«الشيوعي»: الحل للخروج من الوضع الكارثي يكمن في أيدي السودانيين
قال المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، إنه منذ اندلاع حرب القوى المضادة للثورة وجنرالاتها، يشتد أوار الحرب فى كل بقعة من بقاع العاصمة الخرطوم ومدن دارفور وكردفان وتمتد حتى ولاية الجزيرة وسوف تتمدد إلى أماكن أخرى إذا ما تواصلت.
الخرطوم:التغيير
وأشار في بيان، اليوم الثلاثاء، إلى أنها حرب ضروس تستهدف إنسان هذا البلد اطفالاً ونساء ورجالاً بكل ويلاتها من قتل للمدنيين وترويع واغتصاب واعتقال واختطاف وسلب ونهب وتدمير للبنى التحتية ومؤسسات الدولة العامة والخاصة ودور العلم والثقافة.
ولفت إلى أن الحرب تسببت في تهجير قسري ونقص مريع في خدمات الصحة والمياه والكهرباء، وتوقف عملية الإنتاج وتوفير الغذاء مع تدمير ونهب للمصانع والمخازن.
كما لفت البيان، إلى توقف صرف أجور العاملين والعاملات، الشيء الذي فاقم من معاناة قوى البلاد العاملة فى كل القطاعات وأسرهم. بجانب الفشل الذريع فى فتح المسارات وإيصال المساعدات للمتضررين فى العاصمة والولايات، مشيراً إلى تنامي المخاوف من أن تتحول هذه الحرب إلى حرب قبلية إثنية أو عنصرية تمتد إلى الدول المجاورة آخذين فى الاعتبار التداخل القبلي الواسع فى أفريقيا.
ورأى الحزب الشيوعي، أن المجتمع الإقليمي والدولي عاجز عن إيقاف الحرب بالاكتفاء بدعواته المتكررة إلى إيقاف الحرب، وفتح المسارات وإعلان إحصائيات القتلى والنازحين واللاجئين.
وثمن الحزب الشيوعي، المبادرات الدولية التي تمت، وأولها مبادرة جدة برعاية وجهود المملكة العربية السعودية وأمريكا والتي توصلت إلى حوارات غير مباشرة بين طرفي الاقتتال وكانت حصيلتها إحدى عشر هدنة وللأسف لم تفلح جميعها فى الغرض منها بإيقاف الحرب وفتح المسارات لإيصال العون الإنساني للمتضررين.
كما أشار البيان، إلى أن المحادثات في جدة قد توقفت لفترات لأسباب ليست كافية أو مقنعة، منها ما ذهبت اليه أمريكا من أن الطرفين المتقاتلين لا يلتزمان بالهدن، أو أن المحادثات لن تتواصل إلا إذا طلبا ذلك.
وأضاف البيان، أن أمريكا لجأت بعد ذلك إلى سن عقوبات على شركات يملكها الجيش والدعم السريع، ولكن من خلال التجارب الدولية، فإن هذا النوع من العقاب لا يجدي فتيلا خاصة فى مثل هذه الحرب.
وتابع “مؤخرا بتاريخ 10 يوليو انعقدت قمة منظمة الهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد) التى قاطعها الجيش، بحضور ممثلين للولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وعدد من دول الإقليم ودول الجوار حيث خرجت بمناشدات لإيقاف الحرب ووقف غير مشروط لإطلاق النار وفتح المسارات لإيصال المساعدات للمتضررين وانه لا يوجد حل عسكري للصراع”.
كذلك، انعقدت قمة دول جوار السودان التي تتأثر كثيرا بهذه الحرب وتداعياتها واكدت على سيادة السودان وعدم التدخل في شؤونه وناشدت الطرفين بإيقاف الحرب وتكوين آلية وزارية لايقافها، وقد مضى زمن ليس بالقصير على كل ذلك والحرب تودي بأرواح المدنيين وتفاقم من معاناتهم.
الحرب مستمرة بأعنف ما يكون
وأوضح البيان، أن الحرب مستمرة بأعنف ما تكون فيما ويتواصل إمداد الطرفين بالسلاح والعتاد من دول مجاورة، وهو أمر محظور، دون أي عقاب للفاعلين من قبل مجلس الأمن.
وحسب البيان، فقد كشف حزب المؤتمر الوطني المحلول بمشاركة قياداته الهاربة من السجون، عن دوره فى الحرب وأهميتها لبقائه (وعودته للحكم ثانية) وذلك فى جولة لقياداته بشرق السودان، طالبا فيها تجنيد وتدريب الشباب للحرب دعما للجيش.
وأكد الحزب الشيوعي أن الحل للخروج من هذا الوضع الكارثي الذي يهدد بقاء السودان يكمن في أيدي بنيه وبناته.
ودعا لمواجهة الوضع الراهن بالاصطفاف فى جبهة شعبية عريضة ضد الحرب وتداعياتها ويوحد المبادرات الوطنية والجبهة النقابية التى تقف ضد الحرب ويستنفر لجان المقاومة والقوى المدنية والأحزاب والتنظيمات النسائية وأن يعملوا بجد عبر كافة الوسائل والسبل؛ بتسيير المواكب ورفع المذكرات والوقفات حتى تقف الحرب وتصل المساعدات الإنسانية للمتضررين ويعود النازحون واللاجئون إلى ديارهم وتسترد ثورة ديسمبر زخمها لتحقيق أهدافها واستدامة السلام ومفارقة سياسات التبعية والفقر والتخلف والانطلاق إلى رحاب الدولة المدنية الديمقراطية ذات السيادة الوطنية.
المصدر: صحيفة التغيير