السودان القديم

م. نزار خضر محمد
ابتداء من نار هذه الحرب المشتعلة الان ببلادنا العزيزة ورجوعا الى بداية مولد دولة السودان ظل السودان دولة الاضطرابات والانقلابات العسكرية والاقتتال الاولى على مستوى القارة الافريقية ولم يستقر هذا البلد المترامى الاطراف المتعدد الاعراق الزاخر بالتنوع الا احيانا قليلة وظل الصراع الدامى على سلطة وثروة هذا البلد مستمر ولم يتوقف او يسكن ليعود اكثر شراسة وللاسف ظلت بلادنا مرتبطة نتيجة لذلك بالمجاعات والجفاف والنزوح واللجو بالرغم من اننا نمثل بلدا قارة لو استثمرت مواردة بشكل جيد لكفى وفاض على المحيط الاقليمى والدولى بخيراته
ولكن ظل السودان القديم عنونا للنزاع والشقاق والاختلاف وكنا مسرح لاطول حرب بافريقيا وانفصل جزء من بلادنا وتصدرنا نشرات الاخبار فى البؤس والشقاء والنزوح حتى ختمناها بهذه الحرب المدمرة .
باختصار لم نقدم شي لانفسنا ولا لمحيطنا ولا للعالم .
اريد ان اجد شيئا جميلا يجعلنا لانفك الارتباط بسوداننا القديم الشي الوحيد الجميل فى وسط هذا الخراب هو الانسان السودانى العادى النبيل بصفاته وشهامته الذى كان يستحق ان يعيش معززا مكرما كباقى مواطنى الدول من حولنا .
ارى ان نعمل اعاده ضبط مصنع لسوداننا القديم ونبداء من الصفر ونعترف باننا ضلننا الطريق ونبدا
بتكوين دولة تسعنا جميعا وتسع تنوعنا وتجعل من ذلك قوة وليس ضعفا
فالبناء من الاول يحتاج لتخطيط سليم لوضع قواعد الدولة الجديدة على اسس وثوابت من العدالة والمساواة والتعايش السلمي .
نحتاج فكر جديد دماء شبابية جديدة احزاب جديدة تعبر عن مجموع الشعب وليس بيوتات وعوائل وشلليات
نحتاج ان نخطط لانفسنا كيف نحكم ومن يحكمنا والى متى وماذا نريد من بيده الحكم وكيف نحاسبه ونستبدله بالوسائل السلمية .
نريد لدولتنا ان تنتقل من الحرب الى السلام
من ظلمات الجهل الى نور العلم
من الفقر الى الغنى
من العسكرية ذات الاتجاه الواحد الى المدنية صاحبه الحلول
حتى ننتقل من مربع الدول الفاشلة الى الدول الصاعدة للتنمية فى كل المجالات
دعونا نحلم بان يكون لنا وطنا كباقى الاوطان
ينعم فيه اطفالنا بالامان والاطمئنان والسلام
فالنصفر العداد ونبدا مع نهاية الحرب فى الشروع بجعل هذا الامر ممكنا لنقل بعدها لسودان الدموع والحروب وداعا وللسوان الجديد مرحبا بك دوله تكون عنوان للفرح والتاخى والسلام تمثل كل ابناء السودان ويرى فيها كل نفسه
فقط لتقف هذه الحرب المجنونة وبعدها لكل حادثه حديث
لا للحرب نعم للسلام .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة