حسن طه

السودان يتصدر قوائم الديون العالمية لكن لا أحد يتحدث عنه

أكثر دول العالم مديونية ليست اليابان، بل السودان.

أزمة ديون السودان: الأولى عالميًا، والأخيرة في عناوين الأخبار

السودان: عملاق الديون الذي لا يراه أحد
على رأس قائمة الديون، في آخر العناوين دين السودان حقيقي. الصمت مُطبق.
في الواقع، يتصدر السودان قائمة الدول الأكثر ديونًا في العالم، ولكن غالبًا ما تُغفله وسائل الإعلام الرئيسية.
إليكم السبب:ما هو حجم ديون السودان؟يُعد وضع ديون السودان من بين الأكثر تفاقمًا في العالم حاليًا.
إليكم تفصيل واضح: ديون السودان في عام ٢٠٢٥ إجمالي الدين الخارجي:
يُقدر بأكثر من ٥٦ مليار دولار أمريكي وفقًا لتحليل حديث لصندوق النقد الدولي.يشمل ذلك المتأخرات والالتزامات طويلة الأمد تجاه العديد من الدائنين الدوليين.
جهود تخفيف أعباء الديون:
السودان جزء من مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون (HIPC)، التي تهدف إلى خفض ديونه.
إذا استُوفيت جميع الشروط، فقد ينخفض دين السودان إلى:
28 مليار دولار عند نقطة القرار
6 مليارات دولار عند نقطة الإنجاز
ماذا يعني ذلك ببساطة
يُدين السودان بمبلغ ضخم أكثر من 56 مليار دولار. ولكن هناك برنامج دولي خاص يُسمى “الدول الفقيرة المثقلة بالديون” (HIPC) يُساعد دولًا مثل السودان على خفض ديونها.
إليكم آلية عمله:
نقطة القرار
هذه هي الخطوة المهمة الأولى.
إذا استوفى السودان شروطًا معينة (مثل تحسين اقتصاده وحوكمته)، سيقول العالم:  “حسنًا، سنخفض ديونكم إلى 28 مليار دولار”.
نقطة الإنجاز
هذا هو الهدف النهائي. إذا واصل السودان التقدم واستوفى جميع المتطلبات، فعندئذٍ:  “سنخفض ديونكم أكثر إلى 6 مليارات دولار فقط”.
باختصار:
يبدأ السودان بديون قدرها 56 مليار دولار.إذا سارت الأمور على ما يرام، فقد يصل إجمالي الدين إلى 6 مليارات دولار فقط وهو ما يُمثل ارتياحًا كبيرًا.
يشبه الأمر أن يُقال لك إنك مدين بمبلغ 56,000 دولار، ولكن إذا اتبعت خطة والتزمت بها، فلن تضطر لدفع سوى 6,000 دولار. فرق شاسع.
هذا هو الجهد الذي بدأه حمدوك وأوقفه جهد الحزب الشيوعي وانقلاب الجيش السوداني.
نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي:
تبلغ نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في السودان حاليًا 252%، وهي الأعلى في العالم حتى أنها أعلى من نسبة اليابان البالغة 235%.
هذا يعني أن السودان مدين بأكثر من ضعفين ونصف ما ينتجه اقتصاده سنويًا.
لماذا دين السودان مرتفع جدًا؟
الصراعات الأهلية وعدم الاستقرار السياسي
الانهيار الاقتصادي والتضخم
صادرات محدودة وضعف العملة
متأخرات متراكمة على مدى عقود
ولماذا لا يكون السودان في صدارة القائمة؟
في الواقع، يتصدر السودان تصنيفات الديون العالمية، ولكن غالبًا ما يتم إغفاله في التغطية الإعلامية السائدة. إليكم السبب:
السودان في المرتبة الأولى ولكن غالبًا ما يُغفل
التصنيف الرسمي:
يتمتع السودان بأعلى نسبة دين إلى الناتج المحلي الإجمالي في العالم: 252% اعتبارًا من عام 2025.
هذا أعلى من اليابان (235%) وسنغافورة (175%) واليونان (142%).
لماذا لا يُسلَّط الضوء عليه دائمًا:
تحيز وسائل الإعلام تجاه الاقتصادات المتقدمة:
تحظى دول مثل اليابان أو الولايات المتحدة باهتمام أكبر نظرًا لنفوذها العالمي.
يصعب التحقق من بيانات السودان: فالصراع المستمر وضعف المؤسسات يعنيان قلة موثوقية التحديثات.
تركيبة الدين معقدة: فمعظم ديون السودان متأخرة السداد أو مستحقة لمؤسسات دولية، مما يجعلها أقل وضوحًا في الأسواق المالية التقليدية.
قلة اهتمام المستثمرين: السودان ليس لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي، لذا فإن ديونه لا تهز الأسواق كما تفعل اليابان أو إيطاليا.
الأثر الحقيقي
أزمة ديون السودان تتجاوز مجرد الأرقام فهي مرتبطة بانهيار الوضع الإنساني، والتضخم، وتعثر التنمية.
أكبر 10 دول أفريقية لديها أعلى مديونية لصندوق النقد الدولي في أغسطس 2025
تشينيدو أوكافور
31 أغسطس 2025، الساعة 02:10 مساءً
في جميع أنحاء أفريقيا، أصبحت قضية الديون وعلاقتها بصندوق النقد الدولي أكثر إلحاحًا.
أكبر 10 دول أفريقية لديها أعلى مديونية لصندوق النقد الدولي (أغسطس 2025) وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر أفريقيا، فإن الدول العشر الأولى هي:
1⃣ مصر: أكبر مديونية لصندوق النقد الدولي؛ تُستخدم في برامج تثبيت العملة والإصلاح.
2⃣ أنغولا: تعتمد على النفط؛ اقترضت لإعادة بناء الاحتياطيات بعد صدمات الأسعار.
3⃣ نيجيريا: ضغط مالي مرتفع.
4⃣ جنوب أفريقيا: زيادة الاقتراض في فترة الجائحة.
5⃣ غانا: تواجه إعادة هيكلة. صندوق النقد الدولي يطالب بتشديد الرقابة على الميزانية
6⃣ إثيوبيا: اقترضت لتمويل البنية التحتية؛ مرتبطة بإصلاحات تحرير الاقتصاد
7⃣ كينيا: استخدمت أموال صندوق النقد الدولي لتغطية نقص العملات الأجنبية والبنية التحتية
8⃣ الكاميرون: تمويل إصلاحات القطاع العام؛ التركيز على تحصيل الضرائب
9⃣ كوت ديفوار: رغم قوة صادراتها، احتاجت إلى دعم صندوق النقد الدولي للإنفاق على الميزانية/الإنفاق الاجتماعي زامبيا: عادت إلى قائمة العشرة الأوائل؛ تسعى للحصول على تمويل إضافي من صندوق النقد الدولي
أبرز القضايا
الاعتماد على الديون: تُظهر دول مثل زامبيا والسنغال كيف يُمكن للاقتراض المتكرر أن يُوقع الحكومات في فخّ الديون وسداد الديون.
مخاوف بشأن الشفافية: يُحذّر صندوق النقد الدولي من أن الديون الخفية وخاصةً من الشركات المملوكة للدولة يُمكن أن تُقوّض ثقة المستثمرين وترفع تكاليف الاقتراض.
تعليق البرامج: تم إيقاف برنامج السنغال مع صندوق النقد الدولي، والبالغ 1.9 مليار دولار، بعد أن تضخمت ديونها إلى أكثر من 11 مليار دولار، مما أدى إلى تأخير المزيد من التمويل. السيادة الاقتصادية: الاعتماد الكبير على قروض صندوق النقد الدولي قد يحد من قدرة الدولة على اتخاذ قرارات مالية مستقلة.
ديون صندوق النقد الدولي مقابل الاستقرار الاقتصادي
مصر: مدينة بأكثر من 7.4 مليار دولار؛ استخدمت أموال صندوق النقد الدولي لخفض الدعم وإصلاحات ضريبية.
كينيا: ديون بقيمة 3.02 مليار دولار؛ تتضمن شروط صندوق النقد الدولي تشديد الانضباط المالي.
غانا: ديون بقيمة 2.71 مليار دولار؛ تواجه تحديات في إدارة التضخم وانخفاض قيمة العملة.
الدول ذات أدنى ديون لصندوق النقد الدولي (للمقارنة)
وفقًا لموقع MSN Africa وAfrica View Facts:
ليسوتو 11.7 مليون دولار أمريكيإيسواتيني 19.6 مليون دولار أمريكي
جزر القمر 19.9 مليون دولار أمريكي
ساو تومي وبرينسيبي 27.4 مليون دولار أمريكي
جيبوتي 31.8 مليون دولار أمريكي
هذه الدول لديها تعرض محدود لديون صندوق النقد الدولي، مما قد يعكس إما انضباطًا ماليًا أقوى أو محدودية في الوصول إلى برامج الصندوق.
خاتمة
قد تكون قروض صندوق النقد الدولي بمثابة شريان حياة خلال الأزمات، لكنها تأتي مصحوبة بشروط غالبًا ما تكون تدابير تقشفية وإصلاحات صارمة.الشفافية والأطر القانونية أمران أساسيان لإدارة الديون بشكل مستدام.يجب على الدول الموازنة بين تخفيف الديون على المدى القصير وتحقيق الاستقلال وأهداف التنمية على المدى الطويل.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.