السودان في «6 أبريل».. المقاومة ترفع مستوى الحراك لمحاصرة الانقلاب

تخرج مدن السودان غداً الخميس 6 أبريل في مواكب جديدة متجددة، لإحياء ذكريات عزيزة على كل السودانيين، لأن أبريل ارتبط بأكثر من هبة وانتفاضة، لكن الذكرى الأقرب هي أبريل 2019م الذي أطاح نظام الإنقاذ بعد ثلاثين عاماً.

الخرطوم: فتح الرحمن حمودة

دعت تنسيقيات لجان مقاومة العاصمة السودانية الخرطوم، جميع الثائرات والثوار إلى الخروج غداً الخميس في مليونية «سلطة شعب» إلى شارع أفريقيا «المطار».

ويمثل 6 أبريل أحد أهم أيام ثورة ديسمبر 2018م التي أدت لنهاية حقبة نظام المخلوع عمر البشير عندما بدأ اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم في 6 أبريل 2019م واستمر حتى سقوط البشير في 11 ابريل.

ليست ذكرى واحدة

وقالت لجان المقاومة في بيان صحفي، إن «أبريل ليست ذكرى واحدة! بل كرة وكرة وذكريات وألم ودماء ودموع وهتافات مجلجلة وخشوع في محراب وطن تتهادى به السنون على موج التحدي فتمتلئ أشرعته كفاحا يتوجه كزورق مزدان باليقين صوب التغيير».

وذكر البيان أنهم ما زالوا يرفضون العملية السياسية الجارية، مؤكدين على موقفهم الثابت بأنه لا مجال للإفلات من العقاب ولا حصانة للقتلة.

وأشار البيان إلى أن نشر موجهات ومسارات مواكب الغد سيكون لاحقاً.

ومن المنتظر أن تشهد العاصمة الخرطوم ومدن الولايات الأخرى خروج تظاهرات جديدة غداً الخميس السادس من أبريل والذي يصادف كذلك، ذكرى انتفاضة 6 أبريل التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق جعفر محمد النميري في 1985م.

كما أن الحراك يتزامن مع المراحل النهائية للعملية السياسية الساعية لإنهاء انقلاب عبد الفتاح البرهان في 25 اكتوبر 2021م والذي يكاد يدخل عامه الثاني.

مستويات أعلى للحراك

ويقول المتحدث الرسمي باسم تنسيقات لجان مقاومة الخرطوم الشاب فضيل عمر، إن مواكب السادس من أبريل ستنقل حراك لجان المقاومة إلى مستويات أعلى لحصار الانقلاب حتى سقوطه.

وأضاف لـ«التغيير»، بأن مواكب الغد ستكون بمثابة النقطة التي ينطلق منها الشعب السوداني بعد درب طويلة سلكها للوصول إلى الانتقال الديمقراطي وإنهاء سلسلة الانقلابات المتعاقبة على البلاد.

وأشار فضيل إلى أن تعدّد أساليب المقاومة لا يضعف من حجم المواكب وإنما يوجهها في عدة مسارات، وقال إنه في السادس من أبريل سوف يرى العالم حجم المقاومة الشعبية الرافضة لهذا الانقلاب.

تجدد العهد

من جانبه، رأى أستاذ السياسات العامة د. بكري الجاك، أن قيمة السادس من أبريل ليست في ماذا تنجز وإنما تكمن في أنها تجدد العهد بأن السودانيين ما زال لديهم حلم بناء دولة وطنية قومية ذات مشروع وطني يعبر عن الجميع.

وأضاف الجاك في حديثه لـ«التغيير» بأن المعادلة في البلاد ما عادت متمثلة في مسألة الحراك الجماهيري فقط لأن هنالك واقع مادي على الأرض، ولذلك المعادلة في جوهرها يجب أن يكون هنالك تغيير في توازن القوى التي ما زالت ثابتة.

وكانت لجان المقاومة دعت المواطنين إلى المشاركة مساء اليوم الأربعاء في مواكب ليلية وحرق الإطارات في الشوارع الرئيسية بالعاصمة الخرطوم، في الطريق إلى مليونية 6 أبريل.

ومن المتوقع أن تغلق السلطات الانقلابية الجسور التي تربط بين وسط العاصمة ومدينتي أم درمان وبحري لمنع المتظاهرين من الوصول إلى نقاط التجمعات، كما درجت سلطات الانقلاب.