بحسب تقرير مبدئي صادر عن المشرحة، فإن الوفاة لم تكن نتيجة الشنق كما يوحي المشهد، إذ أظهرت الفحوص الطبية أن الضحية فارق الحياة قبل ربطه بالحبل، مع وجود تورم واضح في الرأس والوجه..
التغيير: عطبرة: كمبالا
حصلت «التغيير» على معلومات جديدة بشأن حادثة اغتيال الناشط المجتمعي المعروف، مبارك جابر “بيوضة” في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، والذي عُثر على جثمانه يوم الأحد الماضي، ملقى قرب سيارته من طراز “كريز” في حي الثورة، أحد الأحياء المأهولة بالسكان، بينما تشير المعطيات إلى أن الوفاة وقعت يوم السبت، وأظهرت الصور المتداولة أن رأسه مربوط بحبل إلى عمود كهرباء.
وبحسب تقرير مبدئي صادر عن المشرحة، فإن الوفاة لم تكن نتيجة الشنق كما يوحي المشهد، إذ أظهرت الفحوص الطبية أن الضحية فارق الحياة قبل ربطه بالحبل، مع وجود تورم واضح في الرأس والوجه.
ملابسات الجريمة
الراحل، الذي تجاوز منتصف الخمسينيات، عُرف في عطبرة بأعماله التطوعية والخيرية، لاسيما بدعمه لمبادرات الشباب ومركز غسيل الكلى و”شارع الحوادث”. ورغم امتلاكه سيارة، إلا أنه لم يعتمد عليها كمصدر رزق، إذ كان يستخدمها أحياناً في أنشطة مرتبطة بتأجير أنظمة الصوت (ساوند سيستم)، بينما كان وضعه المادي مستقراً وميسوراً. وعند العثور على جثمانه، وُجدت مقتنياته الشخصية كاملة، بما في ذلك هاتفه وأمواله داخل السيارة، ما استبعد فرضية السرقة كدافع للجريمة.
ووقعت الجريمة في حي الثورة المجاور لحي الوحدة، وعلى مقربة من حي الطراوة العشوائي التي نشأ مؤخراً بفعل تداعيات الحرب.
ويشير سكان محليون إلى ارتباط توسع هذه الأحياء بتصاعد معدلات الجريمة، مستشهدين بحوادث سابقة بينها مقتل شاب يُدعى مصطفى قبل ثلاثة أشهر على يد مدمنين لمخدر “الآيس” بهدف سرقة هاتفه.
ويقول مواطنون لـ«التغيير» إن عطبرة تعيش أسوأ أوضاعها الأمنية في ظل انتشار العشوائيات وعصابات “9 طويلة”، إلى جانب تفشي المخدرات، مما جعل حياة السكان أكثر عرضة للخطر.
التحقيقات الجارية
وفق متابعات «التغيير»، أوقفت الشرطة عدداً من المشتبه بهم، بينهم رجال ونساء، غير أنها لم تكشف حتى الآن عن نتائج التحقيق أو دوافع الجريمة. وفيما ترددت روايات غير مؤكدة تشير إلى أن الدافع قد يكون شخصياً، وأن الضحية ربما استُدرج عبر “مشوار”، لم تُصدر السلطات أي توضيح رسمي يؤكد هذه الفرضية.
وأثار مقتل بيوضة صدمة كبيرة بين أهالي عطبرة، الذين وصفوه بأنه “رمز إنساني” وصاحب أيادٍ بيضاء في خدمة الناس، مشيرين إلى أنه كان من أبرز أبناء المدينة حضوراً في العمل الخيري والطوعي.
المصدر: صحيفة التغيير