بينما تدخل حرب السودان عامها الثالث منذ اندلاعها في أبريل 2023، أثارت دعوات (متحالفون) لفتح الممرات الإنسانية ردّاً دبلوماسياً حاداً من الخرطوم..

التغيير: الخرطوم

دخلت وزارة الخارجية السودانية في سجال دبلوماسي جديد، مع مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان”، بعدما أصدرت الأخيرة بيانًا طالبت فيه بفتح الممرات والمعابر الإنسانية ووقفات مؤقتة للقتال لتسهيل وصول المساعدات.

ففي حين شددت المجموعة، على ضرورة إزالة العراقيل البيروقراطية وفتح معبر “أدري” وخطوط التماس نحو دارفور وكردفان، ردت الخرطوم بلهجة حادة ووصفت تلك الدعوات بأنها “عديمة الدقة” ولا تعكس الواقع على الأرض.

وتضم مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان”: السعودية، ومصر، والإمارات، والولايات المتحدة، وسويسرا، والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.

واتهمت الوزارة التحالف الدولي بتجاهل ما وصفته بـ”انتهاكات قوات الدعم السريع”، من استهداف للقوافل الإنسانية وحصار مدينة الفاشر والهجمات على البنية التحتية، مؤكدة أن الحكومة “تعمل مع مؤسساتها الوطنية والشركاء الموثوقين لإيصال الإغاثة دون الحاجة لإملاءات خارجية”.

وبينما حذر بيان “متحالفون” من أن المدنيين يدفعون الثمن الأكبر للحرب التي وضعت ملايين السودانيين على حافة المجاعة وأدت إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص، جددت الخارجية رفضها المطلق لأي مبادرات تتجاوز سيادة السودان، معتبرة أن “المصلحة الوطنية وحدها هي مرجع القرار”.

واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لتتحول سريعًا إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. وأدّت المواجهات المستمرة إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخل السودان وخارجه، وفق تقديرات الأمم المتحدة، فيما يعيش ملايين آخرون على حافة المجاعة نتيجة لانقطاع الإمدادات الغذائية وصعوبة الوصول إلى الأسواق.

ومنذ بداية النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع،  تعرّضت عمليات الإغاثة الإنسانية لعقبات كبيرة، من بينها القيود البيروقراطية المفروضة من أطراف النزاع، وإغلاق الطرق الرئيسية، واستهداف القوافل الإنسانية أحيانًا بالهجمات أو النهب.

وأدى ذلك إلى عجز المنظمات الدولية عن الوصول بانتظام إلى المناطق الأكثر تضررًا مثل دارفور وكردفان، حيث تتفاقم معدلات الجوع والمرض.

وكانت أطراف النزاع قد وقّعت في مايو 2023 بمدينة جدة على إعلان يلتزم بحماية المدنيين وتيسير وصول المساعدات الإنسانية، لكن هذا الإعلان لم يُنفذ بشكل فعّال، حيث استمرت الانتهاكات والهجمات على البنية التحتية المدنية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والاتصالات، ما زاد من صعوبة الاستجابة الإنسانية.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.