كشفت مصادر مطلعة عن دور سعودي بارز في الدفع بتكليف السفير دفع الله الحاج علي رئيساً مكلفاً لمجلس الوزراء السوداني، في خطوة اعتُبرت جزءاً من ترتيبات سياسية جديدة تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في البلاد تحت ضغط إقليمي ودولي متزايد.
ويأتي تكليف دفع الله، المعروف بانتمائه السابق للحركة الإسلامية، رغم خلفيته الأيديولوجية، في إطار مساعٍ تقودها الرياض لكبح تصاعد نفوذ وزير المالية جبريل إبراهيم، الذي بات يُنظر إليه في بعض الدوائر المحلية والإقليمية كشخصية ذات طموحات متزايدة ونفوذ مقلق.
وأوضحت المصادر لـ ” إسكاي سودان” أن هذه الخطوة تتماشى مع خطة أوسع يتم تنفيذها بدعم من قوى إقليمية، وتستهدف تقليص حضور القيادات الإسلامية البارزة في الواجهة السياسية، استجابة لضغوط دولية تطالب بفصل العناصر الأيديولوجية عن السلطة التنفيذية. ووفقاً للمصادر، فإن الخطة تشمل أيضاً الدفع بكوادر جديدة من الصف الثاني، معظمهم من العاملين في الجهاز الإداري والشباب غير المرتبطين علناً بالحركة الإسلامية أو حزب المؤتمر الوطني المحلول.
ويُنظر إلى تكليف دفع الله كجزء من استراتيجية تهدف إلى منح السلطة طابعًا مدنياً وحيادياً ظاهرياً، دون القطع الكامل مع البنية السياسية السابقة، وهو ما قد يساعد في تهدئة الضغوط الغربية والإقليمية، لا سيما في ظل الحديث المتزايد عن إدراج بعض التيارات الإسلامية ضمن قوائم التنظيمات المصنفة.
الخطوة تأتي كذلك بالتزامن مع تحركات مكثفة لإعادة تموضع الشخصيات الإسلامية من الصف الأول بعيداً عن الأضواء، عبر نقلهم إلى ولايات مختلفة وتجميد أنشطتهم العلنية، في إطار خطة لإعادة توزيع النفوذ السياسي والإداري في البلاد.
سكاي سودان
المصدر: صحيفة الراكوبة
