الخ (الى أخره)
عثمان بابكر محجوب
ان الحديث عن الانقسامات في حركة الاخونج لا يمكن اخذه على محمل الجد طالما ان مرجعهم الدائم : “حف الشوارب والعف عن اللحى” هذه المرجع يضعهم ضمن سلالة البشر من الناحية الفيزيولوجية لكنه بالمقابل يصنع منهم مخلوقات غايتها القصوى اشباع متطلباتها البيولوجية والتي هي بالضبط نسخة طبق الاصل عن ما يدور في عالم الحيوان وبالتالي فان هذا الصندوق الفكري المقفل بالكتب القديمة يقف حاجزا بينهم وبين الانتقال الى رحاب الانسانية . لذلك صدق فيهم قول الشاعر :
تلك السجاجيد إن لاحت بأوجههم **** زور عليهم متى حفّوا وإن حلقوا
هم الدواهي وإن عفت ظاهرهم **** همُ الأفاعي التي في لونها بلقُ
ومن درس منطق ارسطو يذكرالمثل : (لو كان كل لحية ذكيا لكان التيس ارسطو) وكنا لا ننتبه لهذا المثل لكن بعد ان ظهر علينا علي كرتي بلحيته اصبح من الضروري ان نؤمن بتناسخ الارواح فذلك التيس الذي ضرب المثل فيه حلت روحه بعلي كرتي الذي أشعل هذه الحرب وما زال على عناد التيس لا يريد ان تتوقف . اما سقراط الذي تجرع كأس السم كي لا يرى ال” . Hippopotamus ” اي فرس النهر لم ينبهنا ان شبيها لها سيظهر في السودان نقصد به مالك عقار المتحولة جنسيا لكن لم يعد اسمها فرس النهر بل معه اضحى اسمها فرس المجرور .
لذلك نأسف ان نرى ان البعض منا يراهن على خلافات الاخونج علما انه من غير المجدي حتى متابعة أخبارهم بل علينا ان نبذل كل ما في وسعنا وان لا نحيد قيد أنملة عن هدفنا الذي ينحصر برميهم على مزابل التاريخ فور تمكننا منهم لان الوطن هو ارض وحقوق ، لكن خلال حكمهم لم يكن للسوداني في بلده لا ارض ولا حقوق. وهنا جدير ان ننوه باننا لا نكرههم بل نحتقرهم ومشاعر الاحتقار دائما تسمو فوق مشاعر الكراهية .
وقد يعجب البعض من ابتعادنا عن مزاولة التحليل السياسي ومواكبة الاحداث الدامية كأننا نسينا مأساه أهلنا ونزيف الدم ووحشية الاطراف المتقاتلة لكن الحقيقة المرة تجبرنا ان نضع في فمنا ماء حيث ان هذا الاقتتال سيستمر لسنوات قادمة خصوصا وانه تجاوز حدود تقاسم النفوذ بين وحوش الاسلام السياسي وباتت المسألة في عهدة الاطراف الخارجية التي يبدو انها منكبة على رسم خرائط لدويلات سودانية بديلة للسودان الواحد الموحد لذلك لم يعد همنا متابعة المواقف اليومية الصادرة عن للقوى السياسية في الداخل او مواقف الدول المنخرطة في هذه الحرب بقدر ما يجب علينا صياغة رؤية تكون بمثابة معجزة حيث ان المواقف في ظرفنا الراهن لا تسمن ولا تغني عن جوع بل اصبحت دليلا ليس فقط على اننا نعيش في دولة فاشلة وحسب بل تعدتها الى النظر الى مجتمعنا كمجتمع فاشل ايضا .
فاذا عسانا ان نقول عن حمدوك الذي يطالب البرهان وحميدتي بإيقاف الحرب فورًا غير ناحت بقربي حمامة …… وتبكي طليقة … الخ .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة