السودان الجديد وإدارة التنوع مابين الحاضر والمستقبل وكل الماضي(13)

✍🏼بقادي أحمد عبدالرحيم
غاية الشرفاء والذي مَلك نواصي الفكر القويم ولبنة المفكرين الصادقين لإرساء اساس بناء السودان الجديد .
إن بناء سودان العدالة وتأسيس أطر إدارية جديدة تقود إلى صنع دولة المواطنة المتساوية وطمر دولة الظلم والتمييز السلبي والإختلال في الموازين لهو الهدف الأسمى الذي يرغب فيه من شغل قلبه وعقله حب السودان ارضاً وشعباً.
التأسيس الصفري الشامل للدولة من ناحية تشييد المؤسسات والإدارات وحتى العقلية والثقافة السياسية والتربية المجتمعية مقرونة بالوطنية أصبحت ضرورة ملحة لسودان ما بعد حرب ١٥ أبريل وتجربة الحركة الإسلامية، إذ ان الأفكار الإصلاحية وتغطية العطب البنيوي للدولة القديمة لم تعد تُطرح في الساحة ولا وجدان أمم تتشارك الجغرافيا المكونة للسودان؛ بل غير مقبولة تماماً عند الذين أيقنوا استحالة العودة للمربع الغير متساوي الأضلاع .
سيكون من الغرائب والعجائب للبعض ان ادعوهم للعودة للماضي لتحقيق ما سبق من ذكر لحل الاشكالات البنيوية للدولة، وقطعاً لا أقصد هنا الماضي القريب سودان ١٨٩٩ الممهدة ل ٢٤ او استراتيجية سنة ٤٦(صدقي بيفن) وتكاملها في ٥٥ مرورا بتشييد معبد الشيطان دولة ٥٦ المختلة التي قادتنا إلى تولي مرضى (السايكو والآريين وصفوة المجرمين) لشؤون الشعب السوداني والتحكم فيه عبر دس ايدلوجيات لا تصلح لتُعرض امام شعبنا ناهيك من ان تُجعل لها (مواعين تصب فيها السلطة كُرهاً وتغييبا)، والتوجه البغيض لحرمان بعض مكونات شعبنا من الحق الطبيعي (حق الحياة) من دون التطرق عزيزي القارئ لبقية الحقوق الأساسية، عودتنا التأسيسية يجب أن تكون لما قبل التشرزم لممالك مجزئة .. نعود لنبش مرتكزات مملكة كوش العظيمة نستعين بها في إدارة التنوع، ونستمد منها قدرت الأجداد وعزيمتهم في المحافظة على الوحدة وتدارك الإشكالات قبل أن تستفحل وتصير حاجزاً يوقف عملية التنمية والتطور والازدهار ويحقن الدماء.لا تقلق عزيزي القارئ التقدمي الحداثوي فشأن العودة للجزور لا تتضمنها عدم الاستعانة بالعلوم الحديثة ومواكبة العصر.
*حاجز التنفيذ في رؤية سودان جديد*
إن مقومات بناء دولة تتسيد القرن الافريقي ونناطح بها قمم المجد الأمامي موجودة من ناحية موارد، فكل ما هو حلم للاخرين نمتلكه نحن الان في حدود الرسم الجغرافي للشبه دولة حالياً، فقط نفتقر لتربية الإنسان واحترام البعض وتقديس النفس البشرية، بل لم نستطيع ان نجعل لذواتنا قيمة مركزها التاريخ ومحركها الإرادة فتمسكنا بكل ما هو مُنقصة للروح ومُتعبة للعقل ومُدمرة لبعضنا … لا أجرؤ على ذم شعبي بل أسعى لان نفيق من غيبوبة الكراهية التي غيرتنا وغيبتنا عن التفكير بعقل سليم ونشرع في ترتيب ما تبقى ونعيد للانسان السوداني ما فقد.
فلم يعد للسوداني القديم وجود ونشارف على انقراض المعاصر بهذه الوتيرة سنكون اول شعب يفنى نفسه..
هاؤم اقرؤا كتابيا
يتبع….
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة