اخبار السودان

السودان: انحسار الحراك السياسي المناهض للحرب في مدني وغياب لجان المقاومة

سجل الحراك السياسي في مدينة ود مدني وسط السودان المناهض للحرب غياباً ملحوظا على الرغم من أن المدينة تنعم بالأمان وتأوي الكثير من الفارين من الحرب الدائرة بين الجيش السوداني والدعم السريع.

التغيير: مدني: عبدالله برير

واختفت المواكب التي كانت تنتظم المدينة قبل حرب الخامس عشر من أبريل وغابت معالم النشاط الداعي لإيقاف الحرب كثيرًا.

ولم تشهد جدران عاصمة الجزيرة أي مظاهر رافضة للحرب إذ خلت الحوائط من العبارات المطالبة بالسلام ولم تظهر على السيارات الخاصة أو المركبات العامة ملصقات تناهض ما يجري من اشتباكات في الخرطوم ونيالا والأبيض وغيرها من المدن السودانية.

وخفت صوت لجان مقاومة المدينة كثيرا بعد أن كان المحرك الرئيسي للاحتجاجات المناهضة للحكم العسكري.

وعلى الرغم من دعوة لجان مقاومة مدني لموكب في مايو الماضي بعد أيام من اندلاع الحرب، إلا أن الاستجابة كانت معدومة من قبل الثوار مما اضطر المنظمين لتاجيل الكوكب وهو ما أضعف الفكرة رويدا رويدا.

واقتصرت مشاركات لجان المقاومة على وقفة احتجاجية واحدة منذ اندلاع الحرب دعا لها مكتب العمل الميداني المشترك بشارع المستشفى حتى برج العمال ودعت الوقفة لايقاف الحرب وقتل المدنيين.

واكتفت اللجان كذلك بنشر بيان على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ترحمت فيه  على أرواح المدنيين العُزل الذين أردتهم القذائف الطائشة واستهداف المنازل والمرافق الصحية بحسب وصف البيان الذي تأسف لآلاف النازحين في انحاء البلاد المختلفة.

وأوضحت لجان مقاومة المدينة انها  منذ إندلاع الحرب العبثية في الخامس عشر من أبريل بينت موقفها الواضح تجاه الصراع الذي ابتدرته “اللجنة الأمنية لنظام المخلوع البشير ضد جنجويدهم”.

ورأى البيان ان الحرب التي لا طائل منها سوى الخراب والتشريد وحرمان جماهير الشعب السوداني من حق الحياة أولاً ثم اختراق وضع الدولة والتحول إلى لا دولة ، 

وختم بيان اللجان: نحن في لجان مقاومة مدني ومنذ انطلاق ثورة ديسمبر المجيدة ظللنا رافعين شعاراً واضحاً ” العسكر للثكنات والجنجويد ينحل ” وأعربنا مسبقاً أن نتائجها تحت جثث المدنيين لا معنى لها ولا فوز فيها.

 

الأحزاب السياسية 

 

وفي دوائر الأحزاب السياسية في المدينة والتي يتكون معظم منسوبيها من الشباب شكلت هي الاخرى غيابا مؤثرا عن الساحة فيما يختص بمناهضة الحرب ورفع شعارات السلام.

وبعد وصول مئات آلاف النازحين من العاصمة الخرطوم الي مدينة ود مدني اتجه غالبية شباب الاحزاب الي العمل الطوعي في دور الإيواء.

وبالتقاط الشباب للقفاز في الاحياء التي توجد بها مدارس النازحين فقد مضمار السياسة اهم شريحة فاعلة في عضويته.

ويقضي معظم الشباب اوقاتهم في دور الإيواء لتوفير احتياجات النازحين وجمع الاموال والطعام ما يجعل الزمن المخصص للتعاطي مع السياسة وممارسة العمل الحزبي معدوما.

 

تخوف

 

وفي حديثه للتغيير كشف احد الشباب المنتمين لأحد الأحزاب أن العمل السياسي في الوقت الراهن ينطوي على مخاطر.

وقال السياسي الشاب الذي فضل حجب اسمه، ان القوات الأمنية تقوم باعتقالات مكثفة ظل ظروف الحرب على الرغم من ان مدينة ود مدني تنعم بالأمان 

واضاف: الاوضاع صعبة وممارسة السياسة في هذا التوقيت تؤطر الشخص في خياري مع وضد لذا هجرت الاحزاب العمل وجمد الشباب نشاطهم.

 

وقت العمل السياسي

 

اما حامد جابر، وهو عضو في حزب المؤتمر السوداني فانتقد وقوف الاحزاب مكتوفة الايدى حيال ما يجري.

وقال حامد: هذا هو توقيت السياسة، اذا لم تعمل الاحزاب الان فمتى ستعمل، واذا لم تستطع وقف الحرب والمشاركة في الحل لماذا انشئت؟.

وقلل جابر من تخوف الشباب من الاعتقالات، وقال: القبضة الأمنية في زمن البشير كانت باطشة ورغم ذلك لم تثن الشباب عن النضال على الرغم من تعرضهم للتعذيب والسجن فمم يتخوفون الان.

وختم بالقول: علينا ان نقوم باضعف الايمان سواء كان ذلك عن طريق الوقفات الاحتجاجية أو الملصقات أو الندوات.

 

غياب الثقافة

 

مدينة ود مدني التي تشتهر بنشاطها الثقافي وقفت محايدة حيال الدعوة لوقف الحرب عن طريق المسرح أو الندوات الشعرية أو السياسية أو الثقافية.

ولم تشهد المدينة اي محفل ثقافي منذ اندلاع الحرب يناهض ما يجري من انتهاكات.

وكانت آخر فعالية ثقافية في رمضان الماضي حيث اقامها منتدى القاسم الثقافي في دار المحامين بود مدني لتشهد المدينة بعد ذلك موسما ممتدا من السبات.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *