وتبادل كل من الجيش والدعم السريع الاتهامات بقصف قافلة من المساعدات الإنسانية، تتبع لبرنامج الغذاء العالمي بمدينة مليط بشمال دارفور.

واتهم بيان لـ”الدعم السريع” طيران الجيش المسير بقصف قافلة إغاثية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تضم 16 شاحنة، وتدمير شاحنتين منها أثناء وجودها داخل حظيرة جمارك مدينة مليط.

وأوضح بيان للمتحدث الرسمي للقوات أن “العدوان الغادر طاول أيضاً سوق مدينة مليط والنقطة الجمركية، وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا والجرحى من المدنيين الأبرياء”.

بدورها، جددت الحكومة السودانية حرصها والتزامها التام، بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وتذليل العقبات أمام عمل الفرق الإغاثية، والمنظمات الدولية والإقليمية العاملة في المجال الإنساني وتمكينها من أداء مهماتها الإنسانية.

وأعربت عضو مجلس السيادة الانتقالي سلمى عبدالجبار المبارك، لدى لقائها رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان دانيال أومالي، عن أملها في تعزيز التعاون المشترك مع المنظمات الدولية والإقليمية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها في ولايات السودان كافة.

وأصدرت كل من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وسويسرا ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة الأربعاء بياناً مشتركاً، شددت فيه على ضرورة تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب السوداني، واحترام القانون الإنساني الدولي بصورة كاملة، بجانب متطلبات تنفيذ الالتزامات التي جرى التعهد بها بموجب “إعلان جدة”.
وعبر البيان عن بالغ الاستياء من التدهور المستمر للوضع الإنساني في السودان، وتعدد معوقات وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، مع تزايد أعداد من يعانون سوء التغذية والمجاعة، مشدداً على ضرورة اتخاذ أطراف النزاع إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في ظل تدهور الوضع ووصول الاحتياجات الإنسانية إلى مستويات حرجة، إذ يدفع المدنيون في السودان الثمن الأكبر لهذه الحرب.

وتعرضت قافلة إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي الأربعاء، لهجوم بالقرب من مدينة مليط التي تعاني المجاعة في شمال إقليم دارفور بالسودان، حسبما أفاد متحدث باسم البرنامج لوكالة فرانس برس.

وقال المتحدث باسم الوكالة الأممية غيفت واتاناساثورن إن “ثلاثا بين 16 شاحنة ضمن قافلة كانت تحمل مواد غذائية منقذة للحياة” اشتعلت فيها النيران وتضررت، مؤكدا سلامة الطواقم الإنسانية.

وأوضح واتاناساثورن أن الهجوم وقع بالقرب من مدينة مليط “التي تتفشى فيها المجاعة” أثناء توجهها إلى قرية الصيّاح في ولاية شمال دارفور. وشدد واتاناساثورن على ضرورة “احترام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي وضمان سلامة الطواقم والإمدادات الإنسانية”. وأكد أن “عاملي ومواد الإغاثة لا ينبغي أبدا أن يكونوا هدفا” لأعمال العنف.

وفي حزيران/يونيو، قتل خمسة من طواقم الإغاثة وجُرح آخرون في هجوم استهدف قافلة مساعدات إنسانية مشتركة بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي كانت متجهة الى مدينة الفاشر.

وتعاني عدة مناطق في السودان، ولا سيما إقليم دارفور، المجاعة، في ظل استمرار المعارك العنيفة التي تحول دون ايصال المساعدات والمواد الطبية.

وخلال الشهر الجاري سجّلت 63 وفاة على الأقل خلال أسبوع واحد بسبب “سوء التغذية” في الفاشر، بينما أغلقت معظم المطابخ المشتركة أبوابها. وباتت كثير من العائلات تقتات على علف الحيوانات أو بقايا الطعام.

وفي دارفور كذلك أسوأ تفشّ لعدوى الكوليرا منذ سنوات، في غياب المياه النظيفة والرعاية الصحية.

وحذّرت اليونيسف من أنّ أكثر من 640 ألف طفل دون الخامسة معرّضون لخطر الإصابة بالمرض في ولاية شمال دارفور وحدها، بينما سجّلت أكثر من 2408 حالات وفاة في 17 من 18 ولاية سودانية منذ آب/أغسطس 2024.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.