الحزب الشيوعي السوداني طالب بعمل عاجل للضغط من أجل وقف أي دعم أو تواطؤ سياسي أو عسكري مع الأطراف المسؤولة عن الانتهاكات.
الخرطوم: التغيير
أدان الحزب الشيوعي السوداني، “المجازر المروّعة” التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المدنيين في مدينتي الفاشر وبارا ومناطق أخرى في كردفان ودارفور؛ وشدد على موقفه الحاسم ضدها، فيما استنكر انسحاب الجيش من الفاشر ووصفه بأنه “تصرف غير مسؤول”.
وأعلنت قوات الدعم السريع الأحد الماضي، السيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، بعد حصار طويل ومعارك عنيفة استمرت منذ مايو 2024، وأعقب ذلك انتهاكات واسعة بحق المدنيين.
عنف ممنهج
وقال المكتب السياسي للحزب الشيوعي في بيان اليوم، إنّ مليشيات الدعم السريع تواصل ممارسة العنف المنهجي ضد المدنيين العُزّل: الإعداماتٍ الميدانية، والاعتقالاتٍ التعسفية، ونهب وتخريب الممتلكات، وعمليات التهجير الجماعي وإجبار السكان على النزوح…. وغير ذلك مما ترصده وتؤكده تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإعلام.
وأضاف أن “هذا العنف الجهنمي الممنهج هو نتاج لكل الحروب التي عاشتها بلادنا بهمجيتها وعدم تقديم مرتكبيه للعدالة؛ إن الإفلات من العقاب لم يكن يومًا طارئًا أو استثناءً، بل هو سببٌ مركزي في تكرار الجريمة”.
واعتبر أن “استمرار غياب المساءلة أعاد إنتاج مناخٍ يسمح بعودة جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق سكان المدن والقرى بمجرد انسحاب قوات النظام أو تراجعها، كما في بارا والفاشر”.
وقال الحزب: “ما نعايشه اليوم هو امتداد لنهجٍ رُسِّخ منذ مجازر دارفور الأولى؛ لذا فإن مواجهة هذه الجرائم تتطلب محاسبةً حازمة وفورية لجميع المسؤولين عن إصدار الأوامر وتنفيذها”.
وأكد أن “عدم ترتيب تأمين المدنيين العزل، وانسحاب الجيش من مدينة الفاشر الصامدة لأشهر في وجه مليشيا الجنجويد، هو تصرف غير مسؤول ويستحق الإدانة والمحاسبة، فواجب الجيش الأول والأهم هو حماية المواطنين والوطن لا حماية نفسه”.
نداء إلى العالم
ووصف الحزب ما يجري بأنه ليس صراعًا عسكريًا حول السلطة فحسب، بل هو مشهدٌ مركب يمثل صراعًا بين أجنحة الرأسمالية الطفيلية داخل البلاد حول السلطة والموارد، و”في الوقت ذاته مخطط إقليمي/ دولي/ إمبريالي يستهدف إضعاف الدولة السودانية وتهيئة ظروف التفكيك والتقسيم لاستنزاف مقدرات الشعب وثروات البلاد وانتهاك السيادة الوطنية”.
وقال إن “هذا البعد السياسي والاقتصادي (المحلي والإقليمي والدولي) للصراع يحمّل المجتمع الدولي مسؤولية مضاعفة للتدخل الفوري لوقف هذه الحرب وتلك المجازر”.
ووجه الحزب نداء إلى العالم من أجل التضامن الأممي مع الشعب السوداني، ودعا إلى تحركات شعبية في كل العالم من أجل الوقف الفوري للحرب في السودان والتضامن مع شعبه.
وطالب بتحويل “البيانات الناعمة” والنداءات الشكلية إلى خطوات عملية لحماية المدنيين وفتح الممرات الإنسانية للسكان وإيصال الإغاثة، وإجراء تحقيقات محايدة ومستقلة في كل جرائم الحرب في بلادنا.
وطالب الحزب بوقفٍ فوري لإطلاق النار، وإعلان هدنة إنسانية، وفتحٍ كامل للممرات الإنسانية إلى الفاشر وبقية مناطق دارفور وبارا وكامل شمال وجنوب كردفان ومناطق ومعسكرات النازحين، مع ضمان حماية قوافل الإغاثة.
كما طالب بتحقيقٍ دولي مستقل، سريع وشفاف في جرائم الحرب، وتقديم كل من ارتكب أو أمر أو ساهم في الجرائم للمثول أمام العدالة.
ودعا الحزب إلى عمل عاجل من شعوب العالم وقواه الديمقراطية ومنظماته الحقوقية للضغط على الدول والهيئات الدولية لوقف أي دعم أو تواطؤ سياسي أو عسكري مع الأطراف المسؤولة عن الانتهاكات.
المصدر: صحيفة التغيير