الراحل حميدتي و الممثل الهوليوودي ادم الساير أدوات إمارة ابوظبي لتدمير السودان….!!
(١)
في نوفمبر 2023 الماضي قلت للقيادة التشادية مغاضباً انها ستكون آخر مرة اتحدث فيها عن ضرورة مواجهة المزاعم القوية و التي تفيد بتسهيل الدولة التشادية لجهود امارة ابوظبي في الحرب على السودان الوطن و الأمة.
أقول ابوظبي لأن ليست لإمارة دبي او رأس الخيمة او الشارقة او غيرها من مكونات الدولة التي عرفت و عرف مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان بالتسامح و الدبلوماسية الناعمة اي يد فيما تقوم به إمارة ابوظبي ضد السلم و الأمن و الاستقرار في المنطقة العربية و في مقدمتها الحرب على السودان.
إمارة ابوظبي التي تدعم الانفصاليين اليمنيين الجنوبيين لم تتوقف قط عن السعي لتفتيت المملكة العربية السعودية منذ وصول الملك سلمان بن عبد العزيز الي سدة الحكم. و السعوديون على علم تام بما يجري الا انهم اي السعوديون عرف عنهم الصبر و التريث الطويلين.
في ذاك الصدد كنت قد كتبت مقالا في سبتمبر 2020 نشر في اكثر صحيفة الاكترونية سودانية و اخرى ورقية اجنبية تحت عنوان(( صراع براميل النفط و نذر الحرب الايرانية الاسرائيلية)) قارنت فيه الامتيازات الجيواستراتيجية و المقومات الاقتصادية المتنوعة بين العربية السعودية كدولة مكتملة المقومات و الامارات العربية المتحدة و على رأسها امارة ابوظبي كدولة تفتقر كثيرا الي ما تتميز به جارتها العربية الكبيرة بإستثناء ثلاثة مليون برميل نفط من الانتاج اليومي الي جانب الوساطة التجارية و الصناعات التحويلية الخفيفة.
على ذلك نصحت اخوتنا الظبيانين بالابتعاد عن مشاكسة الكبار من شاكلة الجمهورية الاسلامية في ايران و العربية السعودية؛ لأن علاقتهم مع اسرائيل لن تصبح قبة حديدية على غرار التي على مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب.
(٢)
لكل بلد طموحاته و اهدافه و مصالحه الوطنية المشروعة: لكن ما الذي سيعود بالنفع الي اخوتنا في امارة ابوظبي من الدعم غير المحدود لإسرائيل لقتل أكثر من عشرة آلاف طفل في غزة؟ بجانب اكثر من عشرين الف من النساء و الشباب و الشيوخ في القطاع و الضفة الغربية مع تدمير كامل للبنية التحتية لأمة محتلة و تعيش تحت الحصار؟؟
بل ما الذي يحفز امارة ابوظبي على تخريب العلاقات بين المملكة المغربية و جمهورية الجزائر الشعبية مع السعي المحموم لتدمير الاقتصاد الجزائري ؟
و الأعجب ان امارة ابوظبي التي تغدق بالمنح و القروض على حكومة العسكر لتنفيذ المشاريع الفاشلة في مصر بغرض اثراء كبار جنرالات عبد الفتاح السيسي لمنع اي بصيص حكم مدني ديمقراطي في مصر؛ هي التي تمول مشروع بناء سد النهضة الأثيوبي لتعريض أكثر من مائة مليون مصري للخطر الوجودي بسبب شح المياه.
و اخيرا ما الذي يدفع الظبيانين لتدمير الدولة السودانية التي كان جنيهها يعادل ثلاث دولارات امريكية عشية اعلان اتحاد امارة ابوظبي مع باقي الامارات العربية هناك لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة الحالية؟؟
(٣)
برغم انه ليست هنالك أدلة مادية قاطعة في يدي على تسهيل تشاد لجهود امارة ابوظبي ضد السودان الا انني و بعد أربع أشهر بالتمام؛ عدت لأناشد الرئيس التشادي الجنرال محمد ادريس دبي بضرورة تبني الحياد الإيجابي بشأن الحرب المفروضة على السودان هذا برغم ان الحكمة و الاخلاق تقتضيان الانحياز العلني للشعب و الجيش السودانيين.
هذه المرة و على نقيض المناسبات السابقة خاطبته بعاطفة صلة الرحم التي تربطني به ( بإعتباره ابن لخالي و الرئيس التشادي الراحل المارشال ادريس دبي هيتنو).
من المستحيل بمكان إقناع العالم الغربي بالضغط على امارة ابوظبي لإيقاف دعمها للميليشيا المتمردة بالسودان طالما الامارة حليفة موثوقة لإسرائيل؛ الا انه من المقدور الدفع بدول الجوار لمنع وصول أدوات القتل الظبيانية الي ايدي الأوباش الأجانب المجرمين المتعطشين للدماء في غزوهم للسودان .
(٤)
بحبور بالغ شاهدت تلاحم قوات حركة العدل و المساواة و قوات جيش حركة تحرير السودان مع القوات المسلحة السودانية بجانب المستنفرين الخلص من ابناء بلادي لمواجهة الغزاة الاجانب.
ذلك ما طالبت به منذ بواكير الغزو الأجنبي على البلاد في منتصف ابريل الماضي.
الحرب كر و فر لكن العاقبة ستكون للسودان و السودانيين.
و الحرب خراب و دمار دموع و دماء
لكن ان كانت هنالك ثمة حسنة للحرب الحالية و المفروضة على شعبنا هو اكتشاف القدرات الفنية التمثيلية لمليشيا الدعم السريع المتمردة.
الدور الذي يؤديه الممثل البارع السيد/ ادم الساير في تجسيد الاخ الراحل محمد حمدان دقلو يفوق اكثر ممثلي الهوليوود براعة و خبرة.
من الواضح ان السيد ادم الساير قد استوعب التدريبات المكثفة التي تعرض لها لأكثر من ثماني اشهر بشكل أدهش معه المدربين و المخرجين معا.
قد أجاد التمثيل بشكل يمكنه معه منازعة الراحل حميدتي نفسه؛ اذا ما كتب للاخير العودة الي الحياة ثانية.
الا ان ذلك غير ممكن قبل ان ينفخ في الصور حيث ترى الجنجويد مكبلين في طريقهم الي الجحيم كما وعدنا به الحليم.
المجد لجيشنا
د. حامد برقو عبدالرحمن
[email protected]المصدر: صحيفة الراكوبة