إنتاج الصمغ العربي تراجع جراء وقوع معظم مناطق الإنتاج في محاور الاشتباكات ومواجهة المنتجين صعوبات كبيرة في العمل.
الخرطوم: التغيير
تراجع إنتاج الصمغ العربي خلال فترة الحرب في السودان إلى حوالي 60%، خاصةً وأن معظم مناطق الإنتاج في إقليمي كردفان ودارفور.
وتأثرت الأسواق العالمية بالحرب السودانية لجهة أن البلاد تنتج 70% من الإنتاج العالمي حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 9% بحسب تقارير البورصة، فيما استفادت دول تشاد والنيجر ومالي من الوضع في السودان بزيادة صادراتها.
ويبلغ طن الصمغ العربي من نوع الهشاب 3150 دولار في الاسواق العالمية فيما كانت الأسعار 2200 قبل الحرب.
ويُستخدم الصمغ العربي كمستحلب طبيعي في البضائع الاستهلاكية مثل الحلوى والدواء والمياه الغازية ومستحضرات التجميل في جميع أنحاء العالم.
تراجع
وأوضح رئيس شعبة مصدري الصمغ العربي أحمد الطيب العنان في تصريح صحفي، أن صادرات السودان قبل الحرب، تقريباً كانت في أحسن أحوالها تتراوح ما بين 120 إلى 150 ألف طن، بينما تراجعت بعد الحرب في 2023م وانخفضت بنسبة 60% عن الكمية السابقة، وتوقع مزيداً من الانخفاض في ظل استمرار الحرب.
وبحسب حديث سابق للعنان لـ(التغيير) أكد توقف 180 شركة من جملة 187 شركة، مشيراً إلى أن حجم عائدات الصمغ العربي كانت تصل في العام لـ150 مليون دولار، واصفا الرقم بالمتواضع.
ولفت إلى أن معظم مناطق الإنتاج تقع في محاور الاشتباك في ولايات كردفان ودارفور، وأن المنتجين يجدون صعوبة كبيرة في العمل.
قطع جائر
يقول الخبير المعروف في مجال الصمغ العربي د. عصام صديق لـ(التغيير)، إن الحرب تسببت في قطع مساحات كبيرة من غابات الصمغ بشقيه الطلح والمن في ظل غياب غاز الطهي وتفشي العطالة لتوقف الأعمال خاصةً القطاع الصناعي والنزوح إلى مناطق الحزام خاصة حاملي السلاح.
وأوضح صديق بأن قطع الغابات كان موجوداً قبل الحرب في فترات السلم، حيث كان منسوبو القوات النظامية هم الأكثر قطعاً لغابات الصمغ لوجودهم في مناطق حزامه.
رفع الوعي
وأضاف صديق: هناك إيجابية ففي غياب الصناعة والكهرباء والبطالة أوجدت الحاجة للطلح والمن في السوق النهائي (B2C) بيع للخام في عبوات أقل من واحد كيلو بذلك السوق مما رفع الوعي به وسط المستهلكين الجدد الذين استفادوا من الثورة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي مثل التيكتوك مما يرفع الطلب والعائد للمنتجين خاصة ويخلق فرص عمل هائلة وتنشط تجارة الشنطة للخام بدلاً من حطبه خاصة صمغ الطلح.
المصدر: صحيفة التغيير