الرئاسة السورية تعلن وقفاً “فورياً” لإطلاق النار في السويداء، بعد إعلانٍ مماثلٍ بين سوريا وإسرائيل برعاية أردنية وتركية
صدر الصورة، Getty Images
أعلنت الرئاسة السورية اليوم السبت وقفاً فورياً وشاملاً لإطلاق النار في محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية جنوب البلاد بعد أحداث دامية خلفت أكثر من 700 قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وحثت الرئاسة السورية في بيانها كافة الأطراف على الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال العدائية في جميع المناطق فورا.
وقال رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، في كلمة اليوم السبت، إن “الدولة السورية تمكنت من تهدئة الأوضاع رغم صعوبة الوضع لكن التدخل الإسرائيلي دفع البلاد إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها نتيجة القصف السافر للجنوب ولمؤسسات الحكومة في دمشق، وعلى إثر هذه الأحداث تدخلت الوساطات الأمريكية والعربية بمحاولة للوصول إلى تهدئة الأوضاع.”
- هل ترغب في معرفة أحدث التطورات في سوريا؟ تابع التحليلات والتقارير الشاملة عبر قناتنا على واتساب (اضغط هنا).
وأضاف الشرع قائلا : مع خروج الدولة من بعض المناطق بدأت مجموعات مسلحة من السويداء بشن هجمات انتقامية ضد البدو وعائلاتهم، هذه الهجمات الانتقامية التي ترافقت مع انتهاكات لحقوق الانسان دفعت باقي العشائر إلى التوافد لفك الحصار عن البدو داخل السويداء.
وقال الشرع إن الدولة وقفت إلى جانب السويداء بعد تحرير سوريا وحرصت على دعمها إلا أن البعض أساء للمدينة ودورها في الاستقرار الوطني، وأشار إلى أن الاستقواء بالخارج واستخدام بعض الأطراف الداخلية للسويداء كأداة في صراعات دولية لا يصب في مصلحة السوريين بل يفاقم الأزمة.
تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة نهاية
وقد بدأت قوات الأمن السورية الانتشار في محافظة السويداء لـ”حماية المدنيين ووقف الفوضى”، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السبت.
وفي بيان نشره على تلغرام، قال المتحدث باسم الداخلية نور الدين البابا “بدأت قوى الأمن الداخلي بالانتشار في محافظة السويداء في إطار مهمة وطنية، هدفها الأول حماية المدنيين ووقف الفوضى”. وأتى ذلك في وقت تدور اشتباكات متقطعة في مدينة السويداء وريفها الشمالي، بحسب المرصد ومراسلين لوكالة فرانس برس.
أهمل X مشاركة
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية X مشاركة
وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
قال السفير الأمريكي لدى تركيا المبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، اتفقا على وقف إطلاق النار بدعم من تركيا والأردن ودول الجوار.
وقال باراك في منشور عبر حسابة على منصة أكس : “ندعو الدروز والبدو والسنة إلى إلقاء سلاحهم والعمل مع الأقليات الأخرى على بناء هوية سورية جديدة وموحدة”.
وكانت إسرائيل قد شنت، يوم الأربعاء، غارات جوية على دمشق، واستهدفت قوات حكومية في الجنوب، وطالبت بانسحابها، وقالت حينها إنها “تهدف إلى حماية دروز سوريا”.
وقد نشرت دمشق هذه القوات في أعقاب اشتباكات وقعت بين عشائر بدوية ومسلحين دروز.
في سياق متصل، عقد وزيرا خارجية الأردن، أيمن الصفدي، وسوريا، أسعد الشيباني، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، اجتماعاً في عمّان السبت، لبحث سبل “تثبيت وقف إطلاق النار” في سوريا، حسبما أفاد بيان صادر عن الخارجية الأردنية.
وقال البيان إن المباحثات الثلاثية “تناولت الأوضاع في سوريا، وجهود تثبيت وقف إطلاق النار الذي أُنجِز فجر السبت حول محافظة السويداء السورية حقناً للدم السوري وحفاظاً على سلامة المواطنين”.
واضاف أن الصفدي والشيباني وباراك “اتفقوا على خطوات تستهدف دعم سوريا في تنفيذ الاتفاق، بما يضمن أمن واستقرار سوريا ويحمي المدنيين، ويضمن بسط سيادة الدولة وسيادة القانون على كل الأرض السورية”.
وبحسب البيان “تضمنت الخطوات مواضيع تتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار، ونشر قوات الأمن السورية في محافظة السويداء، وإطلاق سراح المُحتجَزين لدى كل الأطراف وجهود المصالحة المجتمعية في المحافظة، وتعزيز السلم الأهلي، وإدخال المساعدات الإنسانية”.
كما رحّب الصفدي وباراك بـ “التزام الحكومة السورية محاسبة كل المسؤولين عن التجاوزات بحق المواطنين السوريين في محافظة السويداء، ودعم الجهود المُستهدِفة نبذ العنف والطائفية ومحاولات بث الفتنة والتحريض والكراهية”.
بدوره، رأى وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن الأقليات في سوريا معرضة “للخطر” تحت حكم أحمد الشرع.
وكتب ساعر على منصة إكس: “خلاصة الأمر: في سوريا الشرع، أن تكون من الأقليات، الكردية أو الدرزية أو العلوية أو المسيحية، هو أمر بالغ الخطورة”. وأضاف “لقد ثبت ذلك مراراً وتكراراً على مدى الأشهر الستة الماضية”.
من جهته، رحّب الاتحاد الأوروبي، السبت، بوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، معرباً عن “الصدمة” من حصيلة الاشتباكات الطائفية في جنوب سوريا.
وجاء في بيان صادر عن الدائرة الدبلوماسية في الاتحاد، بأن الوقت قد “حان للحوار والمضي قدماً في انتقال جامع بالفعل”. وأن السلطات الانتقالية في سوريا “تتحمّل مع السلطات المحلية مسؤولية حماية كلّ السوريين، بلا أيّ تمييز”.
وحضّ الاتحاد الأوروبي “إسرائيل وكل الجهات الخارجية الأخرى على احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها بالكامل”.
صدر الصورة، وكالة الأنباء السورية
الطائفة الدرزية ترحب بوقف إطلاق النار
وقد أصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بياناً، عبر صفحتها على فيسبوك، دعت خلاله إلى وقف الاقتتال.
وقالت الرئاسة الروحية: “نجدد دعوتنا اليوم للاحتكام إلى إنسانيتنا ونمد يدنا للتعامل مع كل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات الحالية ووقف إطلاق النار والاحتكام لصوت العقل والحكمة والإنسانية، لا للسلاح والفوضى”، بحسب البيان.
كما أكدت الطائفة أن أبنائها لم يكونوا “دعاة تفرقة أو فتنة وإنما كانوا وعلى مدار التاريخ نبراساً للإنسانية والتآخي وطالما كان الجبل ملجأً لكل مظلوم وخائف”.
940 قتيلاً و 80 ألف نازح منذ بدء أعمال العنف
ووفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، قُتل 940 شخصاً خلال أسبوع في اشتباكات السويداء.
وأحصى المرصد مقتل 326 مقاتلاً و262 مدنياً من الدروز، بينهم 182 “أُعدموا ميدانياً برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية”. في المقابل، قُتل 312 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، إضافة الى 21 من أبناء العشائر البدوية، ثلاثة منهم مدنيون “أُعدموا ميدانياً على يد المسلحين الدروز”.
كما أفاد المرصد بأن الغارات التي شنتها اسرائيل خلال التصعيد، أسفرت عن مقتل 15 عنصراً من القوات الحكومية.
كما قالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 80 ألف شخص نزحوا من منازلهم في محافظة السويداء جنوبي سوريا، منذ بدء أعمال العنف الأحد الماضي.
وأوضحت المنظمة في بيان الجمعة، أن “79 ألفاً و339 شخصاً نزحوا منذ 13 يوليو/تموز، من ضمنهم 20 ألفاً و19 شخصاً نزحوا في 17 تموز/يوليو”، مشيرة إلى أن الخدمات الأساسية في السويداء من كهرباء وماء “انهارت”، إذافة إلى نقص الوقود الذي “شلّ حركة النقل وعرقل عمليات الإجلاء الطارئة”.
يأتي ذلك فيما قالت وكالة فرانس برس إن اشتباكات دارت مساء الجمعة عند المدخل الغربي لمدينة السويداء بين مسلحين من عشائر البدو والفصائل الدرزية الموجودة داخل المدينة.
ونقلت الوكالة عن مراسليها عند المدخل الغربي للسويداء، أن نحو 200 مقاتل من العشائر يشتبكون بالرشاشات والقذائف مع المقاتلين الموجودين داخل المدينة، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “هناك قصفاً على أحياء مدينة السويداء”.
صدر الصورة، Reuters
بيان إقليمي مشترك
وكانت عشر دول عربية، إلى جانب تركيا، قد أصدرت بياناً مشتركاً الخميس، جددت فيه دعمها لوحدة سوريا وسيادتها، ورفضها التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
وعقب “مناقشات مكثفة” على مدار اليومين الماضيين حول التطورات في سوريا، أصدر وزراء خارجية مصر، والأردن، ولبنان، والعراق، والإمارات، والبحرين، والسعودية، وعُمان، وقطر، والكويت، بالإضافة إلى تركيا، بياناً رحّبوا فيه أيضاً بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنهاء الأزمة في السويداء.
وحثّ البيان الرئيس السوري أحمد الشرع على محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد المواطنين السوريين في السويداء، وأدان الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا.
كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة السورية في عملية إعادة إعمار البلاد.
المصدر: صحيفة الراكوبة