العسكر وزنا المحارم
محمد الصادق
قائد الجيش كرئيس جمهورية القي كلمة الاستقلال السنوية
ولو فعل ذلك بعد عام
وغالبا ما يحدث ذلك لأن الوضع الراهن غالبا ما سيظل كما هو فسيكون العسكر قد استحوذوا علي السلطة مدة ستين عاما بالتمام من سبعين عاما
هي عمر الإستقلال
ففي بداية ٢٠٢٦م سيكون استحواذ العسكر كالآتي:
ابراهيم عبود ٦ سنوات
جعفر نميري ١٦ سنة
عبد الرحمن سوار الذهب ٠١ سنة
عمر البشير ٣٠ سنة
عبد الرحمن البرهان ٠٧ سنة
الجملة …….. ٦٠ سنة
ولذلك قضينا
حوالي ٤٠ سنة من ال ٧٠
في حالة حروب معظمها في الحقبة العسكرية :
عهد النميري ٠٢ سنة حرب
عهد سوار الدهب ٠١ سنة
عهد البشير ٣٠ سنة
عهد البرهان ٠٣ سنة (حتي ٢٠٢٦م)
فالحروب بدأت
منذ العام ٨٣ وحتي ٢٠٢٠م
ثم هذه الحرب الأخيرة
التي بدأت في ٢٠٢٣م ولا تزال .
ويلاحظ أنه في نفس العام ٢٠٠٣م الذي انتهت فيه حرب الجنوب بدأت فيه حرب دارفور والسبب بسيط لأن السلطة ظلت تستمد قوتها من قوة السلاح فكل الذين يريدون الحكم يتخذون البندقية طريقا إلي كرسي السلطة ؛
والآن يتناقش الناس
عن اعادة بناء الدولة
وكيف تكون .. وما هي الأساسيات والأولويات ؟؟
بعض الآراء معتدلة وواقعية وعملية والأخري حالمة وعاطفية ومستعجلة ومتطرفة واقصائية ..
فيما نظن .. يتحدثون عن البرلمان والانتخابات والمحكمة الدستورية وهيكلة المؤسسات
ومكافحة الفساد .. الخ .
ولكن قطاعات كبيرة من الناس متفقة حول ضرورة
توقف الإنقلابات العسكرية .. وحول هذا ندندن .. فهذا هو بيت القصيد
فبدون ذلك سيظل السعي
للوصول للسلطة بالبندقية
وسيستمر في كل الأحيان
ظهور حركات التمرد والتحرر وستعيش البلاد
في دوامة حروب وعدم استقرار .
إن الدّعّامة الذين ساموا الشعب سوء العذاب
خرجوا من رحم الجيش
هذه حقيقة لا يمكن إنكارها واذا كانوا قد طمعوا في السلطة فهذا شيء طبيعي فالحية لا تلد إلا مثلها فهم يرون غرمائهم يحكمون بقوة السلاح .
وكل تاريخ السودان الحديث انقلابات عسكرية
فعشرات من ضباط الجيش نفذوا انقلابات وفشلت ومن ثم تم سجنهم أو اعدامهم ، ولكن هناك من نجح في الوصول للسلطة وفي المكث فيها
سنوات وربما عقود فلذلك فإن منع الحروب يتم عبر وقف الانقلابات وتوقف العسكر عن ممارسة اي سلطة علي كافة المستويات ، وخضوع المنظومة الامنية بالكامل
للسلطة المدنية.
لقد رأينا من قبل كيف رفض حتي معارضو اردوغان الإطاحة به عن طريق الجيش
لأن الشعب وعي الدروس
عبر تاريخه الطويل
وعرف أن لا سبيل للعسكر
للاقتراب من الحكم
وبالأمس جاء الدرس
من كوريا الجنوبية
حيث رفض البرلمان
استعانة الرئيس بالجيش
وفرض الأحكام العرفية
فاضطر وزير الدفاع للاستقالة .
ومن ثم تم عزل الرئيس
ولكن للأسف في السودان
هناك من لا زال يعتقد أن الحكم العسكري هو الأفضل .
لقد تجاوز الناس ذلك منذ زمن بعيد حتي أفريقيا أدركت كنهها والاتحاد الأفريقي لا زال يجمد عضوية السودان بسبب الأنقلاب وللأسف هناك من يزينون للعسكر أنهم الأحق بالحكم بسبب تضحياتهم بالنفس والنفيس
من أجل الوطن
ولكن لو كان هناك ابا وحيدا لديه ابنة وحيدة
ضحي بنفسه ونفيسه
من أجل رعايتها وتربيتها
هل يجوز له أن يتزوجها
لا بالطبع ، بل هو الوحيد
من كل رجال العالم
الذي لا يجوز له ذلك الشيء ، لأنها مَحرَم بالنسبة له .
فحينما يستحوذ العسكر علي الحكم فذلك كمن يزني ببنته..
أعوذ بالله من غضب الله
□■□■□■□■
>>> تذكرة متكررة
نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات .. وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
قبل الركوع الثاني
في الصبح
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
((واخرجوا الناس من ديارهم
بغير حق))
واسترهبوا الناس
النساء والاطفال وكبار السن
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا..
فالله (قادر)
والله (غالب)
ودعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك :
{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی
لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة