اخبار السودان

السُودان الجدّيد لايُبني بعقلية الخِداع والتزوير (١)

نضال عبدالوهاب

نضال عبدالوهاب

 

إلي الضاليّن المُضليّن في الحركة الشعبية “عقلية خالد كودي وأمثاله نموذجاً”

 

بدايةً ليس من عادتي الرّد “الشخصي” خاصة غير المُتعلق بالحوار الجاد والديمُقراطي ، أو غير المُفيّد والإيجابي ، أُحاول دائماً نقد “العقليّات” والأفكار “الموضوع” والصراع “الفكري” حولها ، وصولاً لرؤية سليمة وصحيحة قدر المُستطاع…

في مقالين “طويلين” حاول خالد كودي أحد أعضاء الحركة الشعبية شمال ، الردّ علي نقدّي لتحالف الحركة مع “المليشيا” ووقوفي ضده وبقوة وبوضوح تام ، وقام بنشره في موقع الحركة الرسمي ومنصات أُخري “مقرؤة” ، مارس فيه “التضليّل” والكتابة التي أسميها “من العقل الباطِن” أي غير المحتوية علي حقائق أو إستنتاجات صحيحة ومُنصفة ، وإنما فقط عبارة عن “توهمّات” و”إسقاطات” عقلية ونفسيّة تربت علي “رفض” الثوريين وطرحهم من الذين لايمثلون إثنيات ومناطق من أُصطلح عليها باهل الهامش ، أو أتوا من مجموعات مُصطلح “الجلابة” أو المركز بصورة أقرب إلي مُمارسة “عُنصرية” واضحة و”مكبوتة” تجاه كُل من هو قادم من تلك البئيات والإثنيات ولايتفق مع طرح “الخط السياسِي” الحالي للحركة أو أحد قراراتها ، و”كودي” هو أحد “الصارخين” وبصورة مُلفتة وشبه يومية الآن ويحاول الرد علي “كُل شئ” ، ومُنذ توقيع الحركة الشعبية شمال لتحالفها السياسِي والعسكري مع “الجنجويد” ومليشيا الدّعم السرّيع ، ولعله بذلك يُريد إيجاد موقع له بارز أو مؤثر داخل “الحركة” وهذا حقه لانسلبه إياه ولاينبغي ذلك ، فالطموح “مشرّوع” للجميّع ولكن له أُسسه وضوابطه ، وغير مُنفتح هكذا ، إلا أذا قبلنا بأن تكون بوابته هي “التطبيّل والتضليّل” و”تكسير التلج” “اليومي” للوصول لأهداف “شخصيّة” ، لا علاقة لها من قريب أو بعيّد برؤية ومشرّوع السُودان الجديد وتحقيقه علي الأرض ، هذا المشرّوع الذي أعتبر نفسي أحد دعاته والمُبشرين العاملين لأجله في السُودان ، وأحد المؤمنين به “طواعيّةً” لا “كُرهاً” ودون طمّع لقرب من أحدٍ أو جماعة ، أو تنظيّم أو فصيّل مُسلح ، وأنني أصبحت حليفاً وصديقاً للحركة الشعبية شمال مع إختلافي علي ضوء ذلك ، فالأصل و الأساس عندي دائماً وسيظل هو مصلحة السُودان وشعبه والعدالة الإجتماعية فيه ودولة المواطنة الكاملة والحقوق المتساوية والحريات ومع حقوق الكادحين والمظلومين والمُهمشيّن والضُعفاء ودون أي “مواربة” أو إلتفاف وضد الفاسدين والنهابين والقتلة والمُجرميين ومشاريعهم فيه ، ولا أحتاج لشهادات من أحد وأفعل مايمليه عليا ضميري الأنساني أولاً ومبادئي وتفكيري السياسِي.

سأذهب إلي ما حاول “خالد كودي” التشويش علي مواقفي المعلومة للكثيرين والمُزائدة عليها ومحاولات تبخيسها أو التقليل منها ، وكان من آخرها رفضي ووقوفي ضد إتفاق وتحالف الحركة مع “مُجرمي” الجنجويد ومليشيا الدّعم السرّيع ، كتب في مقاليه أنني مع “إصلاح” شكلي ومحافظة للمؤسسات وعلي رأسها الجيش دون الذهاب للتفكيك أو الإصلاح من الجذور ، وهذا ليس صحيحاً بالمُطلق ، ففيما يخص “الجيش” بالذات قد كتبت عنه كثيراً وعن كيفية بنائه وإصلاحه من الجذور والأساس وبوضوح مع توضيح كافة جرائمه وأخطائه في حق السُودانيين في “الماضي” و”الحاضر” ، وكان يمكن له إن كان “مُنصفاً” وباحثاً عن الحقيقة وليس “تغبيش” الوعيّ الرجوع لها وبكُل سهولة ويُسر حتي من داخل موقع الحركة الشعبية الرسمي ، والذي كان ينشرها لي وتقرأها عضويتها وغيرهم ، ، “كودي” بذلك يُريد مُمارسة “لووي” الحقائق والإلتفاف عليها لخلق رائ عام ضدي وضد “عموم” طرحي وأرائي من بين الكثير من الأصدقاء هنالك والرفاق من عضوية الحركة الشعبية ، أو المؤمنين برؤية السُودان الجديد أو حتي عامة السُودانيين علي إختلافاتهم السياسِية والفكرية.

كذلك كتب أنني لم أُمارس نقداً لتحالفات أو أتفاقات مع المليشيا وحتي الجيش بعد “الثورة” أو مع المليشيا وبقية القوي المدنيّة السياسية وغض الطرف عن هذا ، وهذا أيضاً “كذب” واضح وعلي أحسن الأحوال تعمّد للخداع ، فمعارضتي للتحالف مع المليشيا أو التقارب معها مع بقية القوي السياسِية والمدنية والكتابة الدقيقة ضد ذلك و”الحديث” موجود ومؤثق ، وكان أيضاً يمكنه إجهاد نفسه بالبحث قليلاً في هذا قبل مُحاولات طمّس الحقائق هذه ، فشخصي ظل من الرافضيّن وبقوة لإعلان “تقدم” مع المليشيا في إعلان أديس ، وقبلها للإتفاق الإطارئ وكتبت بتركيز في كُل هذا العديد من “المقالات” وأوضحت فكرتي مع البدائل “الثورية” للوصول لحلول واقعية وليس فقط “شعارات” كما حاول “كودي” أن يقول في مقاليه.

كذلك حاول الرد عليّا فيما يختص إلتزامي بتوضيح الجانب “المبدئي” و”الأخلاقي” من جرائم مليشيا الدعم السرّيع والجنجويد ، وإعتبار هذا إدعاء مني للنقاء الثوري ومُزائدة سياسِية ، ولأنه يعلم يقيناً السجل الإجرامي الكبير في تركيبة وعقلية هذه المليشيا قبل سلوك أفرادها ، حاول ويحاول بإستمرار الدفاع عن تحالف الحركة معهم ، وظل يُردد ويسرد في مُبررات لم ولن تُجمّل هذه المليشيا ، وأخذ يحدث عن كيفية بناء المُصالحات ، وإعادة بناء ودمج هؤلاء المُجرمين في الجيش الجديد ، وأنهم ضحايا للمركز وصنيعتهم وووو … ، والغريب أنه حتي كلمة إصلاح التي حاول ذمي بها قام بتوجيهها للمليشيا فقال بأنهم بالإتفاق هذا يعملون علي إصلاح مؤسسة الدعم السريع بناء علي أنهم ضحايا ومن الهامش ويتبعون الآن مشروع السُودان الجديد ، يقول كودي هذا مُتناسياً وبعمّد أن هذه المليشيا قائمة علي مبدأ الإنتهازية للوصول لأهداف وأطمّاع ذاتية لقادتها وقبلية عنصرية ، وأنهم ظلوا يتنقلون ويركبون موجة كُل جماعات كي يحققوا أهداف النهب والسُلطة والنفوذ والتمكيّن الإقتصادي ، مُستخدمين مع هذا كُل وسائل الجرائم وأفظعها ، فقد ركبوا موجة الدين والشريعة ، ثم موجة المدنية الديمُقراطية ومُعارضة “الفلول” ، ثم موجة تحطيم دولة ٥٦ والوصول لدولة المُهمشين ، وأخيّراً جاؤا لموجة المواطنة والعلمانية ومشرّوع السُودان الجديد ، و”عادي” غداً يمكنهم العودة لمربع “الديّن والشريعة وهكذا؟؟؟ ، فتحالفهم مع الحركة إذاً هو “تكتيكي” إنتهازي بمثل ما يُريد هذا البعض أيضاً داخل الحركة الشعبية بإعتبار أن العدو هو المركز وإنهاء دولة “الجلابة” وباي وسيلة؟؟؟

نواصل في الجزء القادم الرد علي عقليات التضليل والتزوير هذه وبراءة مشرّوع ورؤية السُودان الجديد منها…..

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *