اخبار السودان

العدالة لا تتجزأ …!!

صفاء الفحل

 

عصب الشارع

صفاء الفحل

الموضة هذه الأيام وعلى طريقة (الشو) وشوفوني أنا بطل وفي منتصف المعركة يبث البعض مقاطع لمحاكمات ميدانية مقززة وبطريقة (تنمريه) سخيفة وسط الدماء والإنكسار والدموع لأسرى أو متعاونين كما يزعم من خلال البث مع بعض أسرى الحرب وهو لاحول له ولا قوة ، مقيد الأطراف وهي محاكم جزافية غير إنسانية وتحمل نوعاً من التشفي وليس العدالة حيث أنها تقام ب(الإشتباه) ويتم فيها نزع الإعتراف تحت التعذيب والترهيب ليقر فيها ذلك المحاصر تحت أيادي الجلادين بأشياء لم يرتكبها خوفاً من إستمرار جحيم ذلك التعذيب ارضاءاً لغرور من يقوم بتصويره .
والمتهم بريء حتى تثبت إدانته في كل قوانين العالم ولا يمكن الحكم على شخص من قبيلته أو مكان تواجده خلال المعركة وقد وجد العديد أنفسهم متهمين لمجرد تواجدهم في المنطقة الخطأ وانتماءه للقبيلة الخطأ وسط هذه (الهوشة) والفوضى الأمنية والإفلات من المساءلة بينما المجرمين الحقيقيين قد رحلوا فالذي يرتكب جريمة لن يظل ينتظر في موقع الجريمة وهو يعلم مصيره إذا ما تم القبض عليه ليقع (الضعفاء) ومن لا يملكون القدرة على الهروب أو انهم لا يودون الهروب وفي دواخلهم أنهم لم يرتكبوا جرم يدفعهم لترك منازلهم والهروب ليدفعوا في ظل غياب العدالة ثمن جرم إرتكبه آخرون.

ولا أحد يرفض العدالة ولا نؤسس أبداً لأن يفلت من أجرم في حق الوطن والمواطن من العقاب ولكنا نطالب بأن يكون ميزان العدالة بكفتين لا كفة واحدة وأن تشمل الجميع بلا استثناء، وأن تفصل على مقاس الجرم فالذي يسرق ليس كمن يقتل ويغتصب ولا فرق بين من يرتكب جرم بإسم الدعم السريع او الإستنفار، ويجب أن يدخل الجميع دائرة المحاسبة فالجريمة لا تسقط بالتقادم وبالتالي فإن (كيكل) مثلا وقوات درع البطانة يجب أن تحاسب عن ما فعلته قبل تحولها من الدعم السريع إلى الإستتفار وما يقوم به بعض المستنفرين من سرقة لمنازل المواطنين هذه الأيام يجب أن تشملها أيضاً العدالة المفترضة وحتى جريمة فض الإعتصام وقتل الثوار يجب أيضاً أن تدخل في مظلة العدالة فما يدور اليوم من قتال ودمار تم من أجل وأد العدالة ولكنها ستظل فلا يضيع حق وراءه مطالب .

والافلات من العقاب والهروب من دائرة المحاسبة هو ( أس ) مشكلة الوطن اليوم ولن يستقيم عود الوطن دون إستقامة ظل العدالة فيه وهو أمر صعب المنال مع الإستمرار في إرتكاب الجريمة في محاولة لمحو آثار جريمة سابقة وفي ظل هذه المجموعة الإنقلابية التي تدعي قيادة البلاد بينما هي نفسها مطلوبة للعدالة ولا مجال لإصلاح الحال الا بزوالها.
عليه فإن الثورة يجب أن تستمر حتى يتولى من يبسط العدل ..
وان تكون المحاسبة والقصاص وعدم الافلات من العقاب راية مرفوعة ..
والرحمة والخلود لشهدائنا..
الجريدة

 

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *