أودت سيول وأمطار غزيرة بحياة 9 أشخاص في شمال السودان، وتسببت في انهيار منازل ومحاصرة أحياء، فيما تضررت مزارع وقرى في ولاية القضارف شرقي البلاد..
التغيير: الخرطوم: وكالات
قضى 9 أشخاص في شمال السودان جراء انهيار منازل بفعل سيول اجتاحت مدينة الدامر بولاية نهر النيل، بعد أمطار موسمية غزيرة تسببت أيضاً في محاصرة أحياء كاملة وتوقف حركة المرور على طرق رئيسية.
وقال مصدر في الدفاع المدني لـ «وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء، إن تسعة أشخاص لقوا حتفهم نتيجة انهيار منازلهم في مدينة الدامر»، مشيراً إلى أن «المياه ما زالت تحاصر خمسة من أحياء المدينة.
وشهدت مناطق شمال السودان، الثلاثاء، هطول أمطار غزيرة تحولت إلى فيضانات وسيول غمرت أجزاء من الطريق الرابط بين الخرطوم وعطبرة.
وفي ولاية القضارف شرقي البلاد، أعلنت الدوائر الحكومية تضرر 600 منزل وغمر المياه لنحو 8500 فدان من الأراضي الزراعية.
وقالت غرفة طوارئ الخريف، إن السيول عزلت قرى وقطعت طرقاً رئيسية، مطالبة بتدخل عاجل من المنظمات الإنسانية لتوفير الغذاء والمأوى والأدوية للمتضررين في مدينتي القلابات الغربية وقلع النحل. وتُعد القلابات الغربية إحدى أهم مناطق إنتاج الذرة والسمسم والفول السوداني.
تهديد بالفيضانات
وفي الأثناء، أصدرت الهيئة العليا للأرصاد الجوية تحذيراً «برتقالياً» شمل ولايات الخرطوم ونهر النيل والنيل الأبيض، منبهة إلى خطورة عالية لاحتمال هطول أمطار غزيرة مصحوبة بزوابع رعدية ونشاط رياح قد تتسبب في جريان عالٍ للمياه.
يُشير هذا التحذير إلى توقع سقوط أمطار كثيفة في غضون 24 ساعة، بما قد يتجاوز 115.6 مم، مما يرفع تهديد الفيضانات وانقطاع الخدمات وحرّك الأرض بشدة. وهو ينبّه المواطنين إلى ضرورة الاستعداد بالبقاء في أماكن آمنة واحتواء مستلزمات الطوارئ للتقليل من خطر هذه الظروف القاسية.
وتبلغ الأمطار الموسمية ذروتها في السودان عادة خلال أغسطس، وتتركز غالباً في جنوب وجنوب شرقي البلاد، غير أنها امتدت في السنوات الأخيرة لتصل إلى المناطق الصحراوية شمالاً حتى الحدود مع مصر.
وخلال العقد الأخير تسببت السيول المتكررة في السودان، في خسائر بشرية ومادية واسعة، وفاقمت معاناة المجتمعات الريفية الهشة التي تعاني أصلاً من الحرب وانهيار البنية التحتية.
وزتستمر الحرب في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى وأكثر من 10 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها.
ومع انهيار مؤسسات الدولة وتعطل الخدمات، تراجعت قدرات الاستجابة للكوارث الطبيعية، إذ لم تعد السلطات قادرة على صيانة شبكات الصرف أو تجهيز مراكز إيواء.
وباتت المجتمعات المحلية تواجه السيول والفيضانات بمفردها، فيما تعرقل المعارك وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية في بلد يواجه أصلاً أسوأ أزمة نزوح في تاريخه الحديث.
المصدر: صحيفة التغيير