجديد علاقاته مع الحلفاء، بعد سيطرة الجيش على الخرطوم إلا أن الزيارات المفاجئة تؤكد أن جديدا غير مطمئن طرأ على طاولة الجنرال، حملته زيارات المسئوليين الدوليين اليه ،جاء مخالفا لرغبته وهواه السياسي جعله يبحث عن سند وداعم لمواجهة خطة المجتمع الدولي التي تتعارض مع خطته، مع دول حليفة مثل ارتريا، وذلك تحسبا لأي طارئ سيما أن الرئيس الأريتري طمأن البرهان بقوله : (انه يجدَّد موقف بلاده الثابت والراسخ بالوقوف بجانب الشعب السوداني لتحقيق الأمن والاستقرار) وهو تجديد عهد يعني أن الجنرال في مٍحنة وأن زيارته لأرتريا لم تكن تعبيرا عن سعادته بالسيطرة على العاصمة او للبحث عن مشاطرة افورقي لأفراحه!! فالمنتصر لايزور رؤساء الدول لكنه يستقبلهم في بلاده.
وبالأمس أكدت مصادر للزاوية أن المبعوثين الأوربين ابلغوا البرهان بأن ماتم تضمينه في منابر الحوار من نقاط اساسية وجوهرية لحل الأزمة في السودان لاعدول عنه ، والتي تتمثل في ضرورة السلام ووقف الحرب عبر التفاوض وأن لاحل عسكري، بالإضافة لموقفهم الثابت لدعم خيار إستعادة الحكم المدني الديمقراطي
والمصدر لم ينف إن كانت رسائل المسئولين تحذيرية أو انها كشفت عن نية المجتمع الدولي لإستخدام العصا
لكنه أكد أن مؤتمر لندن ربما يكون المرآة التي تكشف توجه المجتمع الدولي إما بفتح ابواب منابر التفاوض من جديد بضمانات لانكوث بعدها أو إستخدام العصا !!
ورجح أن زيارة المسئولين الي بورتسودان كشفت فعليا ماتم التوصل اليه بعلم ومباركة الإدارة الأمريكية.
وتحركات البرهان نحو الواجهات الآمنة له يؤكد أنه على علم ودراية بما هو قادم لذلك دفعت به القيادات الإسلامية لمحاولة ضغط “زر” الإستعانة بصديق !!
وقائد الجيش يعلم أن مآلات عناده لرفض السلام ستأتي بنتائج سلبية وأن إطالة أمد الحرب يعني مزيدا من المتاهة في غابات المجهول
سيما أنه يعيش حالة ” الغرور الهش” الذي يسببه الإصرار على الخطأ والشعور بالخوف من تفاقم العقوبة!!

طيف أخير :
#لا_للحرب

إن كانت الحكومة السودانية ترى أن المحكمة الدولية لم تنصفها في شكواها ضد الإمارات ، فلماذا لاتتخذ موقفا دبلوماسيا واضحا ضدها لتقتص لكرامتها وكرامة شعبها!!
ألم يقل البرهان أنه لايفضل الوقوف في المنطقة الرمادية!!

الجريدة

 

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *