السودانيون يعلقون آمالاً على مفاوضات “جدة” المرتقبة لإنهاء الحرب
تتوجه أنظار السودانيين إلى مدينة جدة السعودية التي ينتظر أن تستضيف جولة جديدة من المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط ترقب بأن تكون حاسمة في وضع حد لمعاناتهم التي تجاوزت العام.
يأتي ذلك في وقت تراجعت فيه حدة المعارك العسكرية على جبهات القتال الملتهبة، وسط تحذيرات دولية من اتساع دائرة الانتهاكات الإنسانية بحق المدنيين، ودعوات لطرفي الصراع بالعودة لطاولة التفاوض.
أجندة التفاوض
وقال مصدر بقوات الدعم السريع لـ”إرم نيوز” إن الوفد المفاوض على استعداد للعودة بلا شروط إلى طاولة المفاوضات لأجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار يمهد لتحقيق السلام الشامل.
وأشار إلى أن وفد قوات الدعم السريع ظل موجودًا بمدينة جدة منذ بداية المفاوضات الأولى على الرغم من الانسحاب المتكرر لوفد الجيش السوداني، كما التزمت بكل الهدن والمواثيق التي أنتجها منبر جدة.
وعلم موقع “إرم نيوز” أن بعض أعضاء وفد التفاوض لقوات الدعم السريع عادوا هذه الأيام إلى السودان لأجل التشاور مع القيادة حول أجندة التفاوض في الجولة المقبلة.
وبحسب متابعات “إرم نيوز”، فإن الجولة التي من المقرر أن تنطلق، في الأسبوع الأول من مايو/ أيار، ستبحث وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين بمناطق الصراع.
وبحسب تقارير أممية، فإن نحو 25 مليون سوداني بحاجة للغذاء لإنقاذهم من شبح المجاعة الذي بات يهددهم جراء استمرار القتال وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
سيناريو التقسيم
وحذّر الناطق باسم تنسيقية القوى الديمقراطية “تقدم” من سيناريو تقسيم السودان، حال لم تنعقد جولة المفاوضات المقبلة بين الجيش وقوات الدعم السريع أو فشلت بتحقيق وقف إطلاق النار.
وقال الناطق الرسمي باسم تنسقية “تقدم” بكري الجاك، لـ”إرم نيوز” إن طرفي الصراع في السودان وافقا على العودة لمنبر جدة لاستئناف المفاوضات بينهما، في الأسبوع الأول من مايو/ أيار المقبل، موضحًا أن الجولة المقبلة ستشمل توسيع أطراف الوساطة.
وأكد أن تنسيقية “تقدم” طلبت مشاركة المدنيين في مفاوضات وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال الجاك إن رؤية “تقدم”: “قيام عملية سياسية متزامنة مع مفاوضات الترتيبات العسكرية والأمنية لجهة أن الحرب في جوهرها قامت لأسباب سياسية”.
وأضاف أنه “إذا لم تقم المفاوضات في موعدها أو فشلت بتحقيق وقف إطلاق النار، فإن البلاد مقبلة على صيف آخر من الجحيم، ستتوسع دائرة الحرب، وسيجوع الناس، وسيكون تقسيم البلاد أمرًا واقعًا”.
هدوء المعارك
وعلى مستوى الميدان تشهد جبهات القتال في السودان هدوءًا حذرًا وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اندلاع القتال في مدينة الفاشر شمال دارفور.
وتوقفت الاشتباكات في جبهة ولاية الجزيرة بعد معارك ضارية، خلال الفترة الماضية، في محاور “سنار والمناقل والفاو”، حيث كان الجيش يعتزم استعادة السيطرة على مدينة ودمدني بيد أن قوات الدعم السريع أعلنت تصدّيها لتلك الهجمات.
المصدر: صحيفة الراكوبة