صباح محمد الحسن

طيف أول:

الشروق الذي سيرهب جوف الظلام

ويجعل اللحظة الحقيقية توئد الأقنعة!!

وقائد الدعم السريع، بهجماته التي أفصح عنها في خطابه ومسيراته على العاصمة وأم درمان، يكشف أنه يحتاج إلى كفة ثقيلة في ميزان التفاوض لإثبات وجوده على الأرض .

فكلما اقتربت خطواتهم من الطاولة، اشتدت الرغبة في الميدان لإثبات الذات العسكرية.

والأنباء التي تحدّثت عن وجود ممثلين للجيش وقوات الدعم السريع في الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في اجتماعات تستضيفها وزارة الخارجية الأميركية اليوم، هي تسريب يكشف ما تسعى إليه أميركا، والتي تحدثت عن أنها ستجمع الطرفين. فقد أكد مسعد بولس أن اللقاء سيكون “قريبًا جدًا”.

كما أن وزير الخارجية السوداني، محيي الدين سالم، قال من قبل صراحة إن وجهات النظر بين الرئيسين البرهان والسيسي قد تطابقت، وأن مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أوقفت القتال في غزة قد أوجدت أجواء طيبة تهيئ لسلام مستدام في المنطقة، ومن مصلحة المنطقة الاستفادة منها، بما في ذلك إيقاف الحرب في السودان.

لذلك، فإن جمع أميركا لطرفي الصراع بلا شك يؤكد ما ذهبنا إليه بالأمس، بأن الاتحاد الأوروبي طلب التحرك العاجل لاختصار الطريق والاستفادة من الوقت، عبر لقاء  طرفي الصراع بصورة عاجلة وسريعة.

ولم يكن هذا الطلب أو أمر التحرك هو الأول، فقد طلب الاتحاد الأوروبي من أميركا دعمها لأوكرانيا، وفقًا لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف إطلاق النار وفقًا لخطوط القتال الحالية.

وقال الاتحاد الأوروبي: “نؤيد بقوة موقف الرئيس ترامب بشأن ضرورة وقف القتال على الفور، وأن خط التماس الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق للمفاوضات”.

ومعلوم أن الاتحاد الأوروبي كان سببًا مباشرًا في تغيير وجهة نظر ترامب فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، فبعد أن اتخذ موقفًا عدائيًا تجاه أوكرانيا، وقف الاتحاد الأوروبي وقفة قوة ومساندة معها فبعد، أن أهان رئيسها. عاد بضغوط أوروبية، والتقى ترامب بزيلينسكي مرة أخرى في البيت الأبيض، وكان اللقاء وديًا في المرة الأخيرة، حيث حرص الأخير على شكر نظيره الأميركي على استضافته وإجراء محادثة جيدة جدًا معه، وعلى محاولاته لإنهاء حرب روسيا ضد أوكرانيا.

لذلك، فإن جمع أميركا لممثلين من طرفي الحرب في السودان بصورة مباغتة هو أمر متوقع سيما أن الأنظار تترقب ذهابهما إلى جدة، وهو الفعل الذي يؤكد أن أميركا حريصة على تنفيذ خطتها للحل بكافة الطرق وفي مختلف المنابر، فالورقة واحدة  ولو تعددت  المنابر.

فهل استحابت امريكا فعلا للطلب الأوربي

وفي الثاني من أكتوبر، تحدثنا أن التقارب الأميركي الأوروبي ربما يرسم طريقًا موازيًا لطريق الرباعية، الأمر الذي سيفاجئ العقلية المعارضة لها، وهو ما يكشف مدى السذاجة السياسية للعقلية الكيزانية وأنصارها، والتي بدأت ترتب لهزيمة الرباعية، ووصفنا هذه المحاولات بالفاشلة.

وعن تصريحات البرهان بالرفض لأي اتفاق مع الرباعية وغيرها، ذكرنا أن البرهان ستكون لغته الرفض إلى أن يصل طاولة التفاوض.

فالجنرال على أرض حرب ما زالت المسيرات فيها تهدد حياة المواطنين الذين أعادتهم الحكومة إلى الوطن قبل وقف إطلاق النار، في حرب غير قابلة للتنبؤات عسكريًا.

كما أن جنوده يرابطون في صفوف المعارك، فالجهر بالرغبة في التفاوض تحت سماء المسيرات لن يكون عقلانيًا، ولكن الذهاب إلى التفاوض هو “عين العقل”.

وخيار البرهان للسلام هو خيار مواطن أخذته الحرب إلى الدرك الأسفل من الوجع والمعاناة، وقرار إنهاء هذا العبث الذي أزهق أرواح الآلاف وشرّد الملايين هو استجابة لرغبة الشعب!!

طيف أخير: 

عشت يا وطني المسالم، ديمة سالم.

نقلاً عن صحيفة الجريدة

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.