السودان ماذا يريد من تركيا وروسيا؟
السودان ماذا يريد من تركيا وروسيا؟
زين العابدين صالح عبد الرحمن
إن الحركة السياسية التي تجرى الآن بين القوات المسلحة باعتبارها السلطة الحاكمة وعدد من الدول، تتمثل في زيارة يقوم بها من يمثل السلطة، أو اتصالات مع رؤساء دول، يعتبر نشاط دبلوماسي له علاقة مباشرة بمجريات لحرب الدائرة في البلاد، وأيضاً يتعلق بالنشاط الذي يتم داخل أروقة الأمم المتحدة ومنظمتي الاتحاد الأفريقي والإيغاد. وهناك حدثان قد شغلا الرأي العام السوداني هما:
الأول الاتصال الذي أجراه الرئيس التركي رجب الطيب أردغان، ومعلوم أن الذي يتصل هو الذي يحدد أجندة الحوار الذي يدور في دائرة الاتصال مع الجانب الآخر، وما جاء في إعلام مجلس السيادة ونقلته القنوات التلفزيونية والعديد من الصحف، يصبح الرئيس التركي له رسالة يريد أن يبلغها لرئيس مجلس السيادة. وهناك قضايا يفصح عنها وأخرى لا، ولكن تستشف من مواقيت الاتصال والأحداث الجارية، فالرئيس التركي أراد أن يطمئن على مجريات الساحة السودانية، وأثر الحرب عليها، والثاني التبليغ أنهم سوف يقدمون دعماً يتعلق بالقضايا الإنسانية. المسالة الأخرى يجب أن يعرفها المواطن أن وكالة الأناضول قد نشرت عدداً من تقارير الاستخبارات التركية، وكانت تتعلق بالحرب والدول الخارجية المشاركة فيها، وعلاقة عدد من السودانيين الناشطين وعلاقتهم باستخبارات عدد من الدول التي تنشط في الساحة السياسية. كما أن الرئيس التركي كان قد تعرض لانقلاب دبرته وكالة الاستخبارات الأمريكية مع الاستخبارات الإماراتية، وهي شبيهة بالذي يحصل في السودان الآن رغم أن المخابرات الأمريكية ليست مشاركة ولكنها تعلم تماماً الدول التي شاركت في الانقلاب الذي قامت به مليشيا الدعم السريع. في الجانب الآخر أن السفارة التركية نقلت عملها إلى بورتسودان لذلك ساهمت في تشغيل البارجة التركية ومد المدينة بالكهرباء. هناك من يعتقد أن تركيا لها مبادرة تريد أن تسوقها، ولا أعتقد أن تركيا لها أي مبادرة ولكنها قدمت دعوة أن تستضيف أي مفاوضات بين الجانبين القوات المسلحة ومليشيا الدعم، ولكن الأحداث قد تجاوزتها، لآن رؤية القوات المسلحة كسر شوكة المليشيا تماماً، حتى لا تكون جزءاً من أي معادلة سياسية.
القضية الأخرى تتعلق بزيارة مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة إلى موسكو، ومقابلته لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وما جاء في الخبر من كلا الجانبين هي قضايا ودية تتعلق بالعلاقات بين البلدين، لكن الزيارة الهدف منها هو الوقوف إلى جانب السلطة القائمة الآن إذا تم عرض القضية السودانية في مجلس الأمن، وهي خطوة متوقعة وأي سلطة يجب أن تتحسب لها وتستعد لها، خاصة أن السودان يواجه تحدياً كبيراً من قبل دولة الإمارات وعدد من الدول التي تدور في فلكها، ومعلوم أن الاتحاد الأفريقي فقد قدرته على حل مشاكل القارة أما الإيغاد أصبحت أسيرة للإمارات. فالموقف يتطلب أن تبين القضية بصورة واضحة خاصة أن فاغنر كانت جزءاً من العملية الدائرة في السودان، وأصبحت موسكو في حل من مخلفات أعمال فاغنر. الظاهر أن موسكو لا تريد أن تربط علاقتها مع الدول الأفريقية من خلال العلاقة مع فاغنر. نسأل الله حسن البصيرة.
المصدر: صحيفة التغيير