العطا بعيداً عن الكباشي!! السودانية , اخبار السودان
أطياف
صباح محمد الحسن
العطا بعيداً عن الكباشي!!
ذكر بيان الجيش أن الخلاف حول بعض النقاط الجوهرية والتي من بينها إخلاء قوات الدعم السريع من منازل المواطنين أدى إلى عدم التوصل لاتفاق وقف العدائيات، ونتيجة لذلك عاد الوفد إلى السودان.
والجميع يعلم أن عملية الكر والفر التي يمارسها الجيش من مسرح التفاوض لا علاقة لها بهذا الشرط، لأن الوفد في أول مشاركة له بالمفاوضات كان هذا شرطه وقبل تنفيذه انخرط في التفاوض،
وعاد وأعلن انسحابه بسبب عدم تنفيذ هذا الشرط، وقبل الموافقة عليه ذهب للتفاوض للمرة الثانية، وبعدها علقت الوساطة المفاوضات، وبينما الدعم السريع في المنازل خرج الكباشي وأعلن عودتهم للتفاوض، ولم يذكر هذا شرطاً للعودة.
إذاً أن عودة الجيش ومغادرته لجدة لا علاقة لها بهذا الشرط الذي ربما تذكره المؤسسة فقط في بياناتها لتحافظ به على علاقتها مع المواطن
فالخروج المؤقت من المفاوضات بشكل غير نهائي، والدخول إلى قاعاتها بموقف رسمي معلن كقرار نهائي، ما هى إلا حالة من الارتباك التي تعكس على مرآة جدار المعركة خطر الانقسام داخل قيادات الحركة الإسلامية التي تدير الصراع، والذي يجعل القرارات متعددة.
فخروج أحمد هارون من معركة كرتي والعمل (عن بعد) في جبهة يمثلها ياسر العطا تتمسك بالحل العسكري فقط وترفع خيار الحسم بعيداً عن جبهة كرتي التي يمثلها شمس الدين الكباشي التي اختارت التفاوض، وتريد وقف اطلاق النار اليوم وليس غداً
فهارون يرى في ياسر العطا نموذجاً جيداً للقيادة بديلاً للبرهان
ولهذا تجد أن مشاعر الحماس عند العطا في حالة هياج هذه الأيام
فظهوره المتكرر ليس القصد منه التبشير بقرب ساعة الحسم والنصر ولكن الرجل يقوم بحملة تسويقية لنفسه كقائد بديلاً للبرهان تدفعه داخلياً (رؤية) صدام حسين فيه كرئيس، سيما أن (رؤيا) والد البرهان تبددت وذهبت أدراج الرياح.
كما أن هارون والعطا ومنذ زيارة كسلا يسمون مرحلة الحرب بهذا التاريخ، (المعركة الثانية) ويعتبرون أن المعركة الأولى بقيادة كرتي والكباشي فشلت وانتهت دون تحقيق مكاسب لهذا اختارت التفاوض حلاً بديلاً.
لذلك أن عودة الوفد جاءت حسب ما يراه ياسر العطا أن النصر أصبح قريباً، فإن تحقق ستقدم مجموعة هارون رئيساً جديداً بحكومة إسلامية ليس لكرتي وجماعته نصيب فيها وإن لم يتحقق ذلك عاد الوفد إلى جدة وستكون كسلا أسهل المخارج للهروب النهائي لقيادات الحركة الإسلامية، لذلك حرص الجيش في بيانه أن يؤكد أن مغادرته ليست نهائية وذكر ذلك نصاً (يعود الوفد للتشاور، مع الاستعداد لمواصلة المباحثات متى ما تم استئنافها بعد تذليل المعوقات)!!.
طيف أخير:
#لا_للحرب
الرنك ماذا هناك!!
الجريدة
المصدر: صحيفة التغيير