الرقص بنعم!! السودانية , اخبار السودان
أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول:
في حقول الليل ومتاهته
قد تنحسر شمس الحقيقة
تعتكف في صمت
ومن ثم تخرج
أن كيف لها أن تكتب غيابها
وهي أكثر حاجة للإشراق والحضور!!
والبيت الأبيض يكشف بالأمس أن الأزمة السودانية تتصدر قائمة أولوياته، وأنه مستمر في مباحثات جنيف، وينطق بيان يؤكد فيه (أنه لا يزال التركيز منصبا على إعادة طرفي الصراع في السودان إلى طاولة المفاوضات.
ومن جانبه جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الدعوة إلى الفريق عبد الفتاح البرهان، وأكد له الحاجة الملحة لإنهاء الحرب في السودان، حسبما ذكر البيان عن وزارة الخارجية الأميركية. وبلينكن أعاد تأكيد ضرورة المشاركة في محادثات السلام الجارية في سويسرا لتحقيق التنفيذ الكامل لإعلان جدة بشأن حماية المدنيين في السودان.
لكن الفريق شمس الدين الكباشي قال إنهم لن يشأ كوا في جنيف؛ لأن الجيش لا يريد توسعة منبر جدة، وأنه يرفض مخاطبة بلينكن للبرهان بالجنرال، وأنهم متمسكون بوفد يمثل الحكومة، ولا يمثل الجيش.
وكل ما ذكره الكباشي يكشف أن الجيش ما زال أسيرا لفلول النظام البائد، فمن المعيب أن يرفض فريق ورجل ثانياً في المؤسسة العسكرية مطالبة الوساطة بوفد يمثل قوات الشعب المسلحة التي ينتمي إليها ويقودها، ويتمسك بأن يكون التمثيل للحكومة فالقائد العسكري، يجب أن يكون رفضه، وتحفظه إن حدث العكس، وطالبت أمريكا بوفد حكومي لا يمثل الجيش!!
فالقوات المسلحة ترفض أن تمت تسمية الحرب بحرب الكيزان، وفي التفاوض تصر على مشاركة حكومتهم!!
وهذا يثبت ويؤكد ما يتم نفيه دائما.
الفعل والقول الذي يكشف جليا أن قادة المؤسسة العسكرية ما هم إلا واجهات للنظام البائد لا فرق بينهم وعلي كرتي إلا بالزي العسكري همهم إرضاء الحكومة غير آبهين برغبة ورضا الشعب الذي ينتظر بوقف الحرب
ويطالب الكباشي بمنبر جدة وهو أول الرافضين له، ولو عادت الوساطة إلى جدة، ودعت الجيش للتفاوض لطالب الجيش بمنبر آخر.
ويرفض الجيش الحوار في سويسرا باعتبارها مهبط المنظمات الحقوقية الدولية الخاصة بحقوق الإنسان الممسكة بقلم التحقيق في كل الانتهاكات وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لذلك لا يريد قادة الجيش النظر في مرآة جرائمهم التي ستجعلهم في دائرة (الجريمة والعقاب)
والولايات المتحدة غادرت منبر جدة إلى جنيف لتعود بما يضمن لها نجاح المفاوضات فيه لذلك لن تعود إليه ما لم تضع مسودة عقاب لمحاصرة المتسببين في ما حدث من انتهاكات أي أن الوساطة.
أرجأت جدة باعتبارها منبراً تفاوضي (ناعم) أهدرت فيه المؤسسة العسكرية عشرات الفرص لذلك أن ما يطلبه الجيش الآن من عودة إلى الوراء قد ترى أمريكا أنها تجاوزته.
ولكن، بالرغم من التصريحات الرافضة لجنيف من قبل الجيش الواقع على الأرض يؤكد أن الجيش مرحب بها فهو المعلن بالأمس عن فتح معبر “أدري” لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر وتعد الخطوة استجابة واضحة لمنبر جنيف الإنساني في المقام الأول الذي يضع فتح الممرات واحدة من أهم أهدافه التي يعمل لتحقيقها، وهذا هو الرفض بنعم!!
ولكن يظل السؤال لماذا يحرص الجيش علي تصدير الخطاب الرافض للمباحثات!! لأنه يعلم فوضى الميدان الذي لا يخضع القرار فيه لقادة الجيش فإعلان الترحيب المباشر بمباحثات جدة قد يفتح نافذة إزعاج إن لم نقل خطر على “الجنرال” ولجنته الأمنية لذلك قلنا من قبل أنه، وربما أعطى البرهان أمريكا الموافقة السرية للاستمرار في مباحثاتها، وأنه سيعود إلى السودان لرفع شعار لا للتفاوض، ولهذا تمضي قدما في ما بدأت لذلك فإن نتائج المباحثات وما يترب عليها قد لا تكون مفاجئة للقوات المسلحة، ولكن ربما تكون صادمة لفلول النظام البائد.
طيف أخير
ولأن مباحثات سويسرا ثقيلة على قلب الحكومة
قال جبريل إبراهيم الحكومة السودانية لن تقبل وساطة مفروضة “قهراً” وبالرغم من أن رأى جبريل لا وزن له.
ولكن الشعب يقول نعم لقهر الحكومة وأهلا بالسلام!!
المصدر: صحيفة التغيير